أحيا العازفان المحترفان المصريان أحمد أبوزهرة وحسن معتز أمسية موسيقية على آلتي البيانو والتشيللو، ضمن الموسم الثقافي الـ23 لدار الآثار الإسلامية، أمس الأول، على مسرح مركز اليرموك الثقافي، وقدم الأمسية صباح الريس.في مستهل الحفل، وجه عازف البيانو أحمد أبوزهرة، وهو نجل الفنان القدير عبدالرحمن أبوزهرة، الشكر إلى دار الآثار الإسلامية وصباح الريس، على دعوتهما الكريمة لإحياء هذه الأمسية الموسيقية بالكويت، مبديا إعجابه بمسرح مركز اليرموك الثقافي، وهو في حداثته يشبه الكثير من أماكن العرض الأوروبية.
علاقة وطيدة
وأشار أبوزهرة إلى أنه يرتبط بعلاقة وطيدة بالعازف حسن معتز منذ دراستهما في مدرسة الموسيقى بالقاهرة، حيث تعلم عزف البيانو، بعدها بفترة سافر أبوزهرة إلى ألمانيا لمتابعة دراسته لأكثر من نصف حياته، وعمل هناك، وشارك في أمسيات حول العالم.بدوره، قال عازف التشيللو حسن معتز إن سعادته كبيرة لمشاركته في هذه الأمسية، لافتا إلى انه محظوظ لدراسته آلة التشيللو لأنها آلة فريدة من نوعها في الأوركسترا، فهي قريبة من صوت الإنسان، ومن أسرة الفيولا، التي تتكون من فيولا، تشيللو، ودبل بيز.وأضاف أن وجود التشيللو ليس مقتصرا على الأعمال الموسيقية والغنائية الغربية، بل تستخدم أيضا في الأغنيات العربية، بينها أعمال لمطربين مشهورين، مثل حسين الجسمي ومحمد عبده، ثم قدّم معتز شرحا بواسطة الآلة على النغمات العالية والمتوسطة والمنخفضة.برنامج الأمسية
ثم بدأ برنامج الأمسية، الذي تضمن ثلاثة أعمال موسيقية، المقطوعة الأولى للمؤلف الموسيقي الألماني لودفيغ فان بيتهوفن (عازف بيانو وملحن ومن أبرز الموسيقيين في الحقبة الكلاسيكية)، وهي عبارة عن ثيمة مختلفة ومتنوعة لموتسارت التي قدمها في أشهر وأفضل أوبرا على الإطلاق، وهي بعنوان "الناي السحري"، التي تحمل كراكتر مضحكا هو "بابا غينو"، الذي يبحث عن زوجة المستقبل، فغنى في مساحة جميلة محاولا أن يتخيل كيف ستكون هذه المرأة، واستطاع بيتهوفن عمل 12 مقطوعات من خلال هذه الثيمة.أما المقطوعة الثانية فهي للمؤلف الموسيقي روبرت شومان، وهو يجيد العزف على التشيللو إلى جانب البيانو، وكتبها لأكثر من مناسبة، وقدمها في البداية لزوجته كلارا وهي عازفة بيانو، ليعرف رأيها، لكنها لم تعجب بها، بيد أن شومان كان يكتب من 5 إلى 6 نسخ من أعماله ويرسلها لأعز أصدقائه، لمعرفة آرائهم، والعمل بعنوان "فايف بيسيس إن فور ستايل" لآلتي التشيللو والبيانو، وهي لم تعزف في حياته، فبعد موته أتلفت كلارا نسختها، لكن بقيت النسخ الأخرى، فتم عزف العمل.وانتقل ثنائي العزف في المقطوعة الثالثة الأخيرة إلى أجواء مختلفة، من خلال مقطوعة بعنوان "غراند تانغو"، وهي للمؤلف الأرجنتيني آستور بيازولا، الذي أحدث نقلة نوعية لموسيقى التانغو عبر مزجه في مؤلفاته الموسيقية عناصر من موسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيكية بموسيقى التانغو التقليدية، وقد صنف كأحد أفضل موسيقيي التانغو في القرن العشرين.