تعليقاً على تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، الذي أثار عاصفة من الردود، لأنه بدا كأنه تبرئة لحزب الله من استخدام سلاحه في «أحداث 7 أيار (مايو)» الشهيرة، قالت أوساط مقربة من قصر بعبدا لـ «الجريدة»، إن «الحريري يريد الحفاظ على مسافة مقبولة من حزب الله مراعيا مسألة السلاح»، وأضافت أن «الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيلاقي الرئيس الحريري في منتصف الطريق لإنقاذ التسوية الرئاسية، والحفاظ على الاستقرار الداخلي، من خلال تقديم بعض الضمانات على صعيد النأي بالنفس وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة قد تتمثل بانسحاب تدريجي للحزب من سورية».

وتابعت: «أما في شأن السيناريوهات، التي تصاعد الكلام عليها حول تعديل حكومي يفترض أن يطرح بجدية في الساعات المقبلة، فعُلم أن هذا السيناريو التجريبي لا يزال قيد التداول المبدئي بين فريقي التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، ولم تتسع دائرته بعد في انتظار لقاء سيجمع في باريس الرئيس الحريري، الذي يمضي إجازة قصيرة عائلية ووزير الخارجية جبران باسيل، الذي يفترض أن ينتقل من روما حيث يرافق الرئيس عون في زيارته الرسمية لإيطاليا إلى باريس في الساعات المقبلة وستطرح خلاله مسألة التبديل الوزاري، وما إذا كانت ممكنة أم متعذرة «.

Ad

إلى ذلك، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن «المباحثات الجارية راهناً تهدف إلى ترميم التسوية الحكومية في اتجاه النأي بالنفس في شكل فعلي من خلال نقطة محورية تتمثل في الانسحاب من أزمات المنطقة، وهذا مطلبنا الأساس»، موضحاً أنه «استناداً إلى أوساط رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري، فإن حزب الله جدي في ما يتصل بتطبيق النأي بالنفس، بيد أن التقويم النهائي مرتبط بنص التسوية عند إعلانها، وهي طور الإعداد بين رئاستي الجمهورية والحكومة، وفرنسا والمملكة العربية السعودية ليستا بعيدتين منها، ما دام النأي بالنفس ليس شأناً لبنانياً محضاً بل يتصل بوضع المنطقة عموماً، كما أن تسوية من هذا النوع تحتاج إلى حماية خارجية».

وقال في حديث إلى وكالة «المركزية» أمس، إن «حزب القوات اللبنانية تعرض في الأسابيع الاخيرة لحملة استهداف واسعة ما زالت مستمرة حتى الساعة، يراد منها الانقضاض على القوات ومحاصرتها ووضعها في دائرة الاستهدافها من خلال موجة شائعات لا أساس لها».

واعتبر جعجع أن «مصدر الاستهداف هم الخصوم الذين يضعون نصب أعينهم إنهاء آخر مربعات المقاومة الفعلية لمشروع 8 آذار (مارس) الذي يمثله حزب القوات، آسفاً لأن بعض الحلفاء يساير والبعض الآخر لا يضره وضع القوات خارجاً».

وفي الإشكاليات، التي تشوب العلاقة بين «القوات» وتيار «المستقبل» أشار جعجع إلى أن «قنوات الاتصال عادت إلى طبيعتها، ويجري اليوم ترميم الوضع، والأيام المقبلة ستشهد اجتماعات رفيعة المستوى، وسألتقي الرئيس الحريري».

وقرأ جعجع في حديث الرئيس الحريري عن سلاح «حزب الله» أمس الأول فقال: «انطباعي الشخصي أن الرئيس الحريري كان يتحدث عن ترميم التسوية، وفي سياقها تطرق إلى موضوعي النأي بالنفس وسلاح حزب الله. فحاول القول في هذا المجال، إن سلاح الحزب لن يستعمل في الداخل راهناً، ولم يقل لم يستعمل سابقاً، لأنه استعمل عشرات المرات».

وكان الحريري غرد» مساء أمس الأول رداً على من وصفهم بـ»المزايدين» عليه، فقال، إن «ما قلته في (باري ماتش) واضح وضوح الشمس نحن الآن عندنا ربط نزاع مع حزب الله مثلما هم عندهم ربط نزاع معنا وما حصل في الماضي لا ننكره، ولكن نحن نبني لنحمي استقرار البلد وهناك ناس تبني لفتنة في البلد».

وسبق ذلك بساعات صدور رد عنيف للغاية عن تلفزيون «المستقبل» في مقدمة نشرته الإخبارية طاولت من اتهمهم بتحوير واجتزاء كلام الرئيس الحريري وأضاف في حملة غير مسبوقة على كل من النائب السابق فارس سعيد ورضوان السيد والوزير السابق اللواء أشرف ريفي (الذين سموا من قبل قيادات في «المستقبل» بكتبة التقارير): «الذي لا يقره المنطق السليم لا يقبله الفارس السليب ولا يحوز رضوانه وبين هذا وذاك شخص باع جمجمته وشرفاً عسكرياً فأنكر فضلاً لا ينكره ذو مروءة».