قادة الخليج وروح الدبلوماسية
في يوم من أيام نوفمبر 1984 وتحديداً ما بين السابع والتاسع والعشرين من ذلك الشهر، انطلقت قمة الكويت محتضنة قادة دول الخليج برؤى وتطلعات واسعة نحو خليج هانئ أمنيا ومزدهر اقتصاديا، فأخذ الاجتماع الخامس للقادة في الكويت وسط الحرب الباردة والظروف الإقليمية الاستثنائية المنحى الأمني، وذلك بنقاشه تداعيات كوارث الحروب في المنطقة، والتي تمثلت في الحرب العراقية الإيرانية آنذاك، وشكلت تهديداً للأمن والاستقرار للمنطقة بأكملها. فانطلقت الأفكار نحو المساعي التي يمكنها وضع حد لتلك الحرب، ومنع استنزاف موارد وطاقات البلدين، وسط تدخل الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي كأطراف لإيجاد حل، تبعتها دول الخليج تحت مظلة منظومة مجلس التعاون الخليجي، وتدارس القادة الأوضاع العربية والأثر السيئ الذي تركته الخلافات العربية على القضايا العربية المصيرية.
واليوم وفي شهر ديسمبر 2017 يعود قادة الخليج إلى الكويت بقلبها المفتوح، واستقبالها لهم بروح الدبلوماسية التي تحلى بها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، والتي تحولت إلى صيغة تنفيذية لاستقطاب الأطراف الخليجية لإعادة الأمل في الدور الحيوي لمنظومة مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى ترميم البيت الخليجي، وإعداد العدة لانطلاقة جديدة نحو استعادة دول مجلس التعاون دورها السابق كبؤرة الأمن والأمان. تنطلق القمة الثامنة والثلاثون ويجتمع القادة في أحضان الكويت وسط تطلعات شعوب الخليج إلى الاستقرار، آملين منهم تحفيز مؤسساتهم الدبلوماسية على توحيد المواقف وتنسيقها لتعميق الشعور بالانتماء، وترسيخ المشاعر بالمواطنة الخليجية، مدركين أن هذه المنظومة جزء لا يتجزأ من إطار واحد يرنو نحو الاندماجية ووحدة الدول، تاركين المجال لانطلاق الرؤى والأحلام متجاوزين الخلافات والتراشق الإعلامي، ومتخذين اتجاها جديدا نحو التعاون الاقتصادي والاجتماعي إلى جانب السياسي والأمني بين دول الخليج.كلمة أخيرة: باقة ورد للجان الإعلامية والأمنية، فوسط تنظيم متميز للمراكز الإعلامية اجتمع أهل الإعلام والصحافة في ضيافة الكويت، ووسط وجود ممثلي القنوات التلفزيونية المتعددة انطلقت اللقاءات التلفزيونية بحرية وشفافية في المركز، أما اللجان الأمنية فتميزت بالشغل الدؤوب لرجال الأمن. فشكراً لهم.