ترامب يحقق انتصاراً بإقرار مجلس الشيوخ التخفيض الضريبي

علق على «عاصفة فلين»: لست قلقاً من «التحقيق الروسي» وثبت عدم وجود تواطؤ مع موسكو

نشر في 03-12-2017
آخر تحديث 03-12-2017 | 00:05
ترامب يتجه إلى طائرة «اير فورس وان» في قاعدة اندروز قبل مغادرته إلى نيويورك أمس (رويترز)
ترامب يتجه إلى طائرة «اير فورس وان» في قاعدة اندروز قبل مغادرته إلى نيويورك أمس (رويترز)
وسط العاصفة التي أثارها اعتراف مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين بالكذب على "إف بي آي"، تمكن الرئيس الجمهوري دونالد ترامب من تحقيق خطوة على طريق انتصار تاريخي لإقرار إصلاح ضريبي، كان أهم عناوين حملته الانتخابية.
حقق الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليل الجمعة - السبت انتصارا مرحليا ثمينا مع إقرار مجلس الشيوخ الأميركي مشروع إصلاح مالي تاريخي، وخفضا هائلا في الضرائب.

ويتحتم الآن التوفيق بين النص الذي أقر بـ51 صوتا مقابل 46، والصيغة التي تبناها مجلس النواب في 16 نوفمبر. وأعلن نائب الرئيس مايك بنس بنفسه نتيجة التصويت وسط تصفيق حاد في المجلس قبيل الساعة الثانية فجرا.

وسيكون هذا أول إصلاح كبير في عهد الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة. وفي أكبر تغيير يطبق على قوانين الضرائب الأميركية منذ الثمانينيات يريد الجمهوريون إضافة 1.4 تريليون دولار على مدى عشر سنوات للدين القومي الذي يبلغ 20 تريليونا لتمويل تطبيق تعديلات يقولون إنها ستعزز الاقتصاد الذي يشهد نموا بالفعل.

ووفقا لمشروع القانون، ستخفض الضرائب على الشركات إلى 20 في المئة بدلا من 35 في المئة، في حين ستعفى أرباح الشركات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها وتجنيها من أنشطتها في الخارج من جزء كبير من الضرائب وهي تغييرات تسعى لها جماعات الضغط في قطاع الأعمال منذ سنوات.

وقال ترامب، في تغريدة نشرها على "تويتر" في الصباح الباكر: "اقتربنا خطوة من تطبيق تخفيضات ضريبية ضخمة للأسر العاملة في أنحاء أميركا".

وقال الرئيس الجمهوري للمجلس بول راين معبرا عن ارتياحه: "للمرة الاولى منذ 1986، يتبنى مجلسا الشيوخ والنواب اصلاحا واسعا للنظام الضريبي"، مضيفا ان "فرصة كهذه لا تسنح سوى مرة واحدة كل جيل وعلينا انتهازها".

وتلقى الرئيس ترامب هذا النبأ السار بالتزامن مع نبأ سيئ هو اتهام مستشاره السابق للامن القومي مايكل فلين رسميا بالادلاء بإفادات كاذبة لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) حول اتصالاته مع مسؤولين روس العام الماضي.

وصوّت جميع الجمهوريين في مجلس الشيوخ باستثناء بوب كوركر مع الإصلاح قبيل الساعة 2:00 من صباح السبت، فيما عارضته الأقلية الديمقراطية بالإجماع. وقبل التصويت، تم إقرار تعديلين أحدهما جمهوري والثاني ديمقراطي في سلسلة طويلة من عمليات التصويت.

وبذلك تكون الاغلبية التزمت بجدولها الزمني بفارق ساعات. وهي تريد الابقاء على الزخم ودعوة لجنة من المجلسين كلفت اعداد تسوية بين مجلسي الكونغرس اعتبارا من الاثنين. وبعد ذلك يعيد كل مجلس التصويت على النص.

ويؤكد ترامب ان الجمهوريين لا يحق لهم ارتكاب الاخطاء بعد الفشل المهين الذي مني به في قضية "اوباماكير". وقد وضع الملياردير الجمهوري خفض الضرائب في صلب سياسته الاقتصادية بهدف إعادة القوة الشرائية الى الطبقة الوسطى وزيادة القدرة التنافسية للشركات الأميركية.

وبموجب الإصلاح الضريبي، تخفض الضريبة على الشركات من 35 الى عشرين في المئة. وستنخفض ضرائب كل فئات المكلفين وان كان تأثير ذلك سيتراجع تدريجيا خلال العقد المقبل. كما يفترض ان يسمح بتبسيط القوانين الحالية حتى يتمكن المكلفون من تعبئة بياناتهم الضريبية على ما يشبه "بطاقة بريدية".

وكانت المعركة شرسة داخل المعسكر الجمهوري. فقد امضت الاغلبية الساعات الـ24 الاخيرة في مراجعة صيغتها بتكتم شبه كامل من أجل ارضاء الاعضاء الذين كانوا يهددون بمعارضته.

وحصل احدهم على تعهد من البيت الابيض بتسوية مشكلة الشبان المهاجرين المهددين بالطرد، بينما انتزع آخر تنازلات للابقاء على بعض مكتسبات قانون "اوباماكير".

ووحده السيناتور الجمهوري عن تينيسي بوب كوركر عارض حزبه حتى النهاية، معتبرا ان القانون سيزيد بشكل كبير العجز العام.

وكان المروجون للاصلاح اكدوا اولا ان خفض الضرائب سيمول نفسه بنفسه بفضل انتعاش النمو. لكن خبراء إحدى اللجان غير الحزبية حذروا بأن نحو الف مليار دولار ستضاف الى الدين العام الحالي البالغ عشرين الف مليار دولار. ولم تشكل الاقلية الديمقراطية سوى معارضة رمزية.

وحول المضمون، دان الديمقراطيون نصا "يسرق" الطبقة الوسطى؛ لانه يعود بالفائدة على الشركات ومكلفي الضرائب الاكثر ثراء. وقال السيناتور بيرني ساندرز ان "الخزانة الفدرالية نُهبت مساء اليوم!".

كما اشاروا الى ان القانون يلغي الزامية الحصول على ضمان صحي وفق ما نص عليه قانون اوباما، وهو اجراء يمكن ان يزعزع النظام الصحي، كما يفتح الاراضي المحمية في الاسكا لعمليات التنقيب عن النفط.

وتوقع الزعماء الجمهوريون، أثناء احتفالهم بتمرير المشروع، أن تشجع التخفيضات الضريبية الشركات الأميركية على ضخ المزيد من الاستثمارات ودفع النمو الاقتصادي.

وقال ميتش ماكونيل، زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ: "لدينا فرصة الآن كي نجعل أميركا أكثر قدرة على المنافسة، ونحافظ على فرص العمل من الانتقال للخارج، ونخفف العبء كثيرا عن كاهل الطبقة المتوسطة".

وسعى ترامب، أمس الاول، الى تبديد الاشاعات بشأن رحيل وشيك لوزير خارجيته ريكس تيلرسون، مقدما دعمه بالحد الادنى له بعد ان غذى بنفسه الشكوك بشأن رحيله.

وأضاف ترامب أن تيلرسون "ليس على ابواب المغادرة"، وكتب: "هو باق رغم الخلافات حول مواضيع معينة (كلمتي هي الفصل)، ونحن نعمل معا بشكل جيد، وأميركا تحظى بالاحترام مرة اخرى".

الى ذلك، قال البيت الأبيض إن اعتراف مايكل فلين مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب السابق للأمن القومي بالكذب على مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) بشأن روسيا تدينه وحده.

ووافق فلين، أمس الأول، على التعاون مع ممثلي الادعاء الذين يحققون في تصرفات الدائرة الداخلية لترامب قبل توليه مهام منصبه في يناير.

وأثار هذا التحول السريع في الأحداث مزيدا من التساؤلات بشأن تصرفات جاريد كوشنر صهر ترامب. واعترف فلين بالكذب بشأن مطالبة السفير الروسي بالمساعدة في تأجيل تصويت في الأمم المتحدة كان ينظر إليه على أنه يضر بإسرائيل. وقالت مصادر إن مسؤولا كبيرا جدا طلب من فلين الاتصال بروسيا ودول أخرى للتأثير على أصواتهم. وقالت مصادر مقربة من البيت الابيض ان ادارة الرئيس السابق باراك اوباما كانت على علم باتصالات فلين مع الروس.

وأصبح فلين أول عضو في إدارة ترامب يعترف بارتكاب جريمة كشف عنها التحقيق الخاص في محاولات روسيا المزعومة للتأثير على انتخابات 2016 وتواطؤ مساعدي ترامب المحتمل.

واعترف فلين، وهو عضو كبير سابق في حملة ترامب الانتخابية، في محكمة بوسط واشنطن بأنه أدلى بتصريحات كاذبة لمكتب التحقيقات الاتحادي في يناير بشأن اتصالات أجراها في ديسمبر الماضي بالسفير الروسي لدى الولايات المتحدة آنذاك سيرغي كيسلياك. ويمثل قرار فلين التعاون مع التحقيقات التي يقودها المحقق الخاص روبرت مولر تطورا كبيرا في تحقيق يلازم إدارة ترامب منذ توليه السلطة.

وعلق ترامب، أمس، في قاعدة اندروز قبل توجهه الى نيويورك بكلمة واحدة على «عاصفة فلين»، قائلا: «لا تواطؤ»، في إشارة إلى الاتهامات بحصول تواطؤ بين فريقه الانتخابي وروسيا خلال حملته في الانتخابات الرئاسية.

وردا على سؤال حول ما اذا كان قلقا ازاء التحقيق، رد ترامب: "كلا لست كذلك".

وأضاف، في حديقة البيت الأبيض: "ما تم اثباته هو انه لم يحصل أي تواطؤ على الإطلاق. لم يكن هناك تواطؤ"، وشدد مجددا على الانتصار المهم الذي حققه الحزب الجمهوري، مع التصويت على قانون الخفض الضريبي في مجلس الشيوخ.

وتابع ترامب: "لذلك نشعر بالسعادة، وبصراحة الليلة الماضية كانت مهمة جدا، وسنرى ماذا سيحصل".

الإصلاح سيخفض الضرائب على الشركات إلى ٢٠٪ ويعفيها من جزء كبير الضرائب
back to top