شخص وصل إلى سدة الحكم في أقوى بلد في العالم وفق قواعده الخاصة وخارج الأطر التقليدية، لن أستغرب منه أي شيء، هو لم يقدم نفسه كما يفعل كل السياسيين المتمرسين بصورة غير الصورة التي يمارس فيها حياته اليومية، ولم يتعمد المغامرة في أي قول أو فعل منذ قرار خوضه الانتخابات، ما عدا تعمده ممارسة أسلوبه الخاص الذي طحن فيه خصومه الواحد تلو الآخر من حزبه ومرشحة الحزب الآخر.السيد ترامب فعل كل ما يريده دون تردد، وثقته بنفسه تتضاعف بعد كل مواجهة يخرج منها منتصرا، ولو كان للتقاليد الراسخة في العمل الحزبي والسياسي والانتخابي والإعلامي فاعلية أو تأثير لنجحت في تعطيل حركته منذ الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، واليوم هو ليس بحاجة لمعرفة أي شيء عن الماضي في أي مجال أو قضية لأنه نجح ووصل بهذه الطريقة، وعلى الآخرين كوزير الخارجية أو طاقم البيت الأبيض لملمة الفوضى التي يخلفها بسبب جهله في الكثير من أمور السياسة والجغرافيا والأديان والثقافات... إلخ.
كل ما سبق أريد منه الوصول إلى نقطة محددة، وهي أن قرار ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس يسير وفق قواعده الخاصة جداً، وليس لأجل شيء آخر، وقاعدة ترامب هذه المرة كما أتوقع هي "العائلة قبل كل شيء"، وطالما صهره اليهودي هو كبير مستشاريه وزوج ابنته المحببة التي تلازم والدها في كل أعماله فلن أستغرب أن يكون الصهر "نخا" عمه ترامب، والعم بدوره لم يقصر وقام بالواجب لأجل عيون بنته وزوجها.
مقالات
الأغلبية الصامتة: لن أستغرب
07-12-2017