الحبيب «الصح»!
![مسفر الدوسري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1507745577082709700/1507745592000/1280x960.jpg)
نحتاج إلى برق يومض، ولو للحظة، عندما تدفعنا ريح الهوى بقوة شديدة لا تجعلنا نرى سوى الوصول إلى من تقودنا إليهم قلوبنا، فلا نرى لافتات التحذير، ولا علامات المنحنيات الخطرة في طريقنا، ولا حتى نعير انتباهاً لإشارة أن الطريق مغلق. المغامرة في الحب متعة لا تجف، أما المغامرة في "اختيار" الحبيب، فتهوّر ثمنه شيء من العمر، وكثير من القلب، لذا نحن أشد ما نكون حاجة لأن نطمئن على قلوبنا، حتى لا تقع في قبضة من لن يطمئن حتى يراها مهشمة. نريد من ينبئونا بأننا لا نضيع حبنا سدى، نريد أن نتيقن من أن الذين وضعنا أحلامنا في حقائبهم لن يضعوها في قافلة الريح، وأن الذين تعلقنا بأثرهم سيُدخلونا مملكة الحب، وليس صورة مزوّرة عنها لا تدلّ عليها في شيء سوى ختم الدخول المزوّر أيضاً، لن نأمن فعل الحب، ما لم نأمن فعل الحبيب، ومن أين لنا أن نأمن إن أحببنا الحبيب الخطأ؟!إن إحدى الحيل السحرية التي تمكننا من الوقوع في الحبيب "الصّح"، هي معرفة ما إذا كان يضحكه تماما ما يضحكنا! هذه الحيلة تقلل من نسبة اختيارنا للحبيب الخطأ، وتنقذ قلوبنا من حبائل جرح! ليس مهماً إذا كان ما يُضحك الاثنين شيء سخيف أو ذو معنى، كثيرة هي الأشياء التي تضحكهما أم قليلة. إن مجرد اتفاقهما معاً على ما يُضحك يعني أن كلاً منهما يعرف طريق نافذة الفرح في قلب الآخر في عز ظلمته، ما يساعد على إبقاء هواء الحب نقياً، كما أن اتفاقهما على ما يُشكل قوس قزح في صدريهما ليطير كفراشات من فميهما، في ذات الوقت يخلق مناخا قادرا على "فلترة" الهواء الملوث الناتج عن حرق قلب أحدهما، لو حصل ذلك. الضحكة نتاج عملية إنسانية معقدة مكونة من النباهة في التقاط الرمز والتحليل والتخيّل، ما يعني أن الضحكة "تقنية" عقلية، إضافة إلى كونها حالة شعورية، وهذا تحديدا ما تحتاجه قصة حب ناجحة، سرّ شبابها أن ضحكة أحد الحبيبين لم تكن وحيدة قطّ!