اتهام واعظ بالفتنة الطائفية... وشفيق يتريث في الترشح

● 19 نائباً يرفضون زيارة رئيس الحكومة الإثيوبية للبرلمان
● بوتين يجدد الدعم للسيسي

نشر في 05-12-2017
آخر تحديث 05-12-2017 | 00:05
جانب من جلسة مجلس النواب أمس
جانب من جلسة مجلس النواب أمس
تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس، في حين ظهر المرشح الرئاسي المحتمل أحمد شفيق، إعلامياً، مبدداً الحديث عن اختفائه، وفاتحاً - خلال تصريحات إعلامية - الباب أمام إمكان تراجعه عن قرار اعتزامه الترشح.
قالت هيئة النيابة الإدارية بمصر، أمس، إنها أحالت واعظا لمحاكمة تأديبية عاجلة لقوله إن المسلم يجب ألا يعاقب بالإعدام إذا قتل المسيحي، لأن «دم المسلم أعلى شأنا من دم غيره».

واتهامت النيابة الواعظ «بإثارة الفتنة داخل المجتمع»، وفق بيان الاثنين صادر عن المتحدث باسم النيابة. وأفاد البيان بأن النيابة الإدارية لا يمكنها غض الطرف عما يبدر من بعض الدعاة وأئمة المساجد الذين يستبدلون رسالتهم «التي تقوم على تعزيز قيم التسامح والمحبة والاحترام ونشرهم للفتن والتمييز والكراهية داخل المجتمع وبين مواطنيه».

وحسب البيان، قام إمام المسجد الواقع بمحافظة الجيزة بتفسير الحديث النبوي «لا يُقتل مسلم بكافر» بشكل خاطئ حينما قال للحضور «إذا قتل مسلم غير مسلم بدون وجه حق (...) يُعاقب، ولكن بما دون القتل، وذلك لأن دم المسلم أعلى شأناً من دم غيره».

وأضاف: «من أراد أن يقول إن ذلك عنصرية فليقل ما يشاء».

وتابع البيان أن مسؤولي مجمع البحوث الإسلامية أكدوا جميعا «أن ما أبداه المتهم يخرج عن منهج الدعوة جملة وتفصيلا (...) وما فعله من شأنه زرع بذور الفتنة الطائفية».

وقال المتحدث باسم النيابة محمد سمير لـ «فرانس برس» إن الواقعة حدثت في يناير الماضي، لكنها اكتشفت بعدما أذاع برنامج حواري في التلفزيون أخيرا مقطع فيديو لهذا الإمام أثناء القائه دروسا بأحد المساجد.

وقال سمير لـ «رويترز» إن الهيئة تحيل المتهمين للمحكمة التأديبية باعتبارهم موظفين عموميين. وأضاف أن العقوبة قد تكون الخصم من الراتب أو الوقف عن العمل، وتصل في حدها الأقصى إلى الفصل من الخدمة.

وقال بيان هيئة النيابة الإدارية إن رجال دين مسلمين يعملون في مجمع البحوث الإسلامية ووزارة الأوقاف «شهدوا جميعا (خلال التحقيق) بأن ما أبداه المتهم يخرج عن منهج الدعوة» الإسلامية.

ويسود القلق بين المسيحيين في مصر منذ استهدفهم تنظيم «داعش» أوائل العام الحالي، وقتل نحو مئة شخص أغلبهم مسيحيون في هجمات على كنائس وزوار أحد الأديرة.

شفيق

الى ذلك، وبعد الضجة الإعلامية المفتعلة عن اختفاء المرشح الرئاسي الأسبق، أحمد شفيق، أطل إعلاميا، مساء أمس الأول، مبددا الحديث عن اختفائه في القاهرة، التي عاد إليها من «الإمارات العربية»، السبت الماضي، نافيا أن يكون مختطَفاً، وفاتحا الباب أمام إمكان تراجعه عن قرار اعتزامه الترشح، الذي أعلنه الأسبوع الماضي.

وقال شفيق، في مداخلة هاتفية لبرنامج «العاشرة مساء»، على فضائية «دريم» المصرية، إنه ليس مختطفاً، بل يتمتع بحرية تامة في فندق إقامته، الذي توجه إليه «لحين الانتهاء من إعداد منزلي بعد إغلاقه عدة سنوات»، وحول مسألة إعلان ترشحه قال: «كنت أعلنت عن نية ترشحي للرئاسة، وأنا في الإمارات، ووجودي في مصر يتيح لي التأكد من صحة قرار الترشح من عدمه»، وهو ما يفتح الباب أمام تراجعه عن إعلان الترشح.

وأشاد الرجل الذي حل ثانياً في نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2012، باستقبال الدولة المصرية له، نافياً تعرضه للتضييق، وتابع: «سافرت من الإمارات في طائرة متميزة مخصصة لعودتي لمصر، ووجدت مسؤولين كبارا في انتظاري بالمطار، والاستقبال كان متميزا، وأمكث حاليا في فندق متميز بجوار منطقة سكني».

ونفى شفيق عن نفسه تهمة التعاون مع قناة «الجزيرة» القطرية، بعد بث الأخيرة لفيديو المرشح المصري وهو يهاجم السلطات الإماراتية ويتهمها بالتدخل في الشأن المصري الداخلي، وقال شفيق: «لم أتعاون مع قناة الجزيرة»، وشدد على أنه أرسل الفيديو الأصلي إلى وكالة رويترز، وكان يحتفظ بفيديو آخر يذاع «في ظروف تانية»، واتهم قناة الجزيرة بالسطو عليه، مشددا على أن أسرته الموجودة في الإمارات تحظى برعاية المسؤولين هناك.

في الأثناء، توقّع نائب رئيس حزب «الحركة الوطنية»، اللواء رؤوف السيد، عدم تراجع الفريق شفيق عن ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكشف عن أن شفيق سيوضح موقفه من الانتخابات الرئاسية وتحركاته خلال الفترة المقبلة خلال مؤتمر سيعقد 23 الجاري.

تراجع الهجوم

وفور ظهور شفيق وتلويحه بإعادة النظر في الترشح، انحسرت موجة الهجوم عليه، إذ أعلن عضو البرلمان إسماعيل نصرالدين، تراجعه عن التقدم بطلب لإسقاط الجنسية عن شفيق، نافيا أن تكون مطالبته بإسقاط الجنسية سببها ترشح شفيق، وواصفا اعتذار شفيق للشعب المصري عما بدر منه خطوة جيدة.

مقتل إرهابيين

أمنياً، قتل 5 من الإرهابيين المسلحين في مواجهات مع قوات الشرطة المصرية في محافظة الشرقية، «شمال القاهرة»، فجر أمس في غضون ذلك، واصلت قوات الشرطة حملاتها شمال سيناء، لاستهداف البؤر الإرهابية.

رفض الزيارة

وفي وقت تمر العلاقات «المصرية - الإثيوبية» بمرحلة غير مسبوقة من التوتر، على وقع إعلان القاهرة فشل مفاوضات بناء سد النهضة الإثيوبي بغرض الحفاظ على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، والمقدرة بـ 55.5 مليار متر مكعب، أعلن 19 نائباً برلمانيا رفضهم لزيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ديسالين، لمجلس النواب المصري، خلال زيارته المرتقبة للقاهرة منتصف الشهر الجاري، التي يلتقي خلالها بالرئيس عبدالفتاح السيسي.

اتصال هاتفي

في سياق منفصل، تلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، بأن الرئيس بوتين قدم تعازيه في ضحايا الهجوم الإرهابي على المصلين العزّل في مسجد الروضة بشمال سيناء، مؤكدا دعم روسيا لمصر حكومة وشعبا في جهودها لمكافحة الإرهاب، وأكد السيسي في هذا الصدد صلابة إرادة الشعب المصري في مكافحة الإرهاب ونبذ أفكاره المتطرفة.

وكانت موسكو نشرت الخميس الماضي، مسودة اتفاق مع القاهرة يسمح للطائرات العسكرية للدولتين بتبادل استخدام المجال الجوي والقواعد الجوية، وتضمنت أمرا لوزارة الدفاع الروسية بإجراء مفاوضات مع المسؤولين المصريين، لكن مصدرا مصريا مطلعاً قال لـ «الجريدة» إن «القاهرة ترفض السماح بتبادل استخدام مجالها الجوي وقواعدها الجوية مع أي من الدول الأجنبية».

back to top