ترامب يتجه لتأجيل نقل السفارة الأميركية إلى القدس

أعرب عن تعاطفه مع مستشار الأمن القومي السابق فلين... ويأسف لعدم محاكمة كلينتون

نشر في 05-12-2017
آخر تحديث 05-12-2017 | 00:03
قبة الصخرة في القدس القديمة كما بدت أمس     (رويترز)
قبة الصخرة في القدس القديمة كما بدت أمس (رويترز)
اتجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى تأجيل نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، أسوة بأسلافه منذ عام 1995، وسط تقارير عن نيته الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلال الأسبوع الجاري.
يتجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى التوقّيع على تأجيل قرار نقل السفارة الأميركية الى القدس لستة أشهر، أسوة بما فعل أسلافه منذ عام 1995، وسط تقارير بأنه سيعترف في وقت لاحق هذا الاسبوع بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ويعتبر الفلسطينيون الذين يمثلون ثلث سكان المدينة المقدسة ويعيشون في الجزء الشرقي الذي تحتله إسرائيل منذ عام 1967، القدس، عاصمة لدولتهم الفلسطينية العتيدة.

وضمت إسرائيل القدس في عام 1980 وأعلنتها عاصمتها الأبدية والموحدة، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة. ويعتبر المجتمع الدولي القدس الشرقية مدينة محتلة.

وتوجد إجمالا معظم سفارات العالم في تل أبيب، العاصمة الاقتصادية لإسرائيل. وسيكون نقل السفارة بمنزلة دعم أميركي لموقف إسرائيل من المدينة، ورفضا للمطلب الفلسطيني.

وأقر الكونغرس الأميركي في عام 1995 قانونا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل". وجاء في القرار "منذ عام 1950، كانت مدينة القدس عاصمة دولة إسرائيل". ويطالب بنقل السفارة.

ومع أن القرار ملزم، إلا أنه يحتوي على بند يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة لستة أشهر لحماية "مصالح الأمن القومي". ومنذ ذلك الحين، قام كل من بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما بصورة منتظمة، بتوقيع أمر تأجيل السفارة مرتين سنويا. ووقع ترامب على مضض على أول أمر بالتأجيل في الأول من يونيو الماضي.

وخلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب بنقل السفارة الى القدس والاعتراف بالمدينة "كعاصمة موحدة لدولة إسرائيل". واختار ديفيد فريدمان، وهو محام وابن حاخام مثير للجدل، سفيرا لإسرائيل.

لكن يبدو أن ترامب تراجع عن موقفه من نقل السفارة منذ توليه منصبه تحت ضغوط من الفلسطينيين والدول العربية الأخرى، وبعد تحذيرات من التسبب بأعمال عنف واسعة.

وبينما يسعى ترامب الى إعادة إطلاق محادثات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية المتعثرة، سيكون حذرا في مسألة اتخاذ خطوة ستثير غضب العالم العربي.

ولكن يواجه ترامب أيضا معضلة الإبقاء على تعهده وقت حملته الانتخابية لإرضاء قاعدته الانتخابية اليمينية.

وأكد دان شابيرو السفير الأميركي السابق في إسرائيل خلال عهد باراك أوباما أن الإقدام على خطوة مماثلة "لن يكون له أثر كبير، ولكن ستكون إشارة على نوايا مستقبلية بالالتزام بتعهد الرئيس لنقل السفارة بالفعل". وأضاف: "ستكون لهجة جديدة للولايات المتحدة أن تصف القدس كعاصمة إسرائيل. هذه ليست لهجة الولايات المتحدة التقليدية".

وفي حال اختار ترامب عدم توقيع أمر تأجيل نقل السفارة، لن تنتقل السفارة على الفور من تل أبيب الى القدس، ولكن ستكون لذلك عواقب سريعة.

وبموجب القانون الصادر عام 1995، ستشهد وزارة الخارجية الأميركية خفضا بقيمة 50 في المئة من ميزانياتها المستقبلية المتعلقة بـ "اقتناء وصيانة المباني في الخارج".

في عام 2016، تم إنفاق 968 مليون دولار على أمن السفارات والبناء والصيانة، بحسب ارقام صادرة عن وزارة الخارجية.

وحذر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، مساء الأحد من هذه الخطوة، مشيرا الى أن الاعتراف الأميركي بالقدس كعاصمة للدولة العبرية "سيخلق فوضى دولية خطيرة".

وقال: "إذا كانت الولايات المتحدة تنوي بالفعل اتخاذ قرارها بضرب القانون الدولي بعرض الحائط، وإذا سمحت دول العالم بالتلاعب بالقانون الدولي ولم تطلق موقفا حاسما وحقيقيا لحماية منظومة القانون الدولي، فهي تتحمل المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية لإنهاء النظام الدولي كما نعرفه اليوم، وخلق حالة من الفوضى الدولية لا تحمد عقباها".

وأمس، هددت السلطة الفلسطينية بأنها ستتحرر من أي تفاهمات سابقة مع الإدارة الأميركية حال اتخاذ واشنطن أي خطوة تمس بالوضع القائم في مدينة القدس.

وأبلغ نائب رئيس الوزراء الفلسطيني زياد أبوعمرو، لدى استقباله في مدينة رام الله القنصل الأميركي في القدس العام، دونالد بلوم، أن "أي إجراء في اتجاه نقل السفارة أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "سيجابه باحتجاجات واسعة داخل الأراضي الفلسطينية، وفي أنحاء أخرى من العالم الإسلامي، لأن القدس ليست فقط عاصمة دولة فلسطين، بل لأنها شأن عربي وإسلامي أيضا".

من جهتها، دعت حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة الى انتفاضة القدس كي لا تمر هذه المؤامرة".

وقالت "حماس" إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية هاتف أمس الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لبحث التطورات، وشدد على أن "خيارات الشعب الفلسطيني مفتوحة في الرد على هذا القرار".

وأعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أنه أبلغ نظيره الأميركي ريكس تيلرسون بموقف عمان السلبي من احتمال اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وبحث وزير الخارجية المصري سامح شكري في اتصال هاتفي مع تيلرسون، احتمال اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل وانعكاسات ذلك. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد

أبوزيد، في بيان صحافي، إن شكري حث نظيره الأميركي على تجنب اتخاذ قرارات من شأنها أن تؤجج مشاعر التوتر في المنطقة.

وقال بكر بوزداغ نائب رئيس الوزراء التركي إن "وضع القدس محدد في اتفاقات دولية، ومن المهم الحفاظ على وضع القدس من أجل حماية السلام في المنطقة". وقال: "إذا اتخذت خطوة أخرى واستمرت فستكون كارثة كبرى".

في سياق آخر، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أنه "يتعاطف بشدة" مع مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين الذي اعترف الأسبوع الماضي بأنه كذب على مكتب التحقيقات الفدرالي، لكنه أعرب عن أسفه لعدم ملاحقة منافسته السابقة هيلاري كلينتون، برغم أنها "كذبت عدة مرات".

بدوره، قال "الكرملين"، أمس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخذ قرارا بعدم الرد الفوري على عقوبات جديدة فرضتها الولايات المتحدة العام الماضي بشكل مستقل، وإنه لم يتأثر بمستشار الأمن القومي الأميركي السابق مايكل فلين.

back to top