كيف وجدت غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟يجب أن نعترف بأن السينما المصرية تعاني أزمة فعلية، فالأفلام أصبحت محدودة، والحقيقة أن فيلماً مثل «شيخ جاكسون» مستواه جيد لكن منتجه فضل عرضه في «الجونة» أولاً، خصوصاً أن موعد عرضه تجارياً كان يسبق إقامة مهرجان القاهرة، وهو أمر تكرر مع «فوتوكوبي» لأن منتجه فضل المنافسة به في الجونة باعتبار أن القيمة المالية لجوائزه أكبر بكثير من مهرجان القاهرة.
تردد أن إدارة المهرجان رفضت عرض فيلم «بلاش تبوسني» الذي اختير في مهرجان دبي.الفيلم للمخرج أحمد عامر الذي كتب سيناريو «علي معزة وإبراهيم». العمل جيد، ولكن عندما شاهدناه حدث انقسام بشأنه في آراء أعضاء لجنة التحكيم. وبعد مناقشات طويلة، وباعتبار أن اختيار أفلام المسابقة الرسمية مسؤوليتي بصفتي مديراً فنياً، اتخذنا قراراً بالاكتفاء بوجود الفيلم في مسابقة الأفلام العربية، وأبدت الشركة المنتجة ضيقها من استبعاده من المسابقة الرسمية فقررت سحبه نهائياً وعرضه في مهرجان دبي.
غياب
لكن ثمة أفلام أخرى كان يفترض مشاركتها؟إذا كنت تقصد «طلق صناعي»، فقد تواصلنا مع الشركة المنتجة وأخبرتنا بأن الفيلم ليس جاهزاً على المستوى الفني، لكننا فوجئنا بأنه سيعرض في مهرجان دبي. والحقيقة أن صناعة السينما في مصر بحاجة إلى دعم ومساندة لتكون لدينا أفلام قادرة على المنافسة في المهرجان في ظل وجود مهرجانات سينمائية أخرى في المنطقة لديها القدرة على دعم الأعمال والتسويق لها بشكل نوعي. كذلك يدعم بعض المهرجانات الأفلام في مرحلتي التحضير والتصوير ليُطلقها في عرضها السينمائي الدولي. كذلك يفتقد مهرجان القاهرة إلى دعوة الموزعين الأجانب للترويج للأفلام الأجنبية المشاركة في المهرجان.لماذا غاب «ملتقى القاهرة» عن الدورة الراهنة؟تنفيذ الملتقى بشكل جيد يحتاج إلى ميزانية ضخمة. بخلاف توجيه الدعوات إلى الموزعين العالميين، ثمة حاجة إلى مبالغ كبيرة من أجل التسويق للملتقى ومخاطبة صانعي السينما العالمية من أجل إلقاء المزيد من الضوء على الفعاليات. أذكر هنا أننا في العام الماضي قدّمنا جوائز بسيطة في الملتقى من خلال المنتج هشام عبد الخالق.انتقادات
اختيرت السينما الأسترالية ضيفة شرف ولكنكم لم تدعوا أياً من نجومها.ميزانية المهرجان محدودة. عندما اختيرت السينما الأسترالية كنا حريصين على توجيه دعوة إلى النجمة نيكول كيدمان، لكن تكلفة حضورها تخطت الـ 500 ألف دولار، نظراً إلى أن أفراداً من عائلتها ومرافقيها كانوا سيرافقونها، وهي ميزانية تفوق قدرة المهرجان من الناحية المالية، لذا تركنا مسألة استضافة النجوم العالميين لقنوات dmc التي دخلت في رعاية المهرجان.هل تراجع رجل الأعمال نجيب ساويرس عن دعم المهرجان؟لم يتراجع عن الدعم لكنه أجّل الحديث عنه إلى ما بعد مهرجان الجونة الذي نظّمه قبل شهرين من المهرجان، وفي الفترة نفسها كانت قنوات dmc تقدمت بعقد لرعاية المهرجان إعلامياً وإعلانياً، وتوفير بعض الأمور الأخرى. والحقيقة أن التفاصيل كانت جيدة، فتوافقنا على أن تكون الراعي الرئيس للمهرجان.انتقد كثيرون اختيار مكان حفلتي افتتاح المهرجان وختامه.جاء اختيار قاعة «المنارة» لتكون مكان إقامة الافتتاح والختام بسبب رئيسة دار الأوبرا المصرية التي أبلغتنا بتعارض مواعيد الحفلتين مع ارتباطات على مسرح الدار، وصاحب الفكرة هو المنتج هشام عبد الخالق، وكان ذلك قبل الافتتاح بفترة ولم تكن القاعة آنذاك افتتحت رسمياً. يبقى أننا وجدناً دعماً سياسياً لاستضافة الحفلتين وخروجهما بشكل مشرف.خروج المهرجان من دار الأوبرا المصرية
حول خروج المهرجان من دار الأوبرا المصرية إلى صالات عدة في القاهرة، وما سببه ذلك من مشكلات لدى الجمهور يقول شريف رزق الله: «عُرضت غالبية الأفلام في الصالات الموجودة في الأوبرا، واخترنا دور عرض في أماكن متعددة بالقاهرة لنمنح الفرصة للجمهور الذي يقيم بعيداً عن الأوبرا لمشاهدة أفلام المهرجان. في رأيي، كانت فرصة جيدة لتحقيق انتشار أكبر للمهرجان».