توصية السيستاني تربك «حلفاء إيران»... والعبادي يترشح مستقلاً

• آلاف الصدريين يتظاهرون دعماً لـ«الحرب على الفساد»
• نيجرفان البارزاني يزور تركيا

نشر في 02-12-2017
آخر تحديث 02-12-2017 | 00:00
أكراد يحيون ذكرى المولد النبوي أمس الأول في عكرا شمال العراق (رويترز)
أكراد يحيون ذكرى المولد النبوي أمس الأول في عكرا شمال العراق (رويترز)
وسط حديث عن انقسام سياسي داخل «الحشد الشعبي» بين تيار المرجعية والتيار المدعوم من إيران، جاءت توصيات السيد علي السيستاني بضرورة تقنين وضع الحشد ومنعه من الترشح للانتخابات لتزيد إرباك الساحة الشيعية العراقية قبل انتخابات مهمة مقررة في مايو تأتي بعد دحر تنظيم «داعش».
أثارت الدعوة القوية للمرجعية الشيعية العليا في العراق السيد علي السيستاني، أمس الأول، لتنفيذ قانون "الحشد الشعبي" وحصر السلاح بيد الدولة ومنع مشاركة "الحشد" في الانتخابات المقبلة، والتي نقلها عنه المبعوث الأممي في العراق ايان كوبيتش ارتياحاً لدى شرائح عراقية عدة، لكنها قوبلت بالصمت والتريث، من الأطراف الموالية لإيران، والتي بات مؤكداً أنها ستخوض الانتخابات المقررة في مايو المقبل في قائمة موحدة تضم الأجنحة السياسية لقادة الفصائل المقاتلة في "الحشد" برئاسة الامين العام لـ"منظمة بدر" هادي العامري.

ومع احتمال تعرض نائب رئيس الجمهورية الأمين العام لحزب الدعوة نوري المالكي إلى "عزل انتخابي"، خصوصاً وسط الأنباء عن ترشح رئيس الحكومة حيدر العبادي مستقلاً، يواصل المشهد الشيعي العراقي التأزم، خصوصاً أن التوصيات الأخيرة للسيستاني، ستربك الفصائل الموالية لإيران، لاسيما أنها غير قادرة على الفصل بين ما هو سياسي وميداني، في ظل الوجود الأميركي الوازن، الذي لا يزال قادراً رغم كل شيئ على التأثير وقلب بعض المعادلات.

استقالة المرشحين

وقال القيادي في هيئة "الحشد الشعبي"، معين الكاظمي أمس، إن "تأكيدات المرجعية على دعم الحشد الشعبي واضحة طيلة الفترات السابقة، وخصوصاً في تطبيق قانون هيئة الحشد"، مضيفاً أن "هذه التأكيدات على تطبيق قانون الحشد هي من إجل إرساء الدعائم الرسمية والشرعية لهذا الكيان العسكري، وحصول مقاتلي الحشد على استحقاقاتهم أسوة بمقاتلي بقية الأجهزة الأمنية الأخرى، إضافة إلى تنفيذ القوانين التي تطبق على الجيش والشرطة بخصوص المشاركة في الانتخابات بعد تقديم الاستقالة لمن يرغب بخوض العملية الانتخابية".

تفكيك التداخل

أما القيادي في "الحشد" كريم النوري فعلق على الأنباء عن تشكيل "تحالف المجاهدين" الذي يضم "منظمة بدر" و"عصائب أهل الحق"، و"النجباء" وغيرها من الفصائل الشيعية المقاتلة قائلاً: "إلى الآن لم تتضح قضية التحالف الجديد، وننتظر من خلال العامري أن يوضح هذه الأمور، وبالتأكيد لن يكون هناك تحالف مع دولة القانون، وهذا أمر مؤكد"، في إشارة إلى الائتلاف، الذي يرأسه نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، الأمين العام لحزب "الدعوة".

وأكد النوري، في حديث تلفزيوني أمس، أن "من المعيب أن يشارك قادة في جهاز مكافحة الإرهاب في الانتخابات المقبلة تحت عنوان مكافحة الإرهاب، كذلك من العيب المشاركة في الانتخابات تحت عنوان الحشد الشعبي".

العبادي مستقلاً؟

في سياق متصل، كشف عضو البرلمان عن "ائتلاف دولة القانون" منصور البعيجي، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي ينتمي إلى حزب "الدعوة" سيخوض الانتخابات المقبلة، بعيداً عن "دولة القانون".

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قال قبل أيام في مقابلة تلفزيونية، إنه يعتقد بأن العبادي سيتخلى عن العمل الحزبي ويترشح مستقلاً للانتخابات، مؤكداً دعمه لولاية ثانية للعبادي. وأكدت قيادات سنية دعمها للولاية الثانية بشرط "ضبط الحشد".

وتحدثت تقارير عن اجتماع عاصف لحزب "الدعوة" قبل أيام، دعا اليه المالكي، وشهد مشادات كلامية انتهت بانسحاب العبادي وجناحه، بعد "تهديدات واتهامات أطلقها المالكي تتعلق بإعلان العبادي الحرب على الفساد وقرب تقديم ملفات مسؤولين في الحكومة السابقة التي كان المالكي يرأسها ثماني سنوات إلى القضاء".

وتظاهر عشرات الاف المناصرين للتيارالصدري في ساحة التحرير في بغداد وفي عدد من المحافظات تلبية لدعوة زعيمهم مقتدى الصدر لدعم الحرب على الفساد التي اطلقها العبادي.

الصدر وكركوك

لا يزال السجال حول انشتار قوات اميركية في مدينة كركوك المتنازع عليها غير محسوم. وقال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش"، إن تحركات قواته في مسرح العمليات لا تُعلن الى الرأي العام، دون أن ينفي أو يؤكد نشر قوات أميركية في قاعدة "كي وان" بكركوك.

وأضاف التحالف الدولي في بيان إن "أي إعادة نشر للقوات في العراق تتم بالتنسيق مع العراقيين ووفق ما تتطلبه الحاجة"، مشيراً إلى أن "التحالف سيتعامل مع المتغيرات على الأرض خصوصاً مع استمرار داعش في فقدان الأراضي، التي يستولي عليها في العراق وانخفاض وتيرة العمليات العسكرية ضد التنظيم في البلاد". كما جاء في البيان إن "الحرب ضد داعش لم تنته بعد، وسيسعى من تبقى من إرهابيين في العراق إلى زرع الخوف بين العراقيين من خلال هجمات منفصلة".

البارزاني

على صعيد منفصل، أعلنت وسائل اعلام تركية، أمس، أن رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان البارزاني وصل إلى تركيا من خلال منفذ إبراهيم الخليل الحدودي. وقالت تقارير تركية، إن "البارزاني سيسافر إلى الخارج عبر الأراضي التركية"، دون ذكر المزيد من التفاصيل، لكن مصادر كردية قالت، إن المسؤول الكردي سيجري لقاءات مع مسؤولين أتراك.

back to top