الأيام القليلة الماضية من هذا الأسبوع اختلط مُرّها بحلوها، وأنتجت نجاحات من رحم المرارات، وإن كانت في حدث القمة الخليجية لم ترقَ إلى مستوى تطلعات الخليج، بإسدال الستار على الغُمّة الجاثمة على الصدور، إلا أنها أشعلت شمعة، وإن كانت باهتة، في مستقبل مجلس التعاون، الذي دخل في حالة موت سريري منذ تفجر الخصومة الكبرى، بين التحالف السعودي الإماراتي البحريني من جهة، وقطر من جهة أخرى.الشعب الكويتي عاش المرارة وهو يرقب بالأمل والرجاء قدوم قادة دول الخليج إلى قصر بيان، تلبية لدعوة قائد السلام صاحب السمو الأمير، إلا أن تلك التلبية جاءت قاصرة عن التطلعات وخارج "الهقوة" الشعبية بتقدير الأشقاء لدور الكويت الريادي في الوساطة النزيهة بين الفرقاء والحضور على مستوى القمة، والمواجهة الحوارية ومنح قطر الفرصة الأخيرة، وإلا فالوجه من الوجه أبيض إن لم يتحقق الحل.
الكويت وجدت نفسها بموقفها النبيل في الوساطة بين الأشقاء المتخاصمين كبالع الموس، ما سيؤدي إلى وقوعها بإحراجات متكررة من هذا الطرف أو ذاك قائمة على التشبث بالمواقف من كليهما، مع مطالبة مستمرة لها بحسم موقفها، وعدم إطالة التمترس بالموقع الوسيط، وهذا ما سيضاعف ضغوط الحرج عليها.بأي الأحوال انقضى يوم الثلاثاء الثقيل محققاً عقد الدورة الـ٣٨ لقمة مجلس التعاون، وإن كانت مكسورة الخاطر، ومذيلاً بإجماع وطني على صيحة واحدة:"كفّيت ووفّيت يا صاحب السمو"، وأثبَتَ أن على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم... وتكبر في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم.حدث ما حدث في الأزمة الخليجية، وأشرق في اليوم التالي فجر بشرى حملها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وهي رفع الحظر الدولي عن نشاط كرة القدم الكويتية، والذي جثم على صدور الشباب الرياضي الكويتي لما تجاوز العامين، وتسبب في مرارة وطنية شاملة، وخاصة أن أطرافاً كويتية، مع الأسف، ساهمت مع سبق الإصرار بالعزل الدولي لكرة القدم، بل الرياضة الكويتية برمتها، وذلك كجزء من صراع سياسي ورياضي محتدم بينها وبين أطراف كويتية أخرى.عموماً، الصحيح قد صح من جانب الحكومة والمجلس محلياً من جهة، و"الفيفا" دولياً من جهة أخرى، وتم طي صفحة هذا الملف الكريه، وارتسمت البهجة على محيا الكويت بأسرها، وهي ترى وجه أميرها القائد وسمو ولي العهد باسمين ومنشرحين في لقاء العود مع رئيس الفيفا، بحضور رئيس مجلس الأمة ووزير الشباب ومعاونيه.كل الشكر والامتنان لمن فجّر ينابيع فرح الشباب من رحم مرارة الإيقاف، ولن تنسى الذاكرة الوطنية ذلك الفضل لمن سعى إليه، ولن يصح دائما إلا الصحيح.همسة:كنا نتمنى أن تكتمل فرحتنا الرياضية بصلح خليجي ناجز، وكمَّلها ترامب بقضية القدس، فقدَّر الله وما شاء فعل.
أخر كلام
6/6 : على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ
08-12-2017