الناقد فيصل شيباني: الدعم المالي لم ينعكس إيجاباً على مهرجان القاهرة السينمائي
قال الناقد الجزائري فيصل شيباني إن مستوى الأفلام المشاركة في الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة كانت أقل من الدورة التي سبقتها. وأضاف أن فيلم «تونس الليل» لم يستحق المشاركة في المسابقة الرسمية بسبب تكرار مضمونه مقارنة بأفلام تونسية أخرى طرحت خلال الفترة الماضية. إلى تفاصيل اللقاء.
كيف رأيت مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 39؟تراجع مستوى مهرجان القاهرة عن السنة الماضية رغم أن ظروفه المادية أفضل، وهو ما يمكن ملاحظته بسهولة. الأفلام لم تكن بالجودة الفنية المهمة. ورغم أن الانتقادات توجّهت في معظمها إلى حفلتي الافتتاح والختام، فإن في النهاية هذه الأمور لا تهم كثيراً مقارنة بمضمون الأفلام، ولا يجب الوقوف كثيراً عند الحفلات، فالقيمة الفنية للأعمال المشاركة والبرامج الموازية على هامش المهرجان هي التي يجب تسليط الضوء عليها إعلامياً ونقدياً.
ما رأيك في مستوى الأفلام العربية المشاركة في المهرجان؟لم تكن الأفلام العربية المشاركة في المهرجان على المستوى الذي انتظرته شخصياً من صانعيها على الأقل، فلم ترق حتى إلى مستوى الأفلام الأخرى أو المشاركة في البرامج الموازية وفي المسابقة الرسمية. مثلاً التونسي «تونس الليل» يعتبر الأقل فنياً في المسابقة الرسمية، وهو ما ينطبق على السوري «مطر حمص» للمخرج جود سعيد المشارك في المسابقة العربية.لماذا لم تحضر السينما الجزائرية في مهرجان القاهرة؟لا تتضمن السينما الجزائرية أفلاماً مناسبة، حتى تلك المنتجة حديثاً ليست بالمستوى الذي يمكِّنها من المنافسة في المهرجانات. لكن الحقيقة، يبدو أن إدارة المهرجان لم تتواصل مع صانعي السينما الجزائرية بشكل كاف لمعرفة أحدث الإنتاجات لديهم، خصوصاً أن ثمة أفلاماً جزائرية تحمل قيمة فنية أعلى بكثير من أعمال شاهدتها في المهرجان.
فيلمان
لماذا لم تتحمس لفيلم «تونس الليل» وهو الفيلم العربي الوحيد في مسابقة المهرجان الرسمية؟ركّز الفيلم على التحرر، وهي قضية عالجها كثير من المخرجين في أعمالهم بعد الثورة التونسية. كذلك تناول تلميحات سياسية عن الإسلاميين، وتحرر المرأة، وتطرق إلى المثلية، لكن في النهاية خرج وهو يحتوي على مشاهد غير مبررة درامياً، وهي بقيت مبهمة حتى وصوله إلى النهاية. لذا يؤخذ على المهرجان قبوله مشاركة فيلم بهذا المستوى في مسابقته الرسمية.ماذا عن فيلم «مطر حمص»؟مشكلة الفيلم السوري تقنية في الأساس. ثمة خلل بسرد السيناريو، ولا تسير المشاهد وفق سياق الأحداث الدرامي. لم تكن قصة الحب موظفة بشكل جيد، ولم تكن السخرية وسط الحرب مبررة في ظل سقوط القنابل. عموماً، العمل رغم سقف التوقعات المرتفع بالنسبة إليه فإنه جاء مخيباً للآمال.منافسةtitle
body
حول المنافسة بين مهرجان دبي والمهرجانات العربية، يقول فيصل شيباني: «لم تعد المنافسة فنية فحسب، إذ أصبحت المهرجانات تعتمد على الدعم المالي الموجه للأفلام وعلى قيمة الجوائز المالية. مهرجان دبي مثلاً يدفع كثيراً من الأموال من أجل الحصول على الأفلام في عرضها العالمي الأول، ومهرجان القاهرة إزاء تحدٍ كبير لاختيار أعمال أفضل وعروض أولى، ما يتطلب توجيه أية زيادة في الميزانية إلى هذا الأمر وليس إلى الحفلات».