بوتين يزور مصر الاثنين... وتنسيق عسكري مع أبوظبي
● الإعدام لـ 13 من «أجناد مصر»
● اتفاق مع الخرطوم على اجتماع اللجان لحل أزمة التبادل التجاري
يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر يوم 11 ديسمبر الجاري، ويبحث مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي توفير الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إضافة إلى العلاقات الروسية - المصرية في المجال السياسي والتجاري والاقتصادي والطاقة.
أعلن "الكرملين"، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور مصر يوم الاثنين المقبل، وسيجري خلال الزيارة محادثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويناقش العلاقات الثنائية والتجارة وقضايا الشرق الأوسط.وفي سياق آخر قضت محكمة جنايات الجيزة، أمس، بإجماع الآراء، بمعاقبة 13 متهما من عناصر تنظيم «أجناد مصر» بالإعدام شنقا، وذلك لإدانتهم بارتكاب جرائم إرهابية بزرع عبوات ناسفة مستهدفين العديد من الارتكازات الأمنية وأقسام الشرطة والمنشآت الحيوية والممتلكات العامة، وتفجيرها عن بُعد، على نحو أسفر عن مقتل العديد من ضباط وأفراد الشرطة والمواطنين، والشروع في قتل أكثر من 100 ضابط وفرد شرطة ومواطنين، واستهداف المنشآت الشرطية.وتضمن منطوق الحكم، فضلا عن عقوبات الإعدام، معاقبة 17 متهما بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما، ومتهمين اثنين بالسجن المشدد لمدة 15 عاما، و7 متهمين بالسجن لمدة 5 سنوات، وبراءة 5 متهمين، كما قضت المحكمة بانقضاء الدعوى الجنائية ضد أحد المتهمين نظرا لوفاته قبل الفصل في الدعوى.
وأحال النائب العام الراحل، المستشار هشام بركات، المتهمين للمحاكمة الجنائية، في ضوء ما كشفت عنه تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، من أن المتهمين أعدوا مخططا لاستهداف وقتل رجال وقيادات الشرطة في مناطق عدة من البلاد، مستخدمين في تنفيذه عبوات ناسفة شديدة الانفجار متصلة بدوائر إلكترونية لتفجيرها عن بعد باستخدام الهواتف المحمولة.ونسبت النيابة العامة إلى القيادي الإرهابي بالتنظيم همام محمد عطية (توفي لاحقا في اشتباك ناري مع قوات الشرطة) ارتكابه جرائم إنشاء وإدارة جماعة «أجناد مصر» الإرهابية، وتأسيسها على أفكار متطرفة قوامها تكفير سلطات الدولة ومواجهتها، وتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة، واستباحة دماء المسيحيين ودور عبادتهم، واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، واستهداف المنشآت العامة وإحداث الفوضى في المجتمع.وكشفت تحقيقات النيابة أنه في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 بدأ التنظيم الإرهابي في تنفيذ مخططه بزرع العبوات الناسفة في المواقع العامة ومحيط أقسام الشرطة والارتكازات الشرطية والتمركزات الأمنية، وتمكنوا من استهداف كمائن الشرطة في مناطق عدة بالعاصمة المصرية، أبرزها مناطق عبود، والسواح، وتمركز قوات الأمن المركزي أعلى كوبري الجيزة، وبمحيط مترو الأنفاق بمحطة البحوث، وأمام جامعة القاهرة، فضلا عن تنفيذ تفجيرات في عدة أماكن أخرى.أمنيا، صرح مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية، بأن قوات الأمن نجحت صباح أمس، في اكتشاف عبوة ناسفة بالكيلو 34 دائرة قسم شرطة بئر العبد بشمالي سيناء، وأضاف البيان: «على الفور تم فرض كردون أمني حول المنطقة، وتم التعامل مع العبوة وتبين أنها عبارة عن برميل مدفون أسفل الطريق يحتوي على حوالي 250 كيلوغراما من مادة تي إن تي شديدة الانفجار، وتمكن خبراء المفرقعات بمديرية أمن شمال سيناء من التعامل مع العبوة وتفجيرها».اقتصاديا، قال مصدر حكومي رفيع المستوى لـ «الجريدة»، إن مصر قررت تشكيل لجنة وزارية من ممثلي وزارات المالية والتعاون الخارجي والاستثمار والبترول والتخطيط لوضع خطة كاملة لكيفية سداد ديون مصر والاستحقاقات الخارجية خلال الفترة المقبلة، مضيفا: «عام 2018 سيكون عام سداد فوائد عدة قروض حصلت عليها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية، فضلا عن سداد جزء من مستحقات الشركات الأجنبية العاملة في مصر، خصوصا شركات البترول، لذا ستكون اللجنة معنية بوضع خطة واضحة المعالم لسداد الديون».وأشار المصدر إلى أن أهم ما تريد الحكومة تفاديه خلال سداد الديون هو التأثير على سعر صرف الدولار أمام الجنيه (الدولار بـ 17.8 جنيها)، فلا تريد أن يؤدي سداد الديون وفوائدها إلى سحب الدولار من السوق المصري، مشددا على أن الحكومة قررت وقف الحصول على قروض جديدة خلال الفترة المقبلة لجميع الوزارات، لحين وضع قواعد في كيفية سداد القروض السابقة.
مؤتمر «إفريقيا 2017»
إلى ذلك، بدأت صباح أمس، أعمال مؤتمر «إفريقيا 2017»، الذي يعقد في مدينة شرم الشيخ، تحت رعاية الرئيس السيسي، ويستمر حتى غد السبت، ويفتتح السيسي فعاليات المنتدى اليوم، رسميا، ويلقي خلالها كلمة يتناول فيها تطورات الأوضاع الاقتصادية في مصر والقارة الإفريقية، وتأكيد أولوية البعد الإفريقي في السياسة الخارجية المصرية، وحرصها على الانفتاح والتواصل مع جميع الدول الإفريقية لتعزيز آليات التكامل الاقتصادي بين دول القارة.ووسط توتر في العلاقات المصرية - السودانية على خلفية تضارب المصالح في ملف سد النهضة الإثيوبي، فضلا عن ادعاء الخرطوم ملكية مثلث حلايب المصري، قال وزير التجارة والصناعة المصري، طارق قابيل، إن اللجنة التجارية المصرية - السودانية المشتركة ستجتمع قريبا لبحث التحديات والمشكلات التي تقف عائقا أمام تدفق حركة التجارة بين البلدين، والعمل على حلها.وأكد قابيل عقب جلسة مباحثات مع وزير التجارة السوداني، حاتم السر في القاهرة أمس، أن المباحثات تناولت أهمية الإسراع في رفع العوائق والتحديات التي تؤثر سلبا على حركة التجارة البينية وتدفق رؤوس الأموال بين البلدين، مشددا على أن الاقتصاد والتجارة من أهم العوامل التي تسهم في تطوير ودعم علاقات التعاون المشترك في مختلف المجالات.من جانبه، أكد السر أن بلاده تسعى إلى تحقيق طفرة في مستوى العلاقات الاقتصادية المشتركة مع مصر، لافتا إلى أنه من المقرر أن يزور رئيس وزراء السودان القاهرة قريبا.تنسيق عسكري
وفي وقت يكتسب التعاون والتنسيق السياسي تناغما بين القاهرة وأبوظبي في عدد من ملفات المنطقة، شهد التعاون العسكري بين مصر والإمارات مزيدا من الزخم أمس، بعدما استقبل رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، الفريق محمد فريد حجازي، نظيره الإماراتي، الفريق الركن حمد الرميثي، والوفد المرافق له، خلال زيارتهم للقاهرة، لبحث التنسيق العسكري بين البلدين. وتناول اللقاء أهم المستجدات والمتغيرات المتلاحقة على الساحة الإقليمية، وبحث عدد من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء دعم مجالات الشراكة والتعاون بين القوات المسلحة لكلا البلدين الشقيقين، وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات الراهنة، لاسيما في الحرب على الإرهاب، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.