«حرب شوارع» في صنعاء بين «الحوثيين» و«قوات صالح»
إغلاق المدارس والمحال في العاصمة وغارات للتحالف جنوبها... والإمارات تنفي عبور صاروخ حوثي في مجالها
دارت حرب شوارع في صنعاء، أمس، بين الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي صالح، بعد أن انهار التحالف الذي استمر بينهما 3 سنوات، في وقت شن التحالف غارات على جنوب العاصمة قال مراقبون إنها قد تحسّن الوضع الميداني لمصلحة صالح.
غداة التطورات في اليمن وانفضاص التحالف بين الحوثيين من جهة، والرئيس السابق علي صالح، من جهة أخرى، اندلعت حرب شوارع بين الطرفين في صنعاء، خصوصاً في شارع بغداد والحي السياسي جنوب العاصمة صنعاء.وأجبرت المواجهات المدارس والمحال التجارية على إغلاق أبوابها. وأفاد شهود عيان بأن القوات الموالية لحزب «المؤتمر الشعبي العام» بزعامة الرئيس السابق، الذي حافظ على نفوذه رغم تسليمه السلطة منذ عام 2012، قطعت عددا من الطرقات وسط صنعاء وانتشرت بكثافة استعدادا لهجوم محتمل من الحوثيين. وحاول أنصار الرئيس السابق مجددا السيطرة على حي الجراف، معقل الحوثيين المدعومين من إيران، فيما عزز المتمردون مواقعهم باستخدام عشرات المركبات التي ثُبتت عليها رشاشات.وأفاد سكان عدة أحياء بأنهم تحصنوا في منازلهم لتفادي القناصة والقصف في وقت اندلعت اشتباكات في محيط الوزارات الرئيسة، حيث كان الجانبان يتعاونان قبل أيام فقط. وعلقت وزارة التعليم الدراسة أمس، خوفا على الطلبة والمدرسين.
وذكر شهود عيان أن بعض الجثث التي خلّفتها مواجهات الأيام القليلة الماضية لاتزال ملقاة في شوارع العاصمة.ووفقا لناشط محلي يعمل مع منظمة الهجرة الدولية «تتحول صنعاء إلى مدينة أشباح. هناك حرب شوارع، والناس يختبئون في منازلهم». وحذر من أنه «في حال استمرت المواجهة، فستعزل العديد من العائلات»، حيث ستعلق في منازلها.في المقابل، اقتحم عناصر من ميليشيات الحوثي أحد منازل صالح في قرية الدجاج بمنطقة الحصبة بصنعاء، كما اقتحموا أيضا منزل ابن شقيقه توفيق محمد عبدالله صالح.وبحسب صور نشرها الحوثيون ظهر القيادي الحوثي حسن زيد، المعيّن وزيرا للرياضة في حكومة الانقلاب، مرتديا بزة عسكرية داخل منزل صالح وحاملا سلاح كلاشنيكوف.وقالت مواقع يمنية إن مليشيات الحوثي تمكنت من استعادة زمام الأمور في صنعاء، بعد أن أمر صالح قواته بالانسحاب من معسكري الصمع وفريجة بصنعاء.واندلعت اشتباكات في مناطق متفرقة من المحافظات، بين الطرفين، خصوصا في أرحب ومنطقة جدر ومديرية خمر بمحافظة عمران.وقال مسؤولون بالأمم المتحدة وآخرون في مجال الإغاثة، أمس، إن المنظمة الدولية تحاول إجلاء ما لا يقل عن 140 موظف إغاثة من العاصمة اليمنية، وسط قتال أدى إلى قطع طريق المطار، لكنها تنتظر موافقة التحالف الذي تقوده السعودية.وتساقطت القذائف قرب مجمع الأمم المتحدة في صنعاء بشارع الستين أمس. وقال أحد المصادر في مسرح الأحداث إن طلقات رصاص طائشة أصابت المجمع. وصار المجمع شاغرا، بعد أن تلقى الموظفون أوامر منذ أيام بأن يلزموا منازلهم وألا يتوجهوا إلى العمل.وفي جنيف، قالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للصليب الأحمر إيلودي شندلر «في ضوء الموقف الفوضوي الراهن، تدرس المنظمة الدولية للصليب الأحمر تقليص عدد الموظفين الموجودين في اليمن، والإبقاء فقط على فريق من العمال الأساسيين».
دعم جوي
وقال سكان ووسائل إعلام محلية إن طائرات تابعة للتحالف بقيادة السعودية قصفت مواقع للحوثيين في صنعاء أثناء ليل السبت - الأحد، بهدف دعم أنصار صالح في قتالهم لجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن القتال أسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات، وأثار المخاوف من وقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين.وقالت قناة العربية التلفزيونية الفضائية إن طائرات التحالف قصفت مواقع الحوثيين في جنوب صنعاء، لكنها لم تذكر أي تفاصيل عن الضحايا. وقال سكان إن 5 ضربات جوية على الأقل هزت المنطقة.الإمارات تنفي
ونفت الإمارات، أمس، أن يكون المتمردون الحوثيون أطلقوا صاروخا من اليمن بلغ مجالها الجوي، أو شكل تهديدا لمشروع مفاعل نووي سيفتتح العام المقبل.وفي بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات (وام) «كذبت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات المزاعم التي رددتها أبواق الانقلابيين الحوثيين في اليمن بشأن إطلاقها صاروخا تجاه المجال الجوي لدولة الإمارات العربية المتحدة».وشددت الهيئة على أن الإمارات «تمتلك منظومة دفاع جوي قادرة على التعامل مع أي تهديد من أي نوع».وأكدت أن «مشروع مفاعل براكة محصن ومنيع تجاه كل الاحتمالات» ويتمتع «بكل إجراءات الأمن والسلامة والأمان النووي التي تتطلبها مثل هذه المشروعات الوطنية العملاقة».وأعلن المتمردون الحوثيون، في وقت سابق، عبر قناتهم «المسيرة» أنهم استهدفوا مفاعل براكة الذي وصفوه بأنه «هدف استراتيجي» في أبوظبي بصاروخ من طراز «كروز».وأفاد الحوثيون في بيان على «المسيرة» بأن الهجوم يعقب «إجراء تجربة ناجحة لصاروخ باليستي متوسط المدى على هدف عسكري في السعودية» بتاريخ 30 نوفمبر.ورغم النفي الإماراتي، خرج الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية الموالية للحوثيين، العميد الركن أشرف لقمان، في تصريحات لقناة «الميادين» التي تمولها إيران مهددا أبوظبي بالقول: «فليعلم الجميع أن الإمارات لم تعد في مأمن مادام العدوان مستمرا».وتقع محطة «براكة» للطاقة النووية في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي، وتطل على الخليج العربي، وتبعد نحو 53 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من مدينة الرويس، وهي تعد من أكبر مشروعات الطاقة النووية المبنية حديثا في العالم، وستلبي ربع احتياجات الإمارات من الكهرباء، عندما يكتمل بناؤها عام 2020.