2000 عام على أوڤيد
![فوزي كريم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1498033753948674500/1498033754000/1280x960.jpg)
يظل "مسخ الكائنات" أكثر أعماله الشعرية الكثيرة شهرة، وقد تُرجم إلى اللغة الإنكليزية عن اللاتينية أكثر من عشرين ترجمة، شعراً كما هو في الأصل، ونثراً. وتُرجم إلى العربية عبر لغة وسيطة ثالثة على يد ثروت عكاشة (مسخ الكائنات) والشاعر أدونيس (التحولات). لكن تأثير الكتاب، وهو موسوعة في الأساطير التي كانت وليدة دراما العلاقة بين الآلهة والإنسان والطبيعة، غطت جميع فنون الكتابة الشعرية والأدبية بعده. "فهي تلاحق مسرات الطبيعة، والكوكبين الشمس والقمر، الأزهار، الغابات، الكهوف، البحار، العواصف، الأرواح، الالهة؛ ذكوراً وإناثاً، الجنيات، الحوريات، العشاق، الرعاة، المحاربين، الساحرات، تحولات وهجرات الأرواح والكائنات الإنسانية...". أكمل أوﭭيد الكتاب في 15 فصلاً عام 8 ميلادية، معتمداً الأساطير اليونانية والرومانية من بدء الخليقة إلى مرحلة يوليوس قيصر. ثم جاءت مرحلة المنفى إلى مدينة تومس، لتشكل أحد محاور حياة هذا الشاعر، الذي أصبح مع السنين مادة رمزية موحية لكل شاعر عرف المنفى في كل زمان. ولعل جملته الشهيرة حول حياة المنفى بأنها "رقصة في الظلام" ظلت ماثلة تستتر خلف كل تجربة منفى، وقصيدة منفى. كان أوﭭيد بالغ التأثير على كتاب وفناني تاريخ الأدب والفن. ولأنه كان الشاعر المفضل لدى شكسبير، وتأثر به في مسرحياته، على مستوى الحبكة، والتضمينات، وحتى اللغة، فإن "فرقة شكسبير الملكية" قدمت في تلفزيون "بي بي سي" برنامجين عن "الشاعر والإمبراطور"، والآخر يتضمن ندوة ومشاهد من "مسخ الكائنات"، إلى جانب عروض وندوات في مدينته العريقة (ستراتفورد)، وفي مدينة أوكسفورد. الشاعران بول ماندن ونيسا أوماهوني أصدرا كتاب مختارات بعنوان "المتحول" (Metamorphic) يضم مئة قصيدة لعدد كبير من الشعراء (إنكلترا، ايرلندا، جنوب إفريقيا، الهند، سنغافورة، اليابان، الصين، أستراليا، نيوزيلندا، أميركا وكندا)، تحاول استعادة الأصل الأوﭭيدي للحكاية، أو تتخذ من الأصل منطلقاً عبر مخيلة جديدة، أو تجد لها نظائر في ثقافة أخرى قديمة أو حديثة. وفي المحصلة تجد المحتوى يؤكد فكرة أن "التحولات" ظاهرة سارية المفعول في الوعي الإنساني حتى اليوم. كان أوﭭيد أحد أعظم ثلاثة شعراء في الأدب اللاتيني؛ الآخران ﭭيرجل وهوراس. والثلاثة أبناء جيل واحد، ولعله كان الأكثر شعبية، بفعل تأثير قصائد الحب. وكتابه "فن الهوى"، المترجم إلى العربية لا يقل شهرة.