ترامب يتمسك بنقل السفارة إلى القدس رغم التحذيرات

الرياض تحذر واشنطن من الإقدام على خطوة خطيرة... وإردوغان يلمح إلى قطع العلاقات

نشر في 06-12-2017
آخر تحديث 06-12-2017 | 00:02
دورية إسرائيلية في مخيم للاجئين في شرق القدس أمس (رويترز)
دورية إسرائيلية في مخيم للاجئين في شرق القدس أمس (رويترز)
أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قادة دول العالم العربي نيته نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، متجاهلاً التحذيرات من استفزار مشاعر المسلمين وخرق القانون الدولي.
أطلع الرئيس الأميركي دونالد ترامب هاتفيا، أمس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على نيته نقل السفارة الأميركية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، إن عباس حذر ترامب من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وذكر أبوردينة أن عباس أكد مجدداً الموقف الفلسطيني الثابت والراسخ بأنه لا دولة فلسطينية من دون القدس الشرقية عاصمة لها، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وأشار إلى أن عباس سيواصل اتصالاته مع قادة وزعماء العالم، للحيلولة دون اتخاذ مثل هذه الخطوة المرفوضة وغير المقبولة.

وأعلن الديوان الملكي الأردني أن ترامب أبلغ الملك الأردني أيضاً نيته نقل السفارة.

وأكدت الرئاسة المصرية أمس اتصال ترامب بالسيسي وإبلاغه نيته نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

وأجرى الرئيس الأميركي سلسلة اتصالات هاتفية شملت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض هوغان غيدلي، لوسائل الإعلام التي رافقت ترامب في رحلة العودة من ولاية يوتاه إلى واشنطن، إن الرئيس سيعلن "خلال أيام" ما إذا كان سيوقع قرارا بوقف تنفيذ نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس أم لا.

وذكر مسؤولون أميركيون، الجمعة الماضي، ان ترامب ينوي الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، في خطاب يلقيه اليوم.

وأوضح غيدلي أن "السؤال ليس ما إذا كانت السفارة الأميركية ستنقل من تل ابيب الى القدس، بل متى سيتم نقلها"، مؤكدا انه سيتم اتخاذ قرار حول مصير السفارة خلال ايام.

وتعود قضية نقل السفارة الأميركية للقدس الى عام 1995، عندما تبنى الكونغرس قرارا بنقل السفارة، إلا أن رؤساء الولايات المتحدة، جمهوريين وديمقراطيين، وقعوا على قرار يجدد كل ستة أشهر، يقضي بتأجيل نقل السفارة من اجل "حماية المصالح القومية للولايات المتحدة".

وأفاد مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى بأن من المتوقع أن يصدر ترامب أمرا مؤقتا، هو الثاني له منذ توليه السلطة، بتأجيل نقل السفارة رغم وعده الانتخابي بالمضي في الإجراء المثير للجدل. لكنهم اعتبروا ان من المرجح أن يلقي ترامب خطابا اليوم يعترف فيه بشكل أحادي بالقدس عاصمة لإسرائيل، في خطوة ستغير السياسة الأميركية القائمة منذ عقود، وقد تؤجج العنف في الشرق الأوسط.

واضاف غيدلي: "كان الرئيس واضحا في شأن هذه القضية منذ البداية... بأنها مسألة وقت فحسب".

وفي رام الله، أكد مجلس الوزراء الفلسطيني امس أن "نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيهدد السلام والامن في المنطقة والعالم أجمع".

واعلن مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الدولية نبيل شعث ان اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل يعني إنهاء جهود السلام الأميركية التي اعلنها ترامب.

بدوره، اعتبر كبير ممثلي منظمة التحرير في واشنطن حسام زملط أن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل سيكون "قبلة الموت" لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مضيفا: "إذا اتخذت خطوة كهذه فستكون لها عواقب كارثية".

ودعت القوى السياسية الفلسطينية الى "ايام غضب شعبي" في الاراضي الفلسطينية، احتجاجا على القرار الأميركي المحتمل. وأعلنت القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية "الاربعاء والخميس والجمعة أيام غضب شعبي شامل في كل أنحاء الوطن، والتجمع في كل مراكز المدن، والاعتصام امام السفارات والقنصليات الاميركية".

واعلنت مسيرة مركزية الخميس في مدينة رام الله في الضفة الغربية، احتجاجا على ما وصفته بـ"الموقف الاميركي المعادي لحقوق شبعنا الفلسطيني والمخالف للشرعية الدولية".

وقال متحدث باسم التعبئة والتنظيم لحركة فتح، التي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لوكالة فرانس برس، "إذا أعلنت الولايات المتحدة الاميركية موقفها رسميا بشأن القدس فإن تظاهرات ستندلع ليس في الضفة الغربية فقط، وإنما في غزة ايضا ومدينة القدس ومناطق الـ48".

تداعيات بالغة الخطورة

وعبر حلفاء للولايات المتحدة عن قلقهم من الاعتراف الأميركي بشكل أحادي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال الأمير خالد بن سلمان، السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، في بيان، "أي إعلان أميركي بشأن وضع القدس قبل التوصل إلى تسوية نهائية سيضر بعملية السلام ويزيد التوتر في المنطقة".

في السياق، نقلت وكالة الأنباء االسعودية الرسمية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، أمس، أن "السعودية ترى أن الإقدام على هذه الخطوة يعد إخلالا كبيرا بمبدأ عدم التأثير على مفاوضات الحل النهائي، ويخالف القرارات الدولية التي أكدت حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس، في وقت يتطلع الجميع إلى أن تعمل الولايات المتحدة على تحقيق الإنجاز المأمول في مسيرة عملية السلام".

وأضاف المصدر أن "هذه الخطوة ستكون لها تداعيات بالغة الخطورة، كما أن من شأنها استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم، في ظل محورية القدس وأهميتها القصوى".

وفي القاهرة، أعلن مجلس الجامعة العربية، في بيان امس، ان أي اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يعتبر "اعتداء صريحا" على الأمة العربية وحقوق الشعب الفلسطيني.

وحذرت مشيخة الأزهر، في بيان أمس، من إقدام الولايات المتحدة على خطوتها، مؤكدة أن من شأنها أن "تهدد السلام العالمي".

وفي إسطنبول، حذر الرئيس التركي رجب إردوغان، أمس، بأنه في حال اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل فقد يؤدي ذلك إلى قطيعة في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.

وقال إن تركيا، التي تترأس حاليا منظمة التعاون الاسلامي، ستدعو الى قمة فورا في حال اعلان ترامب، "وسنحرك العالم الاسلامي برمته".

وأضاف اردوغان، في خطاب ناري امام أعضاء حزبه الحاكم، بثه التلفزيون، "سيد ترامب! القدس خط أحمر للمسلمين" وسط تصفيق وهتافات.

وقال الوزير الإسرائيلي نفتالي بينيت، ردا على تلويح إردوغان، "نفضل قدسا موحدة على محبة إردوغان".

وفي بروكسل، أعلنت وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني، أمس، لدى استقبالها وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون، ان وضع القدس يجب ان يحل "عبر التفاوض".

وفي باريس، أعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لنظيره الاميركي، خلال اتصال هاتفي بينهما، عن "قلقه" من احتمال "ان تعترف الولايات المتحدة احاديا بالقدس عاصمة لاسرائيل".

وضع القدس يجب ان يحل «عبر التفاوض»... موغيريني
back to top