بينما واصلت دولة الكويت السير على دربها ببذل جهود مضنية لتقديم يد العون للمحتاجين تمكنت من تكليل جهودها بإجماع دولي على دبلوماسيتها الإنسانية من خلال الحصول على عضوية المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للهجرة.ووافق المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للهجرة بالإجماع على اعتماد دولة الكويت رسمياً عضواً مراقباً في المجلس تقديراً لدورها في مجال العمل الانساني بشكل عام ودعمها لجهود المنظمة بصفة خاصة.
وفي هذا الإطار قال المدير العام المنظمة الدولية للهجرة السفير وليام سوينغ أن الدبلوماسية الانسانية التي تتبعها الكويت بتوجيهات أميرية سامية تعكس اهتماماً حقيقياً بالعمل الانساني بما في ذلك أيضاً تلك البرامج التي تقدمها المنظمة.من جانبه، قال مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير جمال الغنيم أن دولة الكويت من خلال انضمامها للمنظمة الدولية للهجرة ستلتزم كما فعلت دائماً بخدمة الأنشطة الإنسانية كافة كما ستعمل على تعبئة جميع مواردها في خدمة الإنسانية وبما يتوافق مع سمعة الكويت باعتبارها مركزاً للعمل الإنساني وسمو الأمير بوصفه قائداً للعمل الإنساني.وفي الإطار أيضاً، أشاد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر بحكمة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في التعامل مع الأزمات الإنسانية وتداعياتها لاسيما تلك المتعلقة بالأزمة السورية.وقال في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش اجتماعه مع الغنيم بمقر اللجنة في مدينة جنيف السويسرية لمناقشة تنسيق العمليات الانسانية التي تمولها دولة الكويت لصالح اللاجئين والمشردين السوريين «أن دولة الكويت تقع في مرتبة فريدة بحكم دبلوماسيتها المتميزة وسعيها الدؤوب لتقديم يد العون في أوقات الأزمات ولذا يمكن العمل معها للوصول إلى توافق دولي حول التعامل مع تبعات الكوارث الإنسانية».وأوضح أن هذا التعاون لا يهدف فقط إلى تخفيف تبعات تلك الكوارث الإنسانية بل أيضاً إلى ضمان احترام الكرامة الإنسانية في اطار النزاعات المسلحة وذلك من خلال الاستجابة الفعالة لحالات المتضررين من تلك النزاعات أو حالات العنف الأخرى.
لبنان
وفيما يتعلق بالمساعدات، أشاد مدير عام وزارة التربية اللبنانية فادي يرق بدور دولة الكويت في دعم مسيرة التنمية الانسانية والنهوض بالمجتمعات في العديد من البلدان من خلال مساهمتها في المشاريع الثقافية والتربوية والانمائية فيها.جاء ذلك في تصريح لـ (كونا) خلال تمثيله وزير التربية اللبناني مروان حماده في احتفال أقامته مدرسة «الشيخ جابر الأحمد الصباح الرسمية» في بيروت بمناسبة عيد الاستقلال وافتتاح قاعة جديدة للأنشطة الرياضية فيها بمشاركة ممثل سفارة دولة الكويت لدى لبنان القنصل فواز القحطاني.وقال يرق أن «الاحتفال بعيد الاستقلال في المدرسة التي تحمل اسم أمير الكويت الراحل يدل على محبتنا للكويت وشعبها وشكرنا لها التي أتاحت للعديد من الطلاب اللبنانيين فرصة التعلم ومتابعة مسيرتهم التربوية ليشقوا طريقهم في الحياة».واعتبر أن الكويت وعبر دعمها للعديد من المشاريع التنموية في الدول المختلفة تسهم في تنمية البشر كإحدى أهم الركائز للنهوض بالبلدان وتطوير مجتمعاتها.وشدد يرق في كلمة ألقاها في الاحتفال على أهمية توفير التربية الوطنية الحقيقية، مشيراً إلى أن وزارة التربية اللبنانية تسعى عبر المناهج التربوية والأنشطة الصيفية واللاصيفية إلى ترسيخ قيم لبنان الموحد وأسس الاستقلال الصحيح.من جانبه، قال القنصل القحطاني في تصريح مماثل لـ (كونا) أن «مشاركتنا في المناسبة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الكويتية اللبنانية المتجذرة حيث تحرص دولتنا دائماً على دعم لبنان وشعبه في مختلف المجالات».كما أكد حرص الكويت على الاسهام في تطوير العلاقات وتوثيقها مع لبنان في مختلف الجوانب لا سيما الاقتصادية منها والجوانب ذات البعد الانساني والتنموي وهو ما يتجلى في المشاريع التي تدعمها الكويت من مدارس وبنى تحتية.وقال القحطاني «ليس بجديد على الكويت دعم لبنان والدول الصديقة والشقيقة لأنها تنطلق من مبادئها في المساهمة بكل ما يخدم تنمية الانسانية والنهوض بالمجتمعات نحو الأفضل».ومن جهتها، ثمنت مديرة المدرسة غادة عازار في تصريحها لـ (كونا) دور الكويت في دعم المجال التربوي في لبنان، لافتة إلى أن مدرستها خير دليل على مساهمة الكويت في تعزيز التعليم الرسمي في البلاد.وأشارت إلى حرص طاقم المدرسة الإداري والتعليمي على مشاركة السفارة الكويتية في أنشطة المدرسة والحفاظ على التواصل مع الكويت التي ساهمت في بنائها.يذكر أن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية سبق له أن قدم تمويلاً لإنشاء أبنية تعليمية في إطار مشروع دعم خطة تطوير قطاع التعليم الرسمي في لبنان.وكانت وزارة التربية اللبنانية قد أطلقت في السنوات الماضية على عدد من المدارس في بيروت اسم الكويت وأسماء سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح والأمراء الراحلين الشيخ صباح السالم الصباح والشيخ سعد العبدالله السالم الصباح إلى جانب اسم الشيخ جابر الأحمد الصباح.الشتاء الدافئ
وبدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي اطلاق مشروع «الشتاء الدافئ» لمساعدة ألف أسرة من النازحين السوريين في لبنان.وقال رئيس بعثة الهلال الأحمر الكويتي في لبنان الدكتور مساعد العنزي في تصريح لـ (كونا) أن الجمعية «قامت بإطلاق المشروع بتبرع مقدم من شركة صناعات الغانم وبالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني حيث تم توزيع 2000 بطانية على 1000 أسرة سورية نازحة».ولفت إلى أن التوزيع شمل الأسر المقيمة في منطقتي البقاع شرقاً وشمالي لبنان لمساعدتها على مواجهة الظروف المناخية القاسية التي تشهدها المنطقتان على وجه الخصوص في فصل الشتاء.وقال العنزي أن الهلال الأحمر الكويتي بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري وقعا اتفاقية تعاون لإطلاق «مشروع تمكين المرأة» الذي يسعى لإشراك النساء في انتاج الملابس الشتوية للمدرسين السوريين وعائلاتهم بالإضافة إلى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في سبيل مساعدتهم خلال أشهر الصقيع التي تعاني منها منطقة عرسال شمال شرقي البلاد.وأشار إلى أن الهدف من المشروع رفع جزء من العبء عن المدرسين الناجم عن كلفة شراء الثياب الشتوية من جهة وتأمين فرص عمل في المشاغل للنساء من جهة أخرى مما يسهم بزيادة القدرة الشرائية لدى النازحين ويعزز امكاناتهم في تلبية متطلباتهم الحياتية.وأكد العنزي استمرار الهلال الأحمر الكويتي في دعمه للنازحين السوريين عبر مشاريعه المنشرة في عدد من المناطق اللبنانية والمتمثلة بمحطة تحلية المياه ومركز علاج سرطان الثدي ومركز غسيل الكلى بالإضافة الى مشروع الرغيف.العراق
وميدانياً أيضاً، قدمت دولة الكويت مساعدات انسانية عن طريق جمعية الهلال الأحمر الكويتي لمتضرري الزلزال الذي ضرب محافظتي السليمانية وحلبجة بإقليم كردستان العراق.وقال القنصل العام لدولة الكويت في اربيل الدكتور عمر الكندري في تصريح لـ (كونا) إن «دولة الكويت تابعت التطورات التي صاحبت الزلزال الذي ضرب مناطق في إقليم كردستان ونتج عنه وقوع خسائر مادية وبشرية الأمر الذي دفعنا لتقديم الدعم الإغاثي للمتضررين».وأضاف الكندري أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي قامت بالتعاون مع نظيرتها العراقية بتوزيع الآلاف من الطرود الغذائية التي تحتوي على مواد عينية غذائية ومواد صحية، مؤكداً استمرار دولة الكويت في تقديم المساعدات لتشمل المتضررين كافة.وأضاف أنه «بناءً على توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تولي دولة الكويت الظرف الإنساني الصعب الذي يمر به العراق كل الاهتمام وأنها تجاوبت مع النداء الانساني وقدمت ولاتزال تقدم صنوف الدعم والمساعدات كافة».من جهته، قال ممثل جمعية الهلال الأحمر العراقي يونس عبدالسلام في تصريح مماثل لـ (كونا) أنه تم توزيع المساعدات المقدمة من قبل دولة الكويت على متضرري الزلزال في محافظة حلبجة، معرباً عن الشكر لدولة الكويت على قيامها بتقديم المساعدات الإنسانية لأهالي العراق.بدوره تقدم مدير «فرع حلبجة لإدارة الأزمات» التابعة لحكومة إقليم كردستان اردلان صلاح الدين خلال تصريح مماثل لـ (كونا) بالشكر لدولة الكويت على مبادرتها الإنسانية وتقديمها المساعدات الإنسانية لمتضرري الزلزال.وقال صلاح الدين «أن المساعدات الكويتية للمنطقة ليست بجديدة فقد سبق ان قدمت العديد من المساعدات لأهالي حلبجة التي يوجد فيها أكثر من 600 عائلة متضررة جراء الزلزال الذي أدى إلى تدمير نحو 100 منزل وعدد من الدوائر الحكومية».