ما سبب حرصك على المشاركة في مهرجان الموسيقى العربية سنوياً؟
أنا ابنة دار الأوبرا المصرية حيث نشأت وتعلمت الغناء وأصوله، وهي أول مكان عرّف الجمهور بصوتي ووقفت على خشبته. لذا أدين بالفضل لهذه الدار في ما وصلت إليه من نجاح. كذلك يعتبر مهرجان الموسيقي العربية الأهم في مجاله الذي يقام منذ 26 عاماً، ومشاركة أي فنان فيه شرف له، وأسعد دائماً بالغناء إلى جوار مجموعة من القامات من مختلف الأجيال، وأشعر بفخر واعتزاز عندما يحدثني القيمون على هذه التظاهرة الفنية عن المشاركة فيها ولا أتردد في الموافقة مطلقاً.لكن بعض الفنانين يعزف عن المشاركة في المهرجان وحفلاته؟لكل شخص ظروفه التي لا يمكن أن يقيمها غيره. لكن بالنسبة إلي، يحمل المهرجان مكانة خاصة في قلبي، وفي كل سنة أشعر بأن ثمة تطوراً تسعى إليه الإدارة من أجل مواكبة التطورات، وفي الوقت نفسه الحفاظ على التراث الموسيقي ونقله إلى الأجيال الجديدة. ولفتني في الدورة الأخيرة تخصيص فواصل كاملة بالحفلات للموسيقى لإعطاء الفرصة للجمهور للاستماع إليها.
تراث
ألا تشعرين بأن وجودك في الأوبرا حصرك في الأغاني التراثية؟أصبح هذا الأمر من الماضي، خصوصاً أنني أثبت قدرتي على تقديم أنواع مختلفة من الأغاني، الرومانسية والتراجيدية وغيرها. صحيح أنني قدّمت الأغاني التراثية فترات طويلة، لكن في الوقت نفسه أديت أغاني أخرى حققت النجاح، من بينها «فيها حاجة حلوة» التي عرفني الجمهور من خلالها.هل تعتقدين أنها أشهر أغنية لك على الساحة؟حقّقت ظروف الأغنية لها عناصر الشهرة والنجاح، وأدّت دوراً في وصولها إلى قطاع عريض من المستمعين، خصوصاً الجمهور الذي لا يتردد على الأوبرا ولم يكن يعرفني. «فيها حاجة حلوة» للموسيقار الكبير عمر خيرت الذي أدين له بالفضل، وقدمت في فيلم بطله أحمد حلمي، وهو ممثل له شريحة كبيرة من المتابعين وحقّق العمل النجاح، ما أوصلها إلى الجمهور بشكل أسرع. لذا أقدم هذه الأغنية في حفلاتي كافة، إذ يطلبها الحضور مني وأشعر بسعادة عند غنائها على المسرح.هل استفدت من تجربتك في إعادة تقديم الأغاني التراثية؟بالتأكيد، خصوصاً أنها عرفتني إلى الجمهور في البداية، كذلك ساعدني إتقانها على الغناء بشكل صحيح فنياً وضبط مخارج الألفاظ عندما بدأت أقدِّم الأغاني الخاصة بي سواء «المنفردة» أو شارات الأعمال الدرامية المختلفة. لذا أعتز بتجربتي فيها، والجمهور يطلب مني بعض الأغاني لكوكب الشرق في الحفلات وأقدمها حتى الآن في الحفلات المختلفة.الملاحظ أن حفلاتك في مصر قليلة، فما السبب؟أحيي الحفلات التي تناسبني، وهي وإن كانت قليلة نسبياً لكنها جيدة بالنسبة إلي، كذلك أحيي حفلات متعددة خارج مصر باستمرار.أغان منفردة وأزمة
لماذا لم تكرري تجربة الألبومات بعد ألبومك الأول «أحلى هدية»؟لا نية لدي لتقديم ألبومات خلال الفترة المقبلة بسبب الظروف الإنتاجية الصعبة، لكني أركز راهناً على إطلاق أغان منفردة جديدة وتصويرها بطريقة الفيديو كليب لطرحها على الشاشات، لا سيما أنها تحقّق النجاح والانتشار أكثر من الألبومات، فضلاً عن أنها أقل تكلفة، لا سيما أنني أسعى إلى تقديمها على نفقتي.هل استقريت على أغان محددة؟ليس بعد، لكن أعقد جلسات عمل مع شعراء وملحنين وموزعين للاستقرار على الأغاني التي سأختارها وأتوقع أن يتحقق ذلك قريباً، خصوصاً أنني متحمسة لأكثر من فكرة.ما سبب الصعوبة في الإنتاج الموسيقي؟نعاني أزمة منذ سنوات ولم يتعامل معها أحد بجدية، ما جعلها تدمر صناعة الموسيقى، وهي القرصنة الإلكترونية التي أصبحت مشكلة مزمنة تهدر حقوق المنتجين وتضيع مجهود صانعي الألبومات الغنائية فور طرحها. حتى إن لم يُسرّب الألبوم يتم توفيره بنسخة عالية عبر الإنترنت بعد ساعات قليلة من طرحه، ما جعل كثيرين من أصحاب الشركات يفكرون أكثر من مرة ويراجعون حساباتهم قبل طرح أية ألبومات جديدة، ونلاحظ هذا الأمر في قلة عدد شركات الإنتاج الموسيقي.ضرورة تدخل الدولة
تتحدّث ريهام عبد الحكيم عن مشكلة عزوف شركات إنتاج كثيرة عن إطلاق أية ألبومات جديدة، وتقول: «الحل ليس في يد الفنانين أو شركات الإنتاج، بل موجود لدى الدولة التي عليها أن تتدخل لحماية صناعة الموسيقى عموماً، لا سيما أن الأضرار التي لحقت بها أكبر بكثير من أية صناعة آخرى. ويتعرّض الفنانون لخسائر كثيرة بسبب القرصنة، فيما أثّر غياب شركات الإنتاج سلباً على تقديم أية مواهب جديدة رغم أن مصر مليئة بأصوات الموهوبين».