أحد أسباب تدهور الأداء العام للمؤسسات الحكومية الوزراء أنفسهم، إن اختيار وزراء لا يحملون صفات قيادية ولا خبرات إدارية ولا كفاءة فنية وتخصصية قد هوى بالوزارات والهيئات إلى مستوى الفشل في مواطن مختلفة، والتقييمات المحلية والدولية لمؤشر الأداء الحكومي خير برهان.نسمع كثيراً كيف تم اختيار وزراء في حكومات سابقة، إنه لمن المخجل مجرد التفكير في أن منصباً بهذه الأهمية والحساسية والتأثير في مسار الدولة يخضع للحظ وفرص اللحظات الأخيرة والمساومات الاجتماعية والسياسية بدلاً من الاختيار القائم على الكفاءة وقوة الشخصية والخبرات الناجحة، وليست بعيدة عنا حادثة تغيير أحد الوزراء في آخر حكومة قبل ٧ دقائق من إعلان التشكيل.
أخبرني صديق أن أخاه عُين وزيراً بالمصادفة، ففي حين تلقى أحد الوجهاء اتصالا حكومياً لترشيح وزير من جماعته فالتفت هذا الوجيه على من معه في ديوانه قائلاً من ترشحون وزيراً للحكومة، فقال أحدهم فلاناً، فقدم هذا الاسم لأن الموجودين في حينها تذكروه فقط.أحد الوزراء قبل توزيره كان يسعى إلى الحصول على منصب إداري في أي موقع، فوسّط نائباً يعرفه لذلك وقدّر يومها أن قدم وزير استقالته من الحكومة، فذهب هذا النائب ورشح صاحبه وزيراً مرة واحدة في حين كان أقصى طموحه أن يتولى منصباً إدارياً، إنها حكومة الكويت يا سادة.قس على هذه الأمثلة قصصاً كثيرة لا تنتهي، ونتيجة هذه القصص المأساوية أن يتولى علينا وزراء الغفلة ممن لا يفقهون شيئاً في الإدارة، وليسوا أكفاء في القيادة، ويتسمون بالخوف من اتخاذ القرار، ويجتهدون في تنفيع المعارف، ويبذلون جهودهم المخلصة ولكن ليس للكويت وأهلها إنما للبقاء في المنصب حتى الرمق الأخير حتى لو دعاهم ذلك إلى السكوت عن الفساد، والهروب من مواجهة المسؤوليات، وشراء ذمم "الملمعين" في وسائل الإعلام ومرتزقة التواصل الاجتماعي، ثم إذا ما غادروا مناصبهم وتم إقصاؤهم منها بدؤوا بالحديث عن معاناتهم مع الفساد، وعن تعبهم في الإصلاح، وعن حجم الفوضى في العمل الحكومي، وهكذا "يطلع لسانهم" في الوقت الضائع بعدما ضيعوا الدنيا بأعمالهم وقراراتهم وسوء إدارتهم، فأولئك هم وزراء الغفلة حقاً مع احترامنا وتقديرنا للمخلصين والأكفاء في الحكومات المتعاقبة. والله الموفق.
مقالات
وزراء الغفلة
05-12-2017