ولد يعقوب الحميضي في عام 1931، جاءت عائلته إلى الكويت قادمة من نجد بالسعودية، والده يوسف الحميضي أحد أعضاء المجلس التشريعي الاول بالكويت عام 1938، اما جده صالح وشقيق جده احمد فكانا يحتفظان بخزنة امارة الكويت منذ القدم والتي كانت بمنزلة وزارة المالية في الزمن الحالي، وذلك لأمانتهما التي شهد بها أهل الكويت وقتئذ، اما عمه حمد فكان عضوا في الهيئة التنظيمية لادارة شؤون البلاد ورئيسا لمجلس ادارة الخطوط الجوية عبر البلاد العربية ومديرا للبلدية.التحق - رحمه الله - بالمدرسة القبلية ثم المباركية فترة لم تكن طويلة، حيث غادر وهو في الثالثة عشرة الى سورية، فالتحق بالكلية العلمية الوطنية، الا أنه لم يستمر فيها لما كانت تعانيه سورية بسبب الاستعمار الفرنسي، فسافر الى القاهرة لاستكمال دراسته ليلتحق بالمدرسة الناصرية، وحصل منها على الشهادة الابتدائية، ثم درس في المدرسة الابراهيمية الثانوية ونال شهادة الثقافة العامة، وبعدها التحق بالجامعة الاميركية مدة عام، ليحصل على الشهادة التوجيهية التي تؤهله للدراسة الجامعية، فسافر الى انكلترا والتحق بجامعة ليفربول لدراسة التجارة والاقتصاد.
القومية العربية
لم يكمل الفقيد دراسته الجامعية في انكلترا فعاد الى الكويت عام 1954، في الوقت الذي كانت فيه المنطقة العربية تموج بالاحداث الساخنة في حقبة الخمسينيات، فكل الشعوب العربية كانت تسعى للتحرر والاستقلال من ظلم الاستعمار الاجنبي، في سورية ومصر كما في الكويت، فأصدر مجموعة من شباب الكويت صحيفة الفجر في عام 1955، وكانت ذات نهج قومي يعبر عن صوت نادي الخريجين، وتولى الراحل يعقوب الحميضي رئاسة تحريرها، وبسبب صدور قانون المطبوعات الذي اشترط ان يكون رئيس التحرير متفرغا للعمل الصحافي، توقفت الصحيفة عن الصدور بعد 17 عدداً لها، اي ما يقارب ثلاث سنوات، ثم عادت بعدها للصدور في 10 مارس 1958.العمل السياسي
في عام 1961 تم إلغاء معاهدة الحماية البريطانية، وتم إعلان استقلال الكويت في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم، والذي اصدر مرسوما اميريا يقضي بإجراء انتخابات للمجلس التأسيسي، وقد عقد اول جلساته في يناير 1962، وأنيطت به مهمة اعداد دستور للكويت، فتشكلت لجنة من خمسة اعضاء سُمّيت لجنة الدستور، وتم اختيار المرحوم يعقوب الحميضي امين السر في اللجنة رغم انه اصغر الاعضاء سنا، ولعل أول ما طالب به رحمه الله عند وضع الدستور، هو جعل التعليم الزاميا حتى المرحلة الثانوية، واعتبر ان النظام البرلماني أنسب بكثير من النظام الرئاسي لأنه يتلاءم مع المجتمع الكويتي، فتم انجاز وإقرار الدستور الكويتي في 9 نوفمبر 1962 ليفتح الطريق لاجراء انتخابات تشريعية واختيار اعضاء لمجلس الامة، وقتها رشح نفسه للانتخابات للفصل التشريعي الأول عام 1963 بالدائرة الخامسة وفاز بالمركز الثالث حاصدا 950 صوتا، وبعد عامين من دخول المجلس قرر وسبعة من زملائه النواب تقديم استقالاتهم من المجلس بسبب تقديم الحكومة مع مجموعة من الاعضاء، قوانين مقيدة للحريات مثل قانون الأندية والجمعيات وقانون الصحافة وقانون المختارين وقانون الموظفين، فأثبتوا بموقفهم هذا ان دخولهم المجلس لم يكن من اجل مصالح خاصة او بحثا عن الوجاهة، انما كانوا مخلصين فقط لخدمة وطنهم الكويت، وهو ما تكرر مرة اخرى في شهر ديسمبر من عام 1990 حيث تقدم الراحل يعقوب الحميضي باستقالته مع فهد عبدالرحمن البحر وفهد محمد الراشد من مكتب اللجنة التنفيذية الخاص بمكتب الاستثمارات الكويتية في لندن، ثم من عضوية مجلس ادارة الهيئة العامة للاستثمار، بعد التأكد من انه ليست هناك رقابة وضوابط على نشاطات الاستثمار، وقبل الكشف عن التجاوزات في الاستثمارات الكويتية بالخارج، وتضمنت الاستقالة 19 مخالفة لمكتب لندن في عملية شراء الاصول والاستثمارات.العمل التجاري
مارس العمل التجاري منذ عودته من لندن في الخمسينيات، ففي عام 1956 أسس المرحوم اول مصنع لانتاج الدواجن في الوطن العربي، أتبعه في عام 1960 بمصنع للالبان الطازجة هو الاول من نوعه في الكويت والشرق الاوسط، وفي عام 1962 أسس المرحوم اول مصنع لأعلاف الماشية والذي فاق انتاجه السوق المحلي، فاتجه للتصدير الى دول الخليج العربي، وبناء عليه قام الفقيد بمشاركة سعوديين وهولنديين بتأسيس مصنع للاعلاف في الدمام بالسعودية في عام 1966، وفي عام 1974 أسس الفقيد شركة مخازن التبريد وترأس مجلس الادارة فيها، كما قام بتأسيس شركة الحميضي للمواد الغذائية وترأس مجلس ادارتها.تجارة المواشي مع أستراليا
يعقوب الحميضي هو أول من بدأ في تأسيس الطريق التجاري لتصدير المواشي ومنتجات اللحوم من أستراليا إلى الكويت خلال الستينيات من القرن الماضي، وتطورت هذه العلاقات التجارية بين الدولتين لتشمل الاستيراد إلى دول منطقة الشرق الأوسط، فقد تعرف الفقيد إلى شخص من الدنمارك اسمه كلاوزن، والذي كان يملك باخرة حمولتها الف رأس غنم، فأسس معه شركة لنقل الاغنام من استراليا اسماها الحميضي وكلاوزن لاستيراد وتصدير المواشي، ثم انشأ شركة نقل وتجارة المواشي التي ترأس مجلس ادارتها، لتكون بداية العلاقات التجارية لقطاع المواشي بين الكويت وأستراليا، والتي سرعان ما توسعت هذه العلاقات لتشمل دول الخليج كافة. ويعود إلى الحميضي الفضل في إيصال اللحم المهجن إلى السوق الكويتي، ففي عام 1984 ساهم بشكل رئيسي في تطوير جينات «العواس» في أستراليا بشراكة ودعم من الحكومة الأسترالية لتهجين غنم «العواس» مع غنم «مرينو» الأسترالي لإنتاج غنم ذات 94 في المئة من أصل عربي، يتم تصديره فقط إلى الشرق الأوسط وخصوصا الكويت، كما قام بتأسيس شركة الخليج للمواشي عام 1995 والتي تعد أكبر شركة في العالم متخصصة في المواشي المهجنة، وعمل على تأسيس شركة «واي واي إتش» في أستراليا المتخصصة في الأعمال الزراعية، والتي تقوم بتزويد شركة الخليج للمواشي بالأراضي للرعي، وتملك الشركة اليوم أكثر من 80 ألف فدان من الأراضي في غرب أستراليا. وقد تم تكريم الراحل يعقوب الحميضي لمساهمته المثمرة من خلال خمسة عقود متتالية ساهمت في تطوير الطريق التجاري بين الكويت وأستراليا لاستيراد المواشي، فضلاً عن توسعه إلى دول منطقة الشرق الأوسط، وجاء إعلان تكريم الحميضي ضمن قائمة الشرف الأولى خلال مؤتمر لامبكس الأسترالي في العام 2010.و"الجريدة" التي آلمها هذا المصاب الجلل تتقدم إلى أسرته الكريمة بأحر التعازي، سائلة المولى عز وجل أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان على هذا المصاب الجلل، و"إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".نواب: الفقيد الحميضي رسّخ بعطائه عصر الحياة النيابية
الغانم: رحل فارس آخر من جيل التأسيس الدستوري
توالت التصريحات النيابية فور إعلان نبأ وفاة الفقيد عضو المجلس التأسيسي العم يعقوب يوسف الحميضي، وسط إشادة بمناقب الراحل ودوره في الحياة النيابية.وقال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم: "تلقينا كما تلقى كل أبناء الشعب الكويتي، ببالغ الحزن والأسى، نبأ وفاة عضو المجلس التأسيسي العم الفاضل يعقوب يوسف الحميضي".وأضاف الغانم: "برحيل العم الحميضي، يرحل فارس آخر من جيل التأسيس الدستوري الشامخ، الذي رسخ بعطائه وتفانيه عصر الحياة النيابية الكويتية المجيدة، فخالص العزاء وصادق المواساة لأسرة الحميضي الكريمة وللشعب الكويتي، ونسأل الله جلت قدرته أن يرحم فقيد الكويت برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته".من ناحيته، قال النائب راكان النصف: "خالص تعازينا لأسرة الحميضي، فرحم الله العم يعقوب الحميضي وأسكنه فسيح جناته".من جانبه، قال النائب يوسف الفضالة: "رحم الله العم يعقوب الحميضي أحد رجالات الكويت وعضو المجلس التأسيسي، ممن ساهموا في نهضة الكويت الحديثة واقتصادها، وخالص التعازي لأسرة الحميضي الكريمة لمصابهم، ونسأل المولى العلي القدير أن يغفر لفقيد الكويت ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله الصبر والسلوان".بدوره، قال النائب عبدالوهاب البابطين: "خالص التعازي لأسرة الحميضي الكرام، بوفاة المرحوم العم يعقوب الحميضي، أحد بناة الكويت الحديثة ورجالاتها المخلصين، فرحمه الله وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون".الراحل في سطور
• الاسم: يعقوب يوسف صالح محمد الصالح العيسى الحميضي • سنة الميلاد: 1931 • الأبناء: دلال، فدوى، صالح، نجلاء، عبدالمحسن • تعلم بالمدرستين القبلية والمباركية بالكويت• درس بالكلية العلمية الوطنية في سورية• تعلم في مدرستي الناصرية والإبراهيمية والجامعة الأميركية بمصر• درس التجارة والاقتصاد في جامعة ليفربول• تولى رئاسة تحرير جريدة الفجر • عام 1956: أسس أول شركة دواجن (مصنع الحميضي للدواجن).• 1960: أسس المصنع الأول للألبان في الكويت.• 1962: أسس مصنعاً لأعلاف الماشية.• (1962 - 1963): اختير عضواً في المجلس التأسيسي • 1963: عضو مجلس الأمة للفصل التشريعي الأول • 1965: قدم استقالته من مجلس الامة• 1966: أسس مصنعاً للأعلاف في الدمام بالسعودية • 1967: عضو في غرفة التجارة والصناعة • 1968: أسس شركة الحميضي وكلاوزن لاستيراد وتصدير المواشي • 1973: أسس شركة نقل وتجارة المواشي • 1974: أسس وترأس شركة مخازن وصناعة التبريد • 1980: عضو في لجنة تنقيح الدستور • 1984: أطلق مشروع العواس (انتاج الغنم المهجن)ِ• 1986: عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار • 1995: أسس شركة الخليج للمواشي • أسس شركة «واي واي إتش» في أستراليا • أسس وترأس إدارة شركة الحميضي للمواد الغذائية • أحد مؤسسي نادي الخريجين • عضو في لجنة الصناعة • عضو في الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية • عضو في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي • عضو في الشركة الأهلية للتأمين • أحد مؤسسي شركة التسهيلات التجارية