«High Light»: «# مرفوعين_الراس»
صدر حكم الاستئناف في قضية دخول المجلس؛ وأجمع كل المنصفين على أن الحكم كان قاسياً جداً، مقارنة بحكم أول درجة (البراءة) فالقضية حسب الرأي القانوني تندرج تحت بند دخول مبنى حكومي بحرز، والحرز لدى النواب، لذلك يحق لهم دخول المجلس في أي وقت ومع من يشاؤون، أضف إلى ذلك شهادة اثنين من حرس المجلس أمام المحكمة بأن الأوامر أتت إليهم من آمر حرس المجلس بفتح البوابة أمام الناس. ونحن هنا لسنا بصدد التشكيك في نزاهة القضاء، وإنما نضع بعض المقارنات بشكل مبسط أمام القارئ الكريم؛ فقضاؤنا نزيه وشامخ، وهو بعد الله سبحانه وتعالى ملاذنا الأخير؛ لذلك ندعو الله سبحانه وتعالى أن يلهم قاضي محكمة التمييز إنصاف شباب الحراك الوطني الحر الذين يحملون أعلى المؤهلات العلمية، ولم يكن لهم إلا هدف واحد وهو مكافحة الفساد وأهله.القضية سياسية بامتياز، وحدثت في عهد سمو الشيخ ناصر المحمد في ظرف سياسي محتقن، بعدما تكشفت أمام الرأي العام مجموعة من القضايا التي تدور حولها شبهات فساد، كان أخطرَها على الإطلاق قضيتا الإيداعات والتحويلات المليونية، الأولى كشفتها جريدة "القبس"، والثانية أطاحت بوزير الخارجية الشيخ محمد الصباح الذي قدم استقالته أمام لجنة التحقيق البرلمانية المختصة محافظاً على اسمه واسم والده، على حد قوله؛ وفي ظل هذا الجو السياسي العاصف حدثت قضية دخول المجلس؛ والهدف منها كان إيصال رسالة سياسية تعبر عن حالة الغضب الشعبي لما آلت إليه الأمور في ذلك الوقت، فبدلاً من محاسبة أعضاء منظومة الفساد تم تصوير وفبركة أن من دخلوا المجلس قاموا بالانقلاب على النظام الدستوري، وهذا عارٍ عن الصحة، جملةً وتفصيلاً.
ختاماً: نسجل كل عبارات الإعجاب والفخر والاعتزاز لكل من سلم نفسه امتثالاً لحكم صادر باسم صاحب السمو أمير البلاد المفدى، ونخص بالذكر النائبين الحربش والطبطبائي لسرعة الامتثال حتى إن ذلك أتي قبل وصول الأسماء إلى إدارة التنفيذ، وتحمل قائمة الشرف اثنين وثلاثين محكوماً سلموا أنفسهم وهم مرفوعو الرأس. ودمتم بخير.