مصر| متصوفو سيناء يلجأون إلى بناء أضرحة بلا قباب
على الرغم من استهداف "مسجد الروضة" التابع للطرق الصوفية في شمال سيناء، في واحدة من أشرس العمليات الإرهابية التي شهدتها شبة الجزيرة المصرية، وأوقعت نحو 310 شهداء قبل أسبوع، فإن قيادات صوفية أكدوا أنهم لجأوا في وقت سابق إلى حيلة لإبعاد الأضرحة عن مرمى تفجيرات المتطرفين.في أكتوبر الماضي، أعلنت قيادات صوفية في سيناء، خطة جديدة لحماية الأضرحة من الهجوم عليها، وقال شيخ الطريقة الجريرية في سيناء، مسعد حامد، في تصريحات إعلامية، إن "الطرق الصوفية في محافظة سيناء تخلت عن أهم طقوسها، خوفاً من العناصر الإرهابية، وهي بناء الأضرحة لأولياء الله الصالحين، دون قباب".والضريح في سيناء عبارة عن "لحد" يعلوه بنيان يميزه عن غيره من القبور، وهناك أضرحة لا تُعرف هوية من يرقد بداخلها، بينما هناك أخرى متعارف عليها مثل ضريح الشيخ زويد، وضريح قبر عمير، وأضرحة شيوخ الجريرات، وضريح قرب قلعة نخل بوسط سيناء، وضريح الشيخ حميد وسط سيناء، إضافة إلى ضريحي جبل الأبرقين والنبي ياسر في مدينة العريش.
ضريح الشيخ زويد يُعد الأشهر في سيناء، وقد استهدف بالتفجير مرتين عام 2012، وهو عبارة عن غرفة مربعة، وسط مقبرة المدينة، وكان الأهالي يزورون الضريح، وينحرون الذبائح بجواره حتى تسعينيات القرن الماضي، لكن تلاشت هذه المظاهر تدريجياً، ويعتقد الأهالي أن الشيخ زويد أحد جنود الجيش الإسلامي إبان فتح عمرو بن العاص لمصر عام 641 هـ، وتُوفي أثناء مرور الجيش بالمنطقة، فتم دفنه فيها وسُميت المدينة باسمه.وبوجه عام لا تشهد تلك الأضرحة التي فُجر العديد منها أي مظاهر احتفاء خاص من جانب أي من الطرق الصوفية الشهيرة المنتشرة في شمال سيناء، وهي الطريقة العلاوية الأحمدية، والطريقة الجريرية الأحمدية، والطريقة التيجانية، والطريقة العزمية.ويعزز فرضية استهداف الإرهابيين للأضرحة الصوفية ذات القباب، ما سبق أن صرح به إعلامياً المتحدث باسم الطريقة الجريرية في سيناء، عبدالرحيم الديوي، حين قال إن العناصر الإرهابية توجه أنظارها صوب الأضرحة، ومقامات الأولياء، لافتاً إلى أنهم استهدفوا ضريح "الشيخ سليم"، ودمروا قبته، لأنهم يعتبرون كل الأضرحة والقباب أمراً مخالفاً للعقيدة.