في يوم من أيام عام 2009، أبلغني ابن عمي الغالي، جمال بن علي اللوغاني، بوجود شخصية كويتية متميزة بمحل له في منطقة المباركية، وهو العم علي العجيل. ووفقني الله تعالى لزيارته والحديث معه بعد عدة أيام في ذلك العام، كما التقطت صوراً عديدة له ولدكانه التاريخي. وقبل حوالي أربعة أسابيع مضت، وصلني خبر وفاته، رحمه الله، فقررت في نفسي أن أكتب شيئاً عنه، توثيقاً لحياة كويتي تميَّز بشيء في سيرته، وأخذت منه بعض المعلومات.

وُلد العم علي بن فهد بن حمد العجيل في عام 1925، بفريج المطران بمدينة الكويت القديمة، وبجانب مسجد العتيقي (المطران) القريب من سوق المسيل الحالي. كان منزل والده يجاور بيت عبدالرحمن الدعيج (المربي القديم)، وبيت عوض البسام، وبيت عبدالله بن جليل، وبيت عبدالعزيز الفيصل، وبيت عبدالمحسن العبيدي. تلقى تعليمه في المدرسة المباركية، ومن زملائه أثناء الدراسة؛ عثمان النصف، وجاسم العصفور، وصالح الجراح.

Ad

في بداية حياته المهنية عمل مع شركة يوسف الغانم في نقل الرمل من بنيد القار إلى إيران، ثم فتح محلاً تجارياً خاصاً به في سوق الخضرة بمنطقة المباركية بالقرب من محل والده. وكان والده يبيع السمن البلدي، والإقط، والفقع، والدهن، وغير ذلك، ومحله من أقدم المحال في هذا السوق، إذ يزيد عمر المحل على 100 عام. أما محل العم علي العجيل، فقد افتتح في عام 1942، والمحال في هذا السوق جميعها ملك أحد الشيوخ، والوكيل عليها جاسم السميط، الذي يجمع الإيجارات، طبقاً لما أفادني به العم علي. وأفادني أيضا بأن إيجاره في الماضي كان 4 روبيات، ويُضاف عليها 12 آنة للبلدية يجمعها أحد أبناء أسرة الرويّح. ويقول إنه كان يجلس في الدكان ويزوره بعض الأصدقاء والزبائن، للاستماع إلى المذياع الذي كان يلتقط إذاعة باللغة العربية من برلين، يقول فيها المذيع يونس بحري "هنا برلين... حي العرب في كل مكان"، وذلك إبان الحرب العالمية الثانية.

وقد استعرض العم علي العجيل أسماء بعض أصحاب المحال في سوق الخضرة القديم من الناحية الشرقية عند كشك مبارك المعروف، وذكر منهم: فهد العجيل، خالد الرقم، يوسف المسري، عبدالله الزير، عبدالله الخواري، عبداللطيف الرشيد، محمد الصانع، حسين العبدالرزاق، جاسم الهدهود، الأرملي، الصقعبي، سليمان العتيقي، محمد أبل، إضافة إلى دكانه.

وكان العم علي العجيل يبيع في دكانه السكر، والعيش، واللومي، ومواد غذائية أخرى، وفي السنوات الأخيرة من عمره لم يكن يبيع شيئاً، وجميع بضاعته قديمة مضى عليها زمن طويل، لكنه يتواجد في المحل كل يوم، ويتحدث مع الجيران وبعض زواره من أصدقائه القدماء. سكن القادسية بعد مدينة الكويت، وكان منزله في قطعة 4 بجوار بيت الشايجي، وبيت محمد العنزي. له من الذرية سبعة، هم: فيصل، محمد، عجيل، عبدالله، نواف، وابنتان (منيرة وحصة). رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.