باتريك موديانو مواليد عام 1945، أحد أشهر كتّاب جيله من الفرنسيّين. حاز جائزة نوبل في الأدب عام 2014 إضافةً إلى جوائز أخرى عدة. أصدر روايته الأولى La Place de l’Étoile عام 1968. من مؤلّفاته: «شوارع الحزام» (الجائزة الأدبية الفرنسية 1972)، و«شارع الحوانيت المعتمة» (جائزة غونكور 1978)، و«دفتر العائلة»، و»صبية طيّبون»، وغيرها.الشاعر اللبناني الراحل بسام حجار ترجم رواية موديانو «أزاهير الخراب»، مما جاء فيها: جلستُ على شرفةِ أحد المقاهي قبالة مدرّج «شارليتي»، ورحت أقلِّبُ عدداً من الفرضيّات بشأن فيليب دي باشيكو الذي لم أرَ وجهه حتّى. كنتُ أدوّن بعض الملاحظات، ومن دون أن أُدرك تماماً ماذا أفعل، شرعتُ في تأليفِ كتابي الأوّل. لم يكن دافعي رسالة حياة اختَرْتها لنفسي ولا موهبة خاصّة حُبيتُ بها، بل كان ببساطة ذلك اللغز المتمثّل بحياة رجل من المؤكّد أنّني لن أعثر عليه، وكلّ تلك الأسئلة المحيطة به والتي لن أعثر على أجوبة عنها. خلفي، يبثّ الجوك بوكس أغنية إيطاليّة، ورائحة إطارات مشتعلة تسودُ الأجواء. في فيء أشجار جادّة «جوردان»، شابّة جميلة تشقّ دربها. غرّتها الشقراء، وجنتاها وثوبها الأخضر كانت النسمات المنعشة الوحيدة، ظهيرة ذلك اليوم من أيّام أغسطس. ما الجدوى من السعي خلف ألغاز مُستعصية واقتفاء أثر الأشباح، حين تكون الحياة هنا أمامنا، ببساطتها، تحت الشمس الساطعة؟
«فقدان» لنازك سابا يارد
نازك سابا يارد أديبة لبنانية، ناقدة وروائية. تحمل شهادة دكتوراه في الأدب العربي من الجامعة الأميركية في بيروت. عملت سنوات طويلة في مجال التدريس الثانوي والجامعي. لها مؤلفات في الفكر العربي وفي النقد والرواية، تُرجم بعضها إلى الإنكليزية. نالت على نتاجها الأدبي جوائز فرنسية، أميركية ولبنانية.«للموت عيون ملونة»
عبد الحكيم القادري من مواليد بلدة كفرشوبا جنوب لبنان (1994). حائز شهادة الدراسات العليا في علم أدوية القلب والشّرايين من الجامعة اللبنانيّة، دفعة 2017. يشارك في كتابة سيناريوهات أفلام ومسرحيّات من إنتاج طلّابي. «للموت عيون ملوّنة» هي روايته الثانية عن دار نوفل بعد «الخلدان الصمّاء» (2015)، وهي الجزء الثاني منها، ويكتب فيها: أيلول عائدٌ، وأنتِ لستِ هنا كي تستقبليه. الشّوقُ يا سوسن... لم أكن أعلم أنّ الشّوق مرضٌ مميت. كلّ الجروح فـِيَّ يمكن رتقُها بغُرَز النّسيان، إلّا فقدك، لن يني هذا الجرح يتّسع كلّما تذكّرتُ أنّي سأحيا العمر من دونك. قلبي يا سوسن يصطلي بالشّوق إليكِ، وهذا الحبر الذي خاصمتُه منذ مدّة، لم أكن لأعود إليه لولاك. من سيترنّم بأغنية شهر ميلادك حال عودته قريباً؟ هل كانت فيروز تعلم حين غنّت ورقه الأصفر أنّ أيلول سيرجع وإنتِ بعيدة بغيمة حزينة قمرها وحيد؟ سيُبكيني شتاء أيلول يا قمري السّعيد. سيُبقيني وحدي في العتمة والبرد، أحاول إنارة الشّموع سُدًى.