«ظلال الآخرين ولن أغادر منزلي وشارع سالم والغرانيق»... روايات أوطان وشعوب
ضمن الروايات التي أصدرتها دار «هاشيت أنطوان/ نوفل» أخيراً وتتوافر في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب راهناً، «ظلال الآخرين» لمناف زيتون، و«لن أغادر منزلي» لسليم بطّي، و«شارع سالم» لنزار آغري، و«الغرانيق» لمازن عرفة... نبذة منها في السطور التالية.
«ظلال الآخرين» لمناف زيتون
مناف زيتون كاتب وصحافي سوري مواليد عام 1988، خرّيج كلّية الإعلام في جامعة دمشق. نشر على الإنترنت بعض الكتابات الأدبيّة، من ضمنها سلسلة من القصص القصيرة بعنوان «الفزّاعة». هذه روايته الثالثة بعد «قليل من الموت» (2012) التي أُدرجَت على اللائحة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، دورة 2013-2014، فرع المؤلف الشاب، و«طائر الصدى» (2014).مما ورد في روايته «ظلال الآخرين» الصادرة أخيراً: أنا بلا وجه، أخاف أن أبتسم، فالمكان عاجز عن إدراكي والجدران حولي لا تحمل أي دلالة سوى حدود الحركة التي أملك، أدور حول نفسي، أغوص في أعماقي، أستنفر أقصى ذكرياتي، وأبحث بعيداً عن الطفل الذي كنت، مشتاقاً حدّ الوجد إلى لحظات الدهشة الأولى.لا شيءَ يحصل في الخارج، كلّ الحروب والصراعات واتفاقيات السلام وإعادة الإعمار تعقد بعيداً عن بصري. بين أربعة جدرانٍ، وما دام السقف لم يقع، لا يحصل ما يستحق الالتفات إليه. كلّ شيءٍ على حاله، وسيكون كذلك غداً. أحياناً يتغير لون الصنبور ببقع جديدة يلتهمها الصدأ، وقد يتحول إلى الأخضر لاحقاً، أخاف أن ينفجر ويُغرِق المكان، أن أموت قبل معرفة أحدٍ باللاشيء الذي يجري هنا، قد لا يكون غرق إنسان بصمت مذكوراً بين طوارئ فتح الأبواب.
«لن أغادر منزلي» لسليم بطّي
سليم بَطّي مترجم وروائي وناشط في حقوق المرأة والطفل. صدر له كُتيّب بعنوان «علم الدلالة في الترجمة العلميّة» باللغتين العربيّة والإنكليزيّة عن الأكاديميّة المفتوحة للعلوم الإنسانيّة للآباء الدومينيكان حيث كان يحاضر في الترجمة والأدب الإنكليزي. يُكمل دراسته العليا في لندن.«لن أغادر منزلي» روايته المطبوعة الأولى، يكتب فيها: في البدء كان الاسم. بضعة أحرف، صوت، يطلقونه عليك فترث معه جعبة كاملة فخّخها الحب والانتماء: للعائلة وللوطن، للمدرسة وللشجرة الهرمة أمام المنزل، لرائحة الجدّة ولصورٍ عائليّة بالأبيض والأسود. في البدء كانت الهويّة، وصمة، لعنة، فرزٌ بيولوجيّ ظرفيّ واعتباطيّ لكائن يتنفّس للمرّة الأولى، يبكي للمرّة الأولى في موقفٍ هو الأصدق أمام فوضى الوجود.شارع سالم لنزار آغري
نزار آغري روائي سوري كردي مقيم في أوسلو. ناقد أدبي ومترجم من اللغات الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والتركية والفارسية والنرويجية والكردية إلى العربية. إلى جانب ترجمته عناوين من الأدب العالمي، أصدر مجموعة من الروايات من بينها «أوراق الملا زعفران»، و»كاكا والجدار». «شارع سالم» روايته الأولى عن دار «نوفل»، مما جاء فيها: شارع سالم هو وطن. مسلوبٌ مستعادٌ، فمسلوب ممّن ناضلوا للحصول عليه. في الحقيقة، هو ليس وطناً بعد. هو حلمٌ مثل جميع أوطاننا. فيه أبطالٌ منسيّون، وجنود مجهولون. فيه مشاغبون ومتحدّو سلطة، وفيه خانعون. فيه الكثير من المقاولين، وبعض القصور التي يعيش أصحابها عنهم وعن الآخرين. وفيه صبيّة لا تملك سلاحاً غير قلمها... وعينَي مقاتلةٍ من البشمركة. عينان حالمتان، متوثّبتان، رأتا أكثر من المسموح، تعلوان فماً رفض أن يُكمّ. في شارع سالم أيضاً جلّادون ضحايا ومساكين يذهبون كبش فداء وثوّار محبطون، ورسائل تهديد تصادر حياة كلّ من يحلم بتغيير الواقع، والسير خطوةً نحو الوطن-الحلم.«الغرانيق» لمازن عرفة
مازن عرفة كاتب وباحث سوري (مواليد عام 1955) مقيم في ألمانيا. حائز إجازة في الآداب، قسم اللغة الفرنسية من جامعة دمشق، ودكتوراه في العلوم الإنسانية، قسم المكتبات، من جامعة ماري كوري (لوبلين، بولندا). «الغرانيق» روايته الأولى عن دار «نوفل»، من بعد «وصايا الغبار»، ومجموعة من المؤلفات من ضمنها «سحر الكتاب وفتنة الصورة»، و«تراجيديا الثقافة العربية». يقول فيها: هذه ليست روايةً. إنّها ورطة. هذا نصٌّ يخطفك ويملأك رعباً وموسيقى. يجرجرك إلى عوالم تضيع فيها الفواصل بين الواقع والخيال، ويغمرك بدفقٍ من العبثيّة تنضح بجرعات مكثّفة من الواقعيّة السحريّة. موكبٌ احتفاليٌّ جنائزيٌّ هي هذه الرواية. فوضويّة مثل لوحةٍ لدالي، موجعةٌ كثورةٍ مُحبَطة، مضحكةٌ كهذيان مجنونٍ ينطق بالحكمة. القصّة بسيطة. لكنّها بساطة ظاهريّة، تخفي تحتها شخصيّات مركّبة طرحها الكاتب بنفاذ بارع إلى دواخلها وخيال متفلّتٍ حدّ الجنون يطال أكثر المناطق عمقاً في أرواحها. هي قصّة بلدٍ صادره العسكر، يستوطنه شعبٌ مقموعٌ لا يلبث أن يتمرّد، ويحكمه جنرال مجنون تسير خلفه حاشية جبانة مسرنمة. كلّنا ذلك الجنرال في جبروته. والجنرال كلّنا في هزيمتنا.