اليمن... إلا «التشطير»
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لقد ثبت أن "مروض الثعابين" هذا قد فشل هذه المرة في ترويض الثعبان الحوثي، وأن كل حساباته كانت خاطئة، وهكذا فإنه وجد نفسه في النهاية وحيداً ومعزولاً في صنعاء، فاضطر إلى الهروب منها تسللاً، وحيث تم إعدامه رمياً بالرصاص، وبالسحل على الطريق إلى "سنحان"، وبعد يومٍ واحد من إعلان "أصدقائه" الأعداء أنهم سيقتلونه.ربما لا ضرورة للنبش في هذه الأمور التي توجع القلب وتجرح الوجدان، لكن أليس من الضروري التوقف وملياً عند هذه التجربة اليمنية المرة، ومع تأكيد أن تجارب هذا البلد، الذي كان يوصف بأنه سعيد، كلها مرة، سواء في عهد الإمامة البائسة أو في هذا العهد الجمهوري الذي كانت سنواته السابقة واللاحقة مسيرة "تذبيح" وتقتيل، والمعروف أن بداية عهد هذا الرئيس الراحل، رحمه الله، قد بدأت بمحطتين دمويتين، الأولى اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي، والثانية اغتيال الرئيس أحمد حسين الغشمي، وكل هذا في حين أن المعروف أن هذه المسيرة الدموية لم تتوقف عملياً على مدى عقود متلاحقة متعددة.والآن... وقد عاد اليمن ليغرق في الفوضى والدماء مجدداً فإن الخوف كل الخوف أن يعود هذا البلد، الذي بقي أبناؤه ينادون ولسنوات طويلة بـ"وحدة التراب اليمني"، إلى "التشطير" مجدداً، ولعل ما يعزز هذه المخاوف أن الأكثرية من سياسيي اليمن الجنوبي أو جنوب اليمن، وما تبقى من قادته ومسؤوليه السابقين لا يرون حلاً لأزمة "الشطر الجنوبي" إلا بالعودة إلى ما قبل الارتماء في أحضان علي عبدالله صالح، بعد مذبحة المكتب السياسي للحزب الحاكم الشهيرة، وبعد هروب علي سالم البيض من واقع يمني جنوبي، أصبح أشد ظلمة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، إلى الشمال، الذي خاض معه جنوبه حروباً متواصلة كثيرة.