قلب العرب يتألم
صُدِمت، كما الكثيرين، من هول وبشاعة المجزرة التي ارتكبها الإرهابيون في بيت من بيوت الله في قرية الروضة التابعة لمركز بئر العبد بمحافظة شمال سيناء بجمهورية مصر العربية الشقيقة، ورغم أن الإرهابيين معروف عنهم أنه لا دين لهم ولا ضمير ولا يمتون إلى الإنسانية بصلة، ورغم قتل هؤلاء الذين يدعون أنهم مسلمون الأبرياء في عدد من الدول الخليجية والعربية فإن هذا الحادث هو الأول من نوعه في مصر، التي لم تعرف من قبل تفجيراً للمساجد، كما أنه أوقع عدداً كبيراً من الضحايا وصل إلى 310 شهداء.وقد برر الإهاربيون عملهم الهمجي بأنهم استهدفوا المسجد لأن من يصلي فيه يدعون أنهم صوفيون وهم بنظرهم "مشركون" كما يزعمون، وذلك لإشعال الفتنة، فالذين قتلوا في المسجد هم مسلمون يعبدون إلهاً واحداً وكانوا ساجدين يكبرون ويدعون بالمغفرة والرحمة، ولكنها أيدي الإهارب الغادرة والجبانة التي تستبيح قتل الأبرياء وإراقة دماء الصغار والكبار، حيث تسببت هذه الجريمة التي ندينها ونستنكرها في قتل 27 طفلاً وفقدت قرية الروضة 25 في المئة من رجالها وترملت النساء ودمرت عائلات بأكملها.
لقد تخصص الإرهابيون في مهاجمة الدول العربية والإسلامية وقتل العزل والأبرياء دون ذنب أو جريرة في الوقت الذي لم نر هؤلاء يتحدثون أبداً عن تحرير فلسطين القضية المحورية العربية والإسلامية، رغم أنهم عاشوا سنوات في سورية بجوار الجولان المحتل، ولم يطلقوا رصاصة واحدة على الكيان الصهيوني، فهم في منتهى اللين مع من يحتل مقدساتنا في فلسطين، ومنتهى القسوة والجبروت مع بني جلدتهم ووطنهم ودينهم، كما أن هؤلاء لم ينتصروا أبداً في معاركهم ضد الجيوش الوطنية، بل تتم هزيمتهم لأنهم جبناء ولا يستطيعون المواجهة، فكل معاركهم دائماً ضد المدنيين أو يقومون بتفجير دور العبادة أو الأسواق أو عن طريق الغدر بالآخرين، أما حينما تواجههم الجيوش على الجبهة فسرعان ما ينهزمون.والحقيقة الساطعة التي تظهر وسط هذه الأحداث المأساوية أن هؤلاء الإرهابيين ليس لهم علاقة بالإسلام، وأنهم يشوهون صورته السمحة فقط، ويحاولون الوقيعة بين المسلمين وإشعال الفتنة، وينفذون أجندات خارجية تسعى إلى تدمير ما تبقى في الوطن العربي، لكن جيش مصر المناضل سيبقى درعاً واقياً ليس لمصر فقط، إنما لجميع الدول العربية، وستظل مصر متماسكة وقادرة على مواجهة التحديات وتجاوز هذه الأحداث الإرهابية المؤسفة، فماضيها وحاضرها يؤكدان أنها قادرة على دحر الأعداء أياً كانوا، وتحت أي مسميات، وحفظ الله مصر وجميع الدول العربية والإسلامية من كيد الأعداء.