تستيقظ ماجدالينا ريوس الساعة الرابعة صباحاً، تحضر الإفطار لأطفالها الثلاثة وهم ما زالوا نائمين، وتغادر إلى العمل في مصنع نسيج كبير في ماناغوا عاصمة نيكاراغوا، لتحصل على ما يقارب 160 دولاراً كراتب شهري. وعندما تعود إلى المنزل في السابعة مساءً، تسقط مغشياً عليها تقريباً من الإرهاق، بعد أن تكون حاكت المئات من أساور القمصان.

ماجدالينا ريوس ليس اسمها الحقيقي، إذ لم تكشف المرأة (38 عاماً) عن هويتها، خوفاً من الانتقام إذا انتقدت علناً صاحب عملها. وهي واحدة من أكثر من 100 ألف شخص يعملون في 226 شركة، معظمهم في شركات المنسوجات، في 52 منطقة صناعية يتم تشغيلها وفقاً لنظام "المنطقة الحرة"، الذي يقدم حوافز ضريبية أطلقت في نيكاراغوا عام 1990.

Ad

هذه الشركات التي تمول في المقام الأول من رؤوس أموال كورية جنوبية وتايوانية وأميركية، خلقت أيضاً بشكل غير مباشر نحو 350 ألف وظيفة إضافية.

وتنتج المصانع المماثلة للمصنع الذي تعمل به ماجدالينا الملابس بناءً على طلبيات العملاء، وكثير من هؤلاء العملاء يكون من السلاسل الدولية الكبرى للأزياء.

وتقول ماجدالينا: "أبدأ السابعة صباحاً، وأنتهي في الخامسة والربع مساءً، وفي اليوم العادي أنتج 200 سوار قميص. وعندما يكون هناك الكثير من العمل، أنتج ما يصل إلى 320 سواراً".

وخلال يوم عملها، الذي يزيد على 10 ساعات، يسمح لماجدالينا باستراحة غداء مدتها 45 دقيقة، وبالذهاب إلى دورة المياه أربع مرات كل منها مدتها القصوى ثماني دقائق. وتقول: "إذا بقيت فترة أطول، يبدأ المشرف يطرق الباب ويصرخ".