قمة الحكمة والمسؤولية!
جهد الأمير وخلاصة تجربته الدبلوماسية ونظرته المستقبلية الثاقبة وحرصه حتى اللحظة الأخيرة على التئام البيت الخليجي انصبت في إنقاذ هذه المنظومة من الغرق والنأي بدولها وشعوبها عن الاستقطابات الإقليمية والعالمية، والاهتمام بالشأن الداخلي الذي يعاني بدوره تحديات ومصاعب جمة.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
أفضل سيناريوهات هذا المشهد يتمثل باستنزاف أموال المنطقة أكثر وأكثر في أتون العسكرة والإنفاق على السلاح وبناء القواعد العسكرية وكلفتها الباهظة، وذلك على حساب التنمية والازدهار والمستقبل الواعد لشعوب هذه المنطقة.هذا المشهد وما يحمله من احتمالات الضبابية السوداء والرعب بالتأكيد كانا في عقل وقلب ووجدان سمو الشيخ صباح الأحمد عندما بادر فوراً لاحتواء الأزمة الخليجية في يونيو الماضي، وبذل الكثير لامتصاص أي خروقات لا تحمد عقباها وصولاً إلى حرصه الشديد على احتضان القمة كصمام أمان ونقطة التقاء لمراجعة الموقف الجماعي وتدارس الحلول الأخوية بشأنه.جهد الأمير وخلاصة تجربته الدبلوماسية ونظرته المستقبلية الثاقبة وحرصه حتى اللحظة الأخيرة على التئام البيت الخليجي انصبت في إنقاذ هذه المنظومة من الغرق والنأي بدولها وشعوبها عن الاستقطابات الإقليمية والعالمية، والاهتمام بالشأن الداخلي الذي يعاني بدوره تحديات ومصاعب جمة، وهو بذلك أعذر وأنذر وتحول إلى شاهد على العصر، ونصائحه وتحذيراته تم توثيقها في سجل المسؤولية الإنسانية.هذا هو الهدف الحقيقي لقمة الكويت والإصرار عليها، وقد نجحت القمة في هذا الشأن بامتياز رغم مستوى المشاركة، وكان الشيخ صباح الأحمد في نظر شعبه والضمائر المحبة للسلام هو القمة في الحكمة والعقل والبصيرة، لذا نردد بواقعية واعتزاز "كفيت ووفيت يا بو ناصر، وزدت تألقاً ورفعت من جديد من قيمة بلدك وشعبك، فلك كل المحبة والتقدير وجعلت ذخراً وسنداً!".