أسبوع النقاد تميَّز بأفلام عن المرأة بعيداً عن «النسوية»

نشر في 04-12-2017
آخر تحديث 04-12-2017 | 00:00
شهدت الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة النسخة الرابعة من مسابقة «أسبوع النقاد» (أدارها الناقد رامي عبد الرازق)، أحد البرامج الموازية ضمن الفعاليات، ومعني بعرض الأفلام الروائية والتسجيلية الطويلة. نجحت الأخيرة في جذب جمهور المهرجان بفضل تميزها.
حمل معظم أفلام مسابقة «أسبوع النقاد» توقيع بنات حواء كصانعات، إضافة إلى أن محور الأحداث يدور أو يعتمد على وجود عنصر نسائي، من دون أن تقع هذه الأفلام (كشريط سينمائي) تحت تصنيف «سينما المرأة»، بل دارت حول عالم النساء (عنهن ومن خلالهن) وكانت المرأة فيها مفتاح قراءة الفيلم أو وسيلتنا إلى ذلك.

كانت البداية مع الفيلم الأميركي «باراكودا» الذي اقتسم إخراجه كل من جيسون كورتلاند وجوليا هالبيرين، والفيلم يعد نوعاً من النقد الاجتماعي لبلدة أوستن بولاية تكساس التي تمرّ بتطور كبير. كذلك يرصد الصراع بين الماضي والحاضر من خلال الأخت الصغيرة التي تعبر عن الماضي والكبيرة رمز الحاضر. ذلك كله من خلال سيناريو أنيق يجذب المُشاهد ويجعله مُتوتراً حتى نهاية الأحداث.

أما الفيلم الذي لفت الحضور كثيراً فكان الهندي «نجوم القرية» الذي حصد جائزة أفضل إسهام فني، وهو تجربة خاصة لمخرجته ريما داس التي اهتمت أيضاً بالتصوير والمونتاج، إضافة إلى كتابة السيناريو وتولي الإنتاج، ورصدت من خلاله هموم وأحلام أطفال ونساء وشيوخ قرية هندية فقيرة.

وفاز الإيسلندي «البجعة» للمخرجة آسا هيلغا بجائزة شادي عبد السلام لأحسن فيلم، واستحوذ على إعجاب الجمهور نظراً إلى لغته السينمائية شديدة الخصوصية، وقدرة مخرجته على رصد الواقع المعاش برؤية تحمل كثيراً من العمق.

«أنا فقط.. تشارلي» لربيكا فورتشن، أحد أبرز الأفلام التي أثارت كثيراً من الجدل نظراً إلى جرأة الفكرة وحساسيتها، إذ اختارت مخرجته مناقشة فكرة قبول الآخر بسلبياته وإيجابياته والتعايش معه، ذلك من خلال «التحول الجنسي» وتقبل المجتمع للفكرة وللشخص ذاته. كذلك نجحت إلى حد بعيد في نقل مشاعر المتحول ومعاناته في تفهم دواخله ومواجهة المجتمع وتحمل تبعات اختياره.

وفي فيلم «معجزة» رصدت المخرجة ايجلي فرتيليت تحول دولة ليتوانيا من الشيوعية إلى الرأسمالية، وكيف تبددت أحلام الفقراء على يد السيد الأميركي الذي غازل حلمهم بحياة أكثر رفاهية ورقي ليتحول في النهاية الحلم إلى كابوس، بعدما تهدمت مزرعة الخنازير التي يتعايشون منها وكان ادعى أنه جاء لتطويرها.

ونجح أسبوع النقاد المعني بعرض الأعمال الأولى أو الثانية لمخرجيها في اقتناص العرض الأول للمخرج غابرييل تزافكا، الذي كان حصد الجائزة الأولى قبل عامين بفيلمه القصير في مسابقة سينما الغد، فيما فيلمه الطويل الأول «الشوكة» يتناول تداخل الماضي بالحاضر والمستقبل، وكيف لخطأ بسيط أو بالأحرى لعبة تمارسها زوجة لإثارة غيرة زوجها أن تحول حياتها إلى مأساة، ذلك عبر لغة سينمائية شديدة الخصوصية.

back to top