أبرمت السلطات القطرية، التي تواجه مقاطعة من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أمس، خطاب نوايا يتضمن خريطة طريق لـ"مكافحة الإرهاب" مع فرنسا من أجل تعزيز محاربة الإرهاب وتمويله ومكافحة التطرف.

واستعرض أمير قطر الشيخ تميم بن حمد خلال استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الدوحة أمس، جهود البلدين في مكافحة الإرهاب في إطار الجهود الإقليمية والدولية الساعية لمجابهة الظاهرة وتجفيف منابعها المالية ومعالجة أسبابها.

Ad

وتبادل الجانبان خلال الاجتماع وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط وعدد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.

وجاء التوقيع على المذكرة الفرنسية بعد توقيعها لمذكرة أميركية مماثلة في محاولة لتلبية مطالب الرباعي المقاطع لها الذي يتهمها بـ"تمويل الإرهاب والتقارب مع إيران".

وساطة كريمة

وجدد أمير قطر والرئيس الفرنسي دعوة البلدين لإيجاد حل للأزمة الخليجية عبر الحوار وفي إطار الوساطة الكويتية "الكريمة".

وقال تميم، خلال مؤتمر مشترك مع ماكرون: "موقفنا واضح من الحصار ويؤسفنا أنه مستمر، والمشاكل مع دول الجوار يجب أن تحل على طاولة الحوار"، مضيفاً "إذا أراد أخوتنا اللجوء للحوار فنحن على استعداد، ولكن ليس على حساب كرامتنا".

وأكد أمير قطر أن بلاده "ملتزمة منذ اليوم الأول بمكافحة الإرهاب وهناك معلومات مغلوطة وغير صحيحة تروج بشأنها". وتابع: "الشعب القطري له حق في معرفة سبب الحصار ويؤسفنا أن إخوتنا بدأوا الحصار في شهر رمضان وسيادة قطر فوق كل اعتبار".

من جهته، رأى الرئيس ماكرون أن الدوحة تدعم بالفعل مكافحة تمويل الإرهاب عارضاً دعمها استخباراتياً لتعزيز جهودها. ولفت إلى التوصل لاتفاق بين البلدين من أجل تبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.

وقال ماكرون، إن من الضرورة أن تكون الحرب ضد تمويل الإرهابيين "أولوية قصوى"، مشيراً إلى أنه تحدث مع الأمير عن الاستقرار في الشرق الأوسط، وأكد أنه سيكون سعيداً بأن "تؤدي قطر دوراً في هذا المجال".

وأضاف الرئيس، إن فرنسا وقطر وقعتا عقوداً تجارية بقيمة (14.15 مليار دولار)، مضيفاً أن الصفقات تبرز العلاقة الوطيدة بين البلدين.

كما بحث الجانبان خلال جلسة أعقبها توقيع عدد من الاتفاقيات سبل تعزيز وتطوير علاقات التعاون بين البلدين وأوجه تنميتها في مختلف المجالات.

وتبادل الجانبان وجهات النظر حول الأوضاع في فلسطين وسورية واليمن وليبيا والعراق وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بالإضافة إلى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى مدينة القدس وتداعيات هذا القرار على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وشدد ماكرون على أن المراقبة الدولية أثبتت التزام إيران بالاتفاق النووي ولا ينبغي أن نتراجع عنه، لأن التراجع سينتج وضعاً شبيهاً بوضع كوريا الشمالية، التي قطعت خطوات كبيرة ببرنامج تسلحها النووي والباليستي.

ووقعت قطر وفرنسا صفقات عسكرية واقتصادية ضخمة وعدداً من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات التعليم والثقافة والطيران وسكك الحديد والنقل.

كما تم التوقيع على البرنامج التنفيذي السابع في مجال التعليم والتعليم العالي لاتفاقية التعاون الثقافي والفني ومذكرة تفاهم بين مكتبة قطر الوطنية والمكتبة الوطنية الفرنسية واتفاقية تعاون بين الخطوط الجوية القطرية ومجموعة إيرباص للطيران.

وتم التوقيع على اتفاقية تعاون بين هيئة الأشغال العامة "أشغال" والمجموعة الفرنسية لإدارة المياه والنفايات "سويز" ومذكرة التزام وتعاون متبادل لتقديم الخدمات لمترو الدوحة وترام لوسيل بين شركة سكك الحديد القطرية "الريل" وتحالف الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية والمشغل المستقل للنقل في مدينة باريس في صفقة تقدر قيمتها بثلاثة مليارات يورو.

رافال وإيرباص

وتشمل الصفقات بيع مقاتلات رافال ومئات العربات المدرعة في ظل تصاعد التوترات بالشرق الأوسط.

واتفقت قطر على تعزيز خيار يرجع إلى عام 2015 لشراء 12 مقاتلة رافال إضافية من شركة "داسو" الفرنسية، وقالت إنها قد تشتري 36 مقاتلة أخرى.

واشترت قطر بالفعل 24 طائرة تبلغ قيمتها نحو ستة مليارات يورو (7.11 مليار دولار) وشملت هذه الصفقة صواريخ.

شملت الاتفاقات التزام الدوحة بشراء 490 مركبة مدرعة من شركة نكستر للصناعات الدفاعية.

وقالت السلطات القطرية، إنها ستشتري 50 طائرة إيرباص من طراز إيه 321-‭‬‬ نيو‭‭‭‬‬‬‬ مع خيار لشراء 30 طائرة أخرى.

وتربط باريس علاقات تجارية وسياسية وثيقة مع الإمارة الخليجية، وتشجع الاستثمارات القطرية في فرنسا التي يملك فيها البلد الخليجي الغني بالغاز أصولاً بقيمة نحو عشرة مليارات دولار بالفعل.

وتقاربت قطر مع إيران وسعت إلى تعزيز جيشها بعد تدهور علاقاتها مع جيرانها ومقاطعتهم لها في يونيو الماضي، كما وقعت صفقات معدات عسكرية مع الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا.