الماس وسليمان وحنان غنوا «ما نسيناه» للصوت الجريح

أحيوا حفل تكريم عبدالكريم عبدالقادر في مركز جابر الأحمد الثقافي

نشر في 06-12-2017
آخر تحديث 06-12-2017 | 00:05
عبدالكريم عبدالقادر يتوسط البناي وعبدالله وأمل وسليمان والماس وحنان
عبدالكريم عبدالقادر يتوسط البناي وعبدالله وأمل وسليمان والماس وحنان
ضمن فعاليات الموسم الثقافي لمركز الشيخ جابر الأحمد، أقيم مساء أمس الأول حفل بعنوان "ما نسيناك يا بوخالد" تكريما للفنان عبدالكريم عبدالقادر.
منذ أكثر من نصف قرن أو يزيد، وهو يمضي على دروب الفن ينثر الابداع طربا بين محبي أغنياته، إنه الصوت الجريح الفنان عبدالكريم عبدالقادر، أحد أعمدة الغناء الخليجي والعربي، الذي أثرى الساحة بالعشرات من الأعمال المميزة، التي شكلت ملامح شخصيته الفنية، ليترك بصمة ستبقى في القلوب قبل الأذهان سنوات.

وتحت عنوان "ما نسيناك يا بوخالد" أطلق مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ضمن فعاليات الموسم الثقافي، سلسلة حفلات تكريما لعبدالقادر أحد رموز الغناء في الكويت والخليج، الذي أثرى المكتبة الغنائية بـ47 ألبوما نفذت بمختلف وسائل التسجيل، وصاحب مشوار طويل من الصعب حصره في أسطر قليلة، لذا كان الغناء هو كلمة الشكر التي قدمها مطربو الأمسية إلى هذا الصوت الجريح.

وعلى مدار ثلاث ساعات، أبحر الجمهور مع فرقة مركز جابر بقيادة المايسترو الدكتور محمد باقر إلى الزمن الجميل، واستمع لأبلغ ما قدم عبدالكريم بأصوات الفنانين طارق سليمان وعادل الماس وحنان رضا، في حفل أخرجه عبدالله العوضي، وقدمته الإعلامية أمل عبدالله.

ملامح الاحتفاء بالصوت الجريح في ذلك المساء لم تتوقف عند أداء المطربين للأغنيات التي اختيرت بدقة من أرشيف الفنان القدير لتعبر عن محطات مهمة من حياته فحسب، بل كانت هناك منظومة تشابك فيها عنصرا الصوت والصورة، لتنتج لنا مجموعة من اللوحات الغنائية الاستعراضية، وتصبح أقرب الى فيديو كليب يعرض مباشرة على المسرح، مزج فيه المخرج أداء المطرب بالفرقة الاستعراضية التي قدمت مجموعة من الرقصات الكلاسيكية والشعبية، وأخيرا الخلفيات الثلاثية الأبعاد لمشاهد جمالية زادت الحفل ألقا، في حين حرص المخرج على أن يسجل عبدالكريم بصوته مطلع كل أغنية قبل أن تشرع الفرقة الموسيقية في العزف، ومن ثم يدخل المطرب ليبدأ الغناء.

إن تعزيز فكرة الرحلة تجلى في طريقة جلوس الفرقة الموسيقية على المسرح الوطني، إذ انقسمت الى جانبين في حين يقف المايسترو في المنتصف ليوحي المخرج للجمهور بأنه بصدد مركب شراعي، بينما يخرج الفنان من خلف الفرقة ليتقدم الى أحد طرفي المسرح ليشدو وناظراه معلقان بشاشة صغيرة يتابع فيها حركات يدي المايسترو. كما استغل المخرج المنطقة التي بين الفرقة الموسيقية ومقدمة المسرح لتحلق فيها فتيات الفرقة الاستعراضية برشاقة وخفة، ويضفن على كل لوحة غنائية نكهة خاصة.

وكان لمشاركة الإعلامية القديرة أمل عبدالله رمزية خاصة، بصفتها تنتمي لجيل نشأ وتربى على صوتها الذي يأتي عبر الأثير او شاشة التلفزيون لتقدم بانضباط اعادنا الى أجواء حفلات القرن الماضي، فكانت أمل تضفي لمستها الخاصة بكلماتها المعبرة قبل كل أغنية لتمهد لظهور المطرب، قبل أن تنسحب في هدوء، وتترك المجال للجمهور ليستمتع بدرر عبدالكريم.

تأخرتي

كان الظهور الأول في الحفل من نصيب الفنان عادل الماس الذي اختار أن تكون المصافحة الأولى مع الجمهور بأغنية "غربتي" من كلمات الشاعر بدر بروسلي وألحان عبدالرب إدريس، ولعل التحدي الذي واجه جميع المطربين في هذا المساء كان الوقوف امام الفرقة الموسيقية، نعم فقد كانت الشاشة الصغيرة همزة الوصل بين المطرب والمايسترو، ولكنها تحتاج الى سرعة رد فعل ويقظة، وهو ما ميز المطربين الثلاثة.

بعد ذلك أطل الفنان طارق سليمان على وقع أنغام أغنية "تأخرتي"، وهي من كلمات بدر بروسلي وألحان عبدالرب ادريس، ليتفاعل معه الجمهور، لاسيما أن إطلالة سليمان واكبت اللوحة الاستعراضية الأولى لفرقة "كويت دانس سكول". ثم خرج طارق لتعود الإعلامية أمل عبدالله، وتطرح سؤالا مشروعا: "هل الحب ينمو في ظل عدم التقدير؟"، فتأتي الإجابة على لسان الماس الذي عاد مجددا ليشدو بـ"محال"، وهي من كلمات عبداللطيف البناي وألحان أنور عبدالله.

أما الظهور الأول للفنانة البحرينية حنان رضا فكان من بين الجمهور، لتشدو بأغنية "للصبر آخر"، وهي من كلمات عبداللطيف البناي وألحان راشد الخضر، وهي فكرة جديدة ان تبدأ الغناء من بين مقاعد الحضور قبل أن تتجه للمسرح وتترجل بنهاية الأغنية لتعود من حيث أتت. وبدت حنان متمكنة من الكلمات واثقة الخطى والأداء.

ويضرب الماس على وتر الذكريات، عندما شدا بواحدة من روائع الصوت الجريح خلال حقبة السبعينيات، أغنية "عاشق" وهي من كلمات عبداللطيف البناي وألحان عبدالرب ادريس، ثم اعتلى الفنان سليمان المسرح مجددا، واختتم القسم الأول من الحفل بأغنية "انا رديت لعيونك" من كلمات عبداللطيف البناي، وألحان عبدالرب ادريس، قبل أن يسدل الستار على الرحلة الأولى في ذلك المساء.

مشاركة أنور عبدالله

ومع بداية القسم الثاني من الحفل، يختار طارق سليمان أغنية "يا نور عيني" من كلمات طلال السعيد وألحان أنور عبدالله، ليشدو بها، وفي الخلفية لوحة استعراضية امتزج فيها الإيقاع الجسدي للراقصين بالرسومات الثلاثية الابعاد.

ثم أطل الفنان عادل الماس مع الملحن القدير أنور عبدالله ليفاجئ الجمهور بديو أغنية "الصوت الجريح"، وهي نتاج تعاون البناي على مستوى الكلمة مع عبدالله على مستوى اللحن. وتفاعل الجمهور مع هذه الثنائية قبل أن يفسحا المجال لظهور طارق سليمان بمعية حنان رضا ليغنيا "أبوعيون فتانة"، من كلمات يوسف ناصر وألحان احمد باقر. وتمضي الأمسية وسط تفاعل الجمهور الذي وصل إلى أقصى درجات الانسجام، ثم اطلت حنان مجددا لتشدو بأغنية "رد الزيارة"، وهي من كلمات خليفة العبدالله الخليفة، وألحان عبدالرب ادريس، لتستحق الفنانة الشابة التقدير على جرأتها بقبول تحدي أن تواجه الجمهور، لتشدو بأعمال عبدالكريم في مغامرة اجتازتها بنجاح.

وكان مسك الختام لوحة مميزة شارك فيها المطربون الثلاثة بمعية فرقة الفنون الشعبية على وقع انغام اغنية "ما نسيناه" التي كانت اهداء إلى الصوت الجريح، وهي من كلمات يوسف ناصر وألحان عبدالرحمن البعيجان.

بوخالد إلى جانب رفيقي الدرب البناي وعبدالله

في ختام الحفل، اعتلى الفنان عبدالكريم عبدالقادر المسرح الى جانب رفاق الدرب الملحن القدير انور عبدالله والشاعر عبداللطيف البناي، والمشاركين في الأمسية. وعبر بوخالد عن سعادته البالغة لهذا التقدير من مركز الشيخ جابر الثقافي، وامتنانه للجمهور الذي ملأ المسرح الوطني في المركز.

وتوجه بالشكر لجمهوره على ما أبدوه من محبة وتقدير لشخصه وتاريخه الفني، وخاطبهم بكلمات مليئة بالعاطفة الجياشة قائلا: "جمهوري العزيز لن انساكم كل التقدير والحب لكم".

كما أثنى على جهود المركز الثقافي والمطربين الذين قدموا الامسية الغنائية والفرقة الفنية، ومقدمي اللوحات الاستعراضية، وكل من شارك في تنظيم هذه الاحتفالية.

المسرح الوطني ازدان بلوحات استعراضية ورقصات شعبية مميزة
back to top