استثمر في «بتكوين»... وإن كانت فقاعة
«تسلا» خسرت لكن ريادتها حفزت إنتاج السيارة الكهربائية
قد تكون «بتكوين» فقاعة بكل تأكيد. لكن من خلال التسبب بهذه الزيادات المثيرة في هذه السنة في قيمة السلع الإلكترونية، التي
لا يمكن أن تستخدم لأكثر من المضاربة يرفع مستثمرو «بتكوين» رؤية التقنية الكامنة وراءها وتدفع المزيد من الناس إلى العمل على تحسينها وجعلها أكثر جاذبية بالنسبة إلى المؤسسات المالية والحكومات.
لا يمكن أن تستخدم لأكثر من المضاربة يرفع مستثمرو «بتكوين» رؤية التقنية الكامنة وراءها وتدفع المزيد من الناس إلى العمل على تحسينها وجعلها أكثر جاذبية بالنسبة إلى المؤسسات المالية والحكومات.
مع وصول "بتكوين" إلى عتبة العشرة آلاف دولار، تفاخر شركة كوين - بيس "لتبادل بتكوين" بفتح المزيد من الحسابات، وبقدر ينافس حسابات تشارلز ستشواب، مما يقدم بعض العزاء والإرشاد بالنسبة الأشخاص، الذين خسروا الكثير من المال في فترة الانهيار. ولنبدأ بالعزاء: حتى إذا تبخرت تلك الأموال، فإن الاستثمار قد ساعد على جعل العالم مكاناً أفضل. ثم الارشاد: توجد طريقة لتحقيق ربح من ذلك أيضاً من خلال رهونات جانبية على تطبيقات أخرى للتقنية التي تشغل "بتكوين".وتلك أيضاً الحالة مع مشاريع أخرى غير مربحة أفضت إلى خسارة المستثمرين للكثير من المال، وربما تؤدي إلى تحقيق مزيد من الأموال في المستقبل: تسلا وسناب وأوبر. والاستثمار في تلك المشاريع قد لايجدي مطلقاً – وربما يثمر بالنسبة إلى أولئك، الذين استعادوا أموالهم في اللحظة المناسبة، مثل المستثمرين المحظوظين في خطة بونزي. ولكنها توفر تقدماً مهماً للإنسانية وللتقدم في أسواق كاملة.
وكتب المعلق في هذا الحقل جون إيفانز يقول: ما لم تكن أحد المستثمرين في شركة للسيارات الكهربائية – مثل تسلا – ليس من الضروري أن تجني مالاً، فالهدف، الذي يهمك من وجود تسلا هو "ريادتها لأساطيل من السيارات الكهربائية الذكية والبنية التحتية لدعمها وتطوير تقنية البطاريات، التي لن تكون فائدتها مقتصرة على السيارات". وهو يشبه ذلك بالقناة بين المملكة المتحدة وفرنسا، (المانش) التي كانت كارثة بالنسبة إلى المستثمرين الخاصين، لكنها تشكل نجاحاً من خلال الفائدة المحققة من الاستخدام الكبير لمشروع البنية التحتية هذه. والمليارات، التي صرفت من قبل المدن في التحضير للألعاب الأولمبية يمكن أن تكون مفيدة أيضاً لأنها وفرت المساكن والمنشآت الرياضية لسكان مدينة ما كانت ستحصل عليها بغير ذلك. وتبدو هذه مثل مجادلة اشتراكية: من يكترث بحفنة من المستثمرين الأغنياء، الذين خسروا القليل من ثرواتهم الضخمة إذا كانت المشاريع التي مولوها مفيدة للمجتمع؟ وعلى أي حال تعمل الحوافز المدفوعة بآلية السوق الرأسمالية المعتمدة على المنافسة على حدوث الدفعة القوية التي عبرت عنها مجموعة غارتنر، وهي شركة تقنية وبحوث في ستامفورد بولاية كونيكتيكت لوصف التقنية الواعدة، التي تبدأ بالمبالغة أولاً ثم الاقتراب من "ذروة التوقعات المضخمة" ثم إزالة الوهم وبعد ذلك الوصول إلى "سهل الإنتاجية". ولننظر إلى أوبر، على سبيل المثال، والشركة نفسها كارثة لا تنتظر الحدوث. وهي تلتهم النقد فيما تولد فضيحة تلو أخرى. لكن لولا المليارات من الدولارات، التي دفعها المستثمرون لها لما اضطرت أساطيل سيارات الأجرة في شتى أنحاء العالم إلى المنافسة. والمستثمر البارع الباحث عن فرص في المواصلات يستطيع الاستفادة من ذلك، على سبيل المثال، عن طريق الاستثمار في ياندكس وهي شركة عامة ابتلعت عملية أوبر الروسية عبر تفوقها في منافستها أو في أي عدد من منافسات أوبر المربحات أو الواعدات. وقد ساعدت حالة أوبر أيضاً على تحسين تقنية السيارات ذاتية القيادة، والشركات في ذلك الحقل يمكن أن تكون رهانات جانبية مجزية.وفي حالة شركة "تسلا" لم يعد من المهم سواء استطاع ايلون ماسك الوفاء بالكثير من وعوده. وحتى إذا لم تتمكن تسلا من طرح موديلها 3 على شكل منتج سوقي فقد فعلت في الأساس ما يكفي لدفع شركات السيارات الراسخة الى الاهتمام بالسيارات الكهربائية. وإذا لم يزود المستثمرون عمل ماسك بالمال، فإن جنرال موتورز وبي ام دبليو ونيسان وغيرها من الشركات ما كانت لتبذل جهداً من أجل إنتاج السيارات الكهربائية بصورة مربحة. وحتى إذا أخفقت تسلا فإن برامج تلك الشركات في السيارات الكهربائية قد لا تفشل، وذلك يجعلها أهدافاً استثمارية أفضل مما لو لم تقدم تسلا على استثماراتها.أو لننظر إلى هذه الجملة الوقحة من منشور عرض الاكتتاب العام الأولي لشركة سناب:"تكبدنا خسائر تشغيل في الماضي ونتوقع التعرض لخسائر تشغيل في المستقبل وربما لن نتمكن مطلقاً من تحقيق أرباح أو الحفاظ عليها". وتفي الشركة بهذا ويتم تداول سهمها عند أقل من سعر عرض الاكتتاب الأولي – ولكن لولا مبالغة سناب ما كانت شركة فيسبوك قلدت منتجها عبر إنستغرام ستوريز وواتس أب ستيتس اللتين تجاوزتا بسرعة عرض سناب شات في الشعبية. وقد جعلت سناب شركة فيسبوك شركة أفضل وأسهمت في نمو رسملتها السوقية السريع. وكل دولار استثمر في ذروتها عند 27.09 دولاراً للسهم، هبط الآن إلى 48 سنتاً، لكن الدولار، الذي استثمر في فيسبوك في اليوم ذاته ارتفع إلى 1.33 دولار، وذلك لن يغطي تماماً الخسارة، لكنه سوف يجعلها قطعاً مستساغة بقدر أكبر لتكون ابتكاراً لتحسين الصناعة بالنسبة إلى تمويل المستثمرين. وفي وسع المرء المراهنة على فيسبوك – لكن هل كانت الشركة ستنمو بهذه السرعة لو لم يدعم أحدهم شركة سناب أيضاً؟قد تكون "بتكوين" فقاعة بكل تأكيد. ولكن من خلال التسبب بهذه الزيادات المثيرة في هذه السنة في قيمة السلع الإلكترونية، التي لا يمكن أن تستخدم لأكثر من المضاربة يرفع مستثمرو "بتكوين" رؤية التقنية الكامنة وراءها وتدفع المزيد من الناس إلى العمل على تحسينها وجعلها أكثر جاذبية بالنسبة إلى المؤسسات المالية والحكومات.