لماذا نعمل على تدمير المجتمع؟!
مديرة إحدى المدارس بمصر تقتل تلاميذها داخل فناء المدرسة... هذا هو عنوان المانشيت الذي راق لي أن أكتبه بعدما سمحت المديرة بتمثيل مشهد عن ضحايا مذبحة مسجد الروضة بسيناء.وهنا أرى أنه لابد من عقد دورات تنمية بشرية لكل مديري المدارس قبل تعيينهم وبعده، وأيضا لمن يعينون في الوظائف الإشرافية والإدارية التي تجعل شخصاً يربي ويخرج أجيالاً إما نعمة أو نقمة على مجتمعاتها. إدارة مستقبل الأطفال ومتابعة تربيتهم وتعليمهم ليستا سلطة ومنصباً سيادياً... بل أمر مصيري لتلاميذ بعد سنوات سيصبحون رجالاً في المجتمع، فإما أن يتربوا على العنف والتطرف، أو على التسامح والوعي، وبعد ذلك فإن فاقد الشيء لا يعطيه، فمن تربى على الكبت والعنف والصوت العالي، فحتما سيعطي للمجتمع ما تم شحنه به في طفولته. الكلمة لها وزن وهدف، ومن المفترض أن يكون ذلك راسخا لدى المسؤول التربوي، السلوك يترجم بطريقة سريعة من الطفل لاسيما إذا جاء من القدوة، وكم من معلم كلامه محبب لدى تلاميذه، ولكنه يقتلهم بما يغرس في نفوسهم، أو بما يلقنهم من أفكار، كم من مدير مدرسة يحتاج إلى إدارة وتوجيه في قراراته وسلوكه!
ما المانع من أن يتولى إدارة المدارس بعض أساتذة المناهج وطرق التدريس وأساتذة التربية المتقاعدين؟ الإجرام لا يكون وليد اللحظة والموقف، بل نتيجة لفعل ورد فعل، ورد الفعل يكون على ما تربى عليه الشخص وخلفيته الثقافية، الإرهاب يبدأ من الأسرة وقاعة الدرس! الطفل الذي يتربى على الخوف والإرهاب النفسي، سيكون عدوانياً في مستقبله؟إدارة المدرسة التي تولي اهتمامها للطالب المتفوق وتمنحه كل الحقوق، بينما تهمل الضعيف، فإنها تقتله ذلك الأخير مرتين، مرة بالإهمال، والأخرى بتكوين شخصية هامشية عدوانية حاقدة وناقمة على الآخرين، وبالتالي سيحاول في مستقبله جذب الانتباه بكل ما هو غريب في المجتمع.كثيراً ما تطلب الدولة من المعلم ألا يتحدث في السياسة داخل قاعة درسه، وتحوله إلى عمل إداري إذا ثبت حديثه في السياسة... ولكن كيف يطلب مدير أو مديرة مدرسة من التلاميذ أن يتحولوا إلى فصيل سياسي مع أو ضد؟إلى كل صاحب قرار تربوي أو من كان معنياً بمخاطبة الرأي العام، الوعي بأهمية وخطورة ما تم تكليفكم به، فرسالتكم أقوى وأخطر من الرصاص.