«الكذب ملْح الرجال»!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهنا، هل يا تُرى كانت الأمور ستنتهي عند إطلاق قهقهات الإعجاب التي أُطلقت، رداً على هذا الذي قاله ترامب، لو أن اتهام إعلام البيت الأبيض الأميركي؛ بصحفه وشبكاته وصحافييه، بالكذب جاء من مسؤول عربي أو أحد رؤساء إحدى دول العالم الثالث السعيدة؟ إن المؤكد أن جائزة الأنباء الكاذبة لو كان المتهم عربياً أو إفريقياً أو آسيوياً من دول الصنف العاشر، فستكون حملة مضادة لا رحمة فيها، وقد تصل الأمور إلى وضع دول هؤلاء على القوائم السوداء، ووضع أسمائهم في ملفات المطلوبين للولايات المتحدة الأميركية. من حق ترامب، هذا الذي هو إعلامي، إضافة إلى أنه رجل أعمال ومن أصحاب ليس الملايين إنما المليارات، أن يغضب من إعلام البيت الأبيض ومن الشبكات الإعلامية في بلاده، أما أن يصف الصحافيين والإعلاميين الأميركيين بأنهم "كلهم سيئون وفائزون يستحقون جائزة الكذب" هذه، فإن هذا في حقيقة الأمر غير جائز، بل مستغرب في عالم يشكِّل الإعلام فيه كل شيء، ومن بين هذا الشيء أن الرئيس الأميركي نفسه وصل إلى كرسي الرئاسة في قاطرة إعلامية يستحق كل مَن فيها هذه الجائزة (جائزة الأنباء الكاذبة)! وهكذا، فإننا نحمد الله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، أن العقوبة في هذا العالم الثالث تتم ليس على الكذب، إنما على الصدق، ما يعني أنه يجب أن تكون هناك جائزة للأنباء الكاذبة كجائزة ترامب وليس للأنباء الصادقة... ثم أليس هناك مثل عربي يقول: "الكذب ملْح الرجال... وعيب على من يصْدق"!