أين الشعب الأميركي؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
نحن، كعرب، لا يمكن أن نكره شعباً طيباً كالشعب الأميركي، ولكننا لا يمكن إلا أن نكره دونالد ترامب وإدارته هذه، التي لصهره غاريد كوشنر فيها قرار ملزم أكثر من قراره، وهكذا فإن السؤال الذي بقيت الأجيال العربية المتلاحقة تردده منذ سبعين عاماً وأكثر هو: ما هي مصلحة الولايات المتحدة يا ترى في أن تقدم مصالح إسرائيل، حتى في عهد هذه المجموعة العنصرية الفاسدة التي على رأسها بنيامين نتنياهو، على مصالح الأميركيين؟ قد تسمعون في إعلامكم المنحاز ضد مصالحكم - وهذا الكلام موجه للشعب الأميركي - أن إسرائيل مظلومة وليست ظالمة، وأنها لم تقم كمشروع استعماري غربي، وأن الحركة الصهيونية ليست استعمارية، وأن الذين احتلت بلادهم واقتلعوا من وطنهم ليسوا الفلسطينيين وإنما الإسرائيليون، في حين أن الحقيقة التي يجب أن تعرفوها هي أن انحياز بلدكم في هذا الصراع المتواصل منذ سبعين عاماً وأكثر هو انحياز إلى جانب الظالم والظلم والاحتلال والاستبداد، وأن ما يفعله ترامب هو اعتداء على حق الشعب الفلسطيني في أن يكون له مكان تحت الشمس في وطنه فلسطين التي لا وطن له غيرها.لقد دعتكم إدارة ترامب إلى تجنب "القدس القديمة"، أي القدس الفلسطينية، إذا زرتم إسرائيل التي هي فلسطين المحتلة، ويقيناً انه عليكم أن تدركوا أن الاعتراف بهذه المدينة عاصمة موحدة للدولة الإسرائيلية سيجرح وجدان ملياري مسلم، وسيعطي لهذا الإرهاب الذي يضرب العالم بأسره إبراً منشطة، وسيجعل المصالح الأميركية، مصالحكم، معرضة لردود الأفعال غير المنضبطة، وهنا فإن السؤال الذي من المفترض أن توجهوه ليس إلى كوشنر، بل إلى رئيسكم هو: ما هي مصلحة الأميركيين في هذا الذي تفعله، وبأي حقٍّ تقوم بما تقوم به مخالفاً لقرارات الأمم المتحدة وتوجهات شعوب العالم بمعظمها ودول الكرة الأرضية بأكثريتها؟!