بعد تغيير الإدارة... مهرجان القاهرة السينمائي الدولي إلى أين؟
انتهت الدورة التاسعة والثلاثون من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تزامناً مع تقديم رئيسته استقالتها، ثم الطاقم المساعد لها. كيف سيكون مستقبل المهرجان أو مصيره، وهل من تغييرات مع الإدارة الجديدة التي لم يتم الاستقرار عليها رسمياً بعد؟
نرصد في التحقيق التالي آراء مجموعة من السينمائيين والنقاد لمعرفة مصير المهرجان في ضوء اختيار أسماء جديدة.
نرصد في التحقيق التالي آراء مجموعة من السينمائيين والنقاد لمعرفة مصير المهرجان في ضوء اختيار أسماء جديدة.
تنوّعت الأصوات بين مؤيدين لرحيل الطاقم القديم لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، على اعتبار أنه كان سبباً في انخفاض مستوى هذه التظاهرة السينمائية، وبين من رأوا أن هذا الفريق أبلى حسناً، وأن تغيير الأسماء ربما يضر بمستقبل المهرجان، خصوصاً أنها تملك خبرة جيدة في هذا المجال.في هذا السياق، قال المخرج السينمائي أمير رمسيس: «قدّمت الإدارة القديمة، برئاسة الدكتورة ماجدة واصف والناقد يوسف شريف رزق الله، الكثير للمهرجان أثناء ولايتها، وذلك في المحتوى وأداء البرمجة».وأضاف أنه لا بد من أن نفكر جيداً، قبل تغيير الأشخاص، في استقلالية المهرجان نفسه عن وزارة الثقافة باعتبارها الممول الأول له، كذلك عن الرعاة في ما يخصّ القرارات والتنظيم. كذلك يجب اختيار أشخاص بمعايير علمية بناء على الدور المطلوب منهم، فيما ما زلنا ننظر إلى «هيبة الشخص» أكثر من فاعليته الأساسية. تابع: «مستقبل المهرجان ونجاحه يحتاجان إلى إدارة على وعي بدور المهرجانات العالمية والأسواق، وتملك القدرة على تطويره بشكل موازٍ لما يشهده العالم».
وأكد رمسيس أن «من السهل أن ننفق ملايين الجنيهات في مهرجان من خلال حفلتي الافتتاح والختام، والسجادة الحمراء، واستقدام نجوم أجانب، لكن من الصعب أن نقدم مهرجاناً لدى صانعيه الرغبة في حضوره، وهذا هو المطلوب».وقالت النجمة والمنتجة إلهام شاهين: «في الدورة المنصرمة عندما تدخّلت الدولة في المهرجان رأينا تطوراً كبيراً من خلال النجوم العالميين الذين حضروا حفلتي الختام والافتتاح والضيوف والسجادة الحمراء، خصوصاً أن «القاهرة السينمائي» عبارة عن فعاليات ناجحة».وعن مستقبل المهرجان في ضوء ترشيح شخصيات جديدة، أكّدت أنه يحتاج إلى شخصية في مؤهلات الفنان الكبير حسين فهمي للارتقاء بمستواه والحفاظ عليه، فهو يتحدث لغات ولديه علاقات جيدة، ويُعتبر واجهة مشرفة لمصر، وبإمكانه القيام باتصالاته بنجوم عالميين أو منتجين. كذلك المهرجان يحتاج إلى شخص محب للفن ويقدر على التواصل مع العالم الخارجي، مؤكدة أن الدورة الأخيرة كانت ناجحة في وجهة نظرها ونحتاج إلى أن نسير على هذا الدرب.
تدني المستوى
قالت الناقدة خيرية البشلاوي إن مستوى المهرجان خلال الدورة الأخيرة هبط عن الدورات التي كان انتعش فيها وكان ناجحاً للغاية، مؤكدة أنه كان يسير على معايير معينة ثم بدأ يتخلى عنها بعد 2011 حتى الدورة النهائية التي استطاعت DMC أن تتصدى لحفلتي الافتتاح والختام، ويبدو أنها تريد أن تقتحم المهرجان بقوة خلال الفترة المقبلة.وأكدت البشلاوي أن للأسماء المقبلة دوراً مهماً في نجاح المهرجان وتفوقه، بدليل أننا لو نظرنا إلى «بانوراما الفيلم الأوروبي» الذي تقيمه المنتجة ماريان خوري ونجاحه وتمدده حتى وصل إلى عشرة محافظات وأصبح جمهوره واسعاً، نتأكد أن الإدارة المستقرة صاحبة الرؤية الواضحة تحقق النجاح. وأضافت أن الإدارة الأخيرة للقاهرة السينمائي خفتت حماستها أو كانت تشعر بأنها محاصرة وغاب عنها حب التحدي، بعدما لم يعد المهرجان الاختيار الأول لكثير من المنتجين والمخرجين كونه يقام في نهاية العام.وأشارت إلى أن المناخ العام لصناعة السينما في مصر اليوم ليس في أفضل حالاته، بدليل غياب الفيلم المصري عن المسابقة الرسمية في المهرجان حيث يشارك 15 فيلماً. كذلك السينما المصرية بعيدة عن الواقع مقارنة بالسينما التونسية والسورية النشيطة.واختتمت البشلاوي كلامها بأن «القاهرة السينمائي» مثل الكائن الحي حين يعيش في بيئة ملائمة يكبر ويتطوّر وينافس، مشيرة إلى أن الإدارة الجديدة يجب أن تكون مؤهلة ولديها من الحماسة ما يكفي للتحدي واعتبار المهرجان الأكبر في المنطقة حدثاً قومياً.ورأى الناقد كمال رمزي أنه لا يجب الرهان على الأسماء لنجاح المهرجانات، لأن «برلين» أو «كان»، والمهرجانات الكبيرة كافة، ترتبط بمستوى الأفلام ولجنة التحكيم واختيارها وطريقة تقديم النجوم، بعيداً عن الزخم في الافتتاح والختام، وهي «بدعة» مصرية تؤكد أننا نغالي في موازنتهما. وتابع: «أرى أن ظاهرة ضيوف المهرجان تشبه فكرة «الأفندية» في أدب يوسف السباعي، إذ كانوا يؤجرون من أجل إضفاء فكرة الوجاهة، وهو ما نقدمه في مهرجاناتنا».وتساءل رمزي عن الأموال التي نعطيها للنجوم العالميين الذين يحضرون المهرجان من دون وجود فيلم لهم، ولا يلتقون عشاق السينما ولا طلاب السينما، بل من أجل أن يقولوا «مصر عظيمة» فحسب، وهذا ليس تنشيطاً للسياحة ويبقى خارج سياق أي مهرجان محترم.وعن مستقبل المهرجان في ضوء الإدارة الجديدة، أشار إلى أنه بعيداً عن الأسماء يجب وضع معايير أكثر علمية لاختيارهم.الناقد سمير الجمل
رأى الناقد سمير الجمل أن ثمة مواصفات خاصة يجب أن تتوافر لدى من يدير المهرجان، كذلك لا ينجح المرء بمفرده، ورئيس المهرجان مهما كان اسمه لا بد من أن يكون لديه طاقم عمل جيد يعاونه ويساعده.وعن مستقبل المهرجان، أكد الجمل أن الأخير لا يتوقف على أحد، فثمة إدارات عدة رحلت وجاءت إدارات جديدة، ولكل منها طابعه الخاص، مشيراً إلى أن الإدارة الأخيرة كانت موفقة، خصوصاً في حفلة الختام بكل النجوم العالميين الذين حضروا، وكان ذلك أهم رسالة أنقذت المهرجان وغطت على السلبيات كافة.
قدّمت الإدارة القديمة الكثير للمهرجان أمير رمسيس