الغرق في وحل الفساد
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
عملياً، نحن نغرق في وحل الفساد منذ قضايا الناقلات والاستثمارات الخارجية، وحتى اختلاسات التأمينات الاجتماعية. ورغم قانون حماية المال العام ولجنة حماية المال العام وهيئة مكافحة الفساد، فإن غوصنا في وحل الفساد يزداد يوماً بعد آخر، وتقريباً كل أسبوع تُكشف قضية جديدة من قضايا الفساد، حتى أصبحت أمراً اعتيادياً ينتشر في البلد.الأمر أصبح يحتاج إلى مقاربة أخرى، فبدل أن ننشر أرقاماً ووثائق الفساد بـ"الواتساب"، لماذا لا نُطلق حملة شعبية، من خلال المجتمع المدني، لمحاربة الفساد؟ ولماذا لا تتبنى جمعية الدفاع عن المال العام تكليف محامٍ دولي أو مكتب محاماة عالمي لملاحقة الأموال المحوَّلة للخارج، أو ما اصطلح على تسميته بـ"التحويلات الخارجية"، كأموال عامة منهوبة من الكويت، وفتح حساب شعبي للتبرع لذلك، وخاصة أن اتفاقيات مكافحة الفساد الدولية تمكننا من ذلك؟ويمكن أن نُطلق كذلك حملة شعبية لجمع الوثائق والمستندات المتعلقة بالفساد والفاسدين، حتى يأتي يوم تتهيأ فيه الظروف المناسبة لمحاسبة شاملة لكل مَن نهب واعتدى على المال العام، لأن أسلوب "التحلطم" ورسائل "الواتساب" و"السنابشات" لم تعد تجدي نفعاً، فيما غول الفساد يكبر ويستشري يومياً، ويأخذ البلد إلى مكان خطر ربما يهدد استقراره.