قالت قناة العربية الفضائية، في تقرير نشرته أمس، إن السلطات السعودية بدأت إجراءات تسوية مالية مع المتهمين بالفساد، وقد نتج عنها في الأيام القليلة المنصرمة إخلاء سبيل عدد منهم، مقابل إرجاع مبالغ أخذوها بطرق غير مشروعة إلى خزينة الدولة.

وقالت «العربية» إن «هذا الإجراء الذي اتخذته اللجنة العليا لمكافحة الفساد جاء بعد حصولها على موافقة ملكية، شريطة أن تكون التسويات تصب في المصلحة العامة».

Ad

ووفق التقرير، تضمنت التسوية المالية هذه عملية استرجاع أموال وأصول بلغ حجمها مئات المليارات، في صورة حسابات بنكية وأموال سائلة وأصول متراكمة داخل السعودية وخارجها.

وقد وفرت تلك التسوية على الدولة فترات زمنية طويلة كانت ستقضيها إذا سلكت طريق التقاضي، وجعلت من المتهمين نموذجا يردع الفاسدين.

ولفت التقرير الى أن التسوية نهج تتبعه دول عدة، حيث تتضمن معظم الأنظمة القانونية في دول العالم التصالح الجزائي مع المتهمين في قضايا الفساد والاختلاس وإهدار المال العام لاعتبارات متعددة.

وأشار الى أن ما دفعته البنوك والمؤسسات المالية العالمية منذ عام 2010 إلى عام 2016 كعقوبات وغرامات وتسويات للنظام القضائي الأميركي عن قضايا فساد وتلاعب مالي ونقدي بلغ 320 مليار دولار، على خلفية التحقيقات في دور هذه المصارف في الأزمة المالية العالمية عام 2008.

وأوضح التقرير أن بعض الأنظمة القانونية في دول عربية تعتمد مبدأ التصالح، ففي مصر، على سبيل المثال، يمنح قانون المصالحة الاقتصادية والمالية الموظفين العموميين عفواً في قضايا الفساد المالي والاعتداء على المال العام، ويعفو عن رجال الأعمال المتورطين في الفساد من المحاسبة، مقابل إعادة ما اختلسوه من أموال.

يذكر أن اللجنة العليا لمكافحة الفساد التي أنشئت مطلع نوفمبر الماضي بأمر ملكي، والتي يرأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كانت أوقفت في الرابع من نوفمبر عدداً من الأمراء والوزراء السابقين والحاليين، فضلا عن بعض رجال الأعمال المتورطين في قضايا فساد.