لم يقف اجتهاد طلبة الكلية الاسترالية في الكويت فقط على الدراسة وإتمام الواجبات المنزلية والاستعدادت للاختبارات الفصيلة والنهائية، بل كانت لهم نظرة مستقبلية لما يدور في أفكارهم وأذهانهم، لتطوير المستوى الدراسي حتى يصل مرحلة الاختراعات، وهم يرون أنهم الآن في وقت التطور والاختراعات التي يواكبها العالم أجمع، إذ امتدت تلك الاختراعات المفيدة لتتجاوز مجالات الطب والتكنولوجيا الحديثة، إلى الهندسة المدنية والميكانيكية والكهربائية.

وكان لذلك أثر بالغ في اجتهاد العديد من الدارسين، حتى يكونوا تلك المنارة التي لا تنطفئ من العلم والتفوق والابتكار لخدمة احتياجات المجتمع من أفكار ومشاريع بناءة تسهم في الحد من المشكلات العالقة.

Ad

حول أهمية الاختراعات الطلابية وضرورة الاجتهاد فيها التقت «الجريدة» العديد من طلبة الكلية الأسترالية في الكويت، الذين أشادوا بالاختراعات ومدى أهميتها في حياتهم الدراسية والوظيفية.

في البداية، قال الطالب عبدالوهاب حيدر إن العصر الذي نعيشه يحتم على الطلبة الجهد والاجتهاد في المجال الدراسي، الذي لا يكتفي فقط برفع المعدل العلمي واندراج اسم الطالب تحت قائمة الشرف التي تحتوي على اسماء الطلبة المتفوقين، بل أصبح يشمل الاجتهاد في الاختراعات، التي من خلال تتطور من خلال دراسة الطالب في الكلية وتمعنه الحقيقي في المناهج والمقررات الدراسية التي أخذها طوال السنوات التي قضاها في الكلية، إذ يجب أن يكون هناك حصيلة.

وأضاف حيدر: «نحن نرى أن الاختراعات التي يشارك بها الطلبة من الأمور الإيجابية التي ترفع مكانة الكلية، وتعتبر سيرة ذاتية مشرفة للطلبة حين تخرجهم ومزاولتهم أعمالهم ووظائفهم.

دور تحفيزي

من جانبه، قال الطالب محمد الأمين إن الدراسة في الكليات العلمية تتطلب من جميع الطلبة ان يكون لهم إنجاز وأثر، ومن ضمن تلك الآثار «الاختراعات»، التي من خلالها يشارك العديد من الطلبة في المعارض، التي تنظم في الكويت بمبادرة من جهات أكاديمية وتعليمية كثيرة، بحيث يبادر العديد من المخترعين بعرض مخترعاتهم والتنافس على أن تحصل تلك الانتاجية الطلابية من الأفكار والمعارف السابقة على جائزة، يرون من خلالها أنها جانب تحفيزي لهم.

وبين الأمين أن للمعارض دورا بالغا في تعريف الطلبة على زملائهم الآخرين، ومعرفة الاختراعات التي يتم التنافس عليها وتقييمها من جانب المسؤولين والجهات المعنية في إعطاء الفوز، وأن المعارض تسهم في اظهار دور الطلبة الإبداعي، والذي من المتوقع ان يجهله العديد من الأشخاص.

تكثيف جهود

وقال الطالب أحمد عبدالرحمن إنه من خلال الدراسة على مدى بضع سنوات في الكلية الاسترالية تكون هناك ثمرتان لكل طالب عند تخرجه، الأولى هي حصوله على الشهادة العلمية، والثمرة الثانية هي الاختراع الذي أنجزه وحظى به، لافتاً إلى أن العديد من تلك الاختراعات له دور في حياة الطلبة، لأنها تعمل على تذليل جميع المصاعب والعقبات التي تواجه المجتمع والعالم أجمع.

وذكر عبدالرحمن أن الطلبة المخترعين على مدى 4 أشهر او اكثر يكثفون جهودهم الدراسية والعلمية والذاتية، وحتى الوقتية، في سبيل إنجاز الاختراعات تحت إشراف أساتذتهم، وان الدور الاساسي الذي يلعبه الطالب المخترع لا يقتصر فقط على مدى تطبيق الدراسة النظرية، بل الاستفادة من كلتا الدراستين العلمية والتطبيقية، وعن طريقها يجرؤ الطالب على ان يحدد مسار الاختراع المستحدث وليس التقليدي.

من ناحيته، أوضح الطالب عامر عيد أن الاختراعات الطلابية هي أهم وأكثر أولوية من البحوث العلمية، لأنها بحث علمي تطبيقي يقوم به الطالب بتطبيق كل الجهود التي مارسها في حياته العلمية، كما أنه من خلالها نرى العديد من الطلبة يتحفزون للاجتهاد والمثابرة، حتى يكونوا ضمن قائمة المتمزين.

وأضاف عيد أن الأمر لا يقتصر فقط على الاجتهاد، بل هناك رؤية عامة أن الاخترعات ومشاريع التخرج التي يقدمها الطلبة تتفوق على البحوث العلمية وتتفوق ايضا على دراسة مقررات الكلية، لأنها جانب تطبيقي وعلمي ملموس يصب نفعا في حياة الطالب المتخرج ويعتبر «cv» أو سيرة ذاتية يحملها، إلى جانب شهادته، وهي تعتبر ضمن المؤهلات العملية التي ينظر لها سوق العمل.

أما الطالب خالد العلي فيرى أن للمعارض التي تنظم من اجل الاختراعات الطلابية أثرا بالغا في حياة جميع منتسبي الكلية من طلبة واعضاء هيئة تدريس وروساء اقسام، لأنها تعرف العديد من الزوار على الانتاجية التي توردها تلك الكلية لخدمة سوق العمل، كما أن الاختراعات لا تقتصر فقط على ان تكون آلات وأدوات وأجهزة، بل تكون افكارا تسهم في حل المشاكل في الدولة، سواء كانت مرورية او تكنولوجية او هندسية.