عندما يتعلق الأمر بعالم بطاقات الائتمان الفائق المنافسة، يعلم بنك أوف أميركا العملاق أنه في خضم معركة، ولكن هل يقوم البنك بالإعداد لما يكفي لخوضها؟

أقر الرئيس والمدير التنفيذي للبنك برايان موينهان في مؤتمر الخدمات المالية في نيويورك في الأسبوع الماضي، أن البنك يخوض معركة حول حصته السوقية التي نالت منها الشركات المنافسة فيما استرد بنجاح علاقاته مع العملاء.

Ad

وأعرب عن ثقته في وضع البنك قائلاً "نحن نشعر بارتياح تام إزاء موقعنا في العمل"، ولكنه أقر أيضاً بوجود "الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به".

العقد الماضي شهد فشل "بنك أوف أميركا" في هذا الجانب وتراجع حصته السوقية الى المركز الخامس، وهو يقف الآن بعد كابيتال- ون فايننشال كورب. وبخلاف "جي بي مورغان تشيس"، الذي عرض جوائز مغرية لاجتذاب عملاء ذوي ائتمان قوي قال موينهان، إن مصرفه ركز بقدر أكبر على تقوية علاقاته القائمة. وبكلمات أخرى لايزال يبحث عن الكيفية التي يمكن أن يشجع من خلالها ثلثي قاعدته من العملاء من حملة بطاقات البنك على استخدامها كخيار مفضل (وهو يكافح لإقناع الثلث المتبقي للانضمام ولكنه على الأقل لم يعمد إلى اتباع طريقة ويلز فارغو في الحسابات الوهمية).

ومن حيث القيمة، يبلغ حجم ائتمان ورسوم "بنك أوف أميركا" في الولايات المتحدة المستوى ذاته تماماً الذي كان يتمتع به قبل الأزمة المالية. وفيما يعتبر ذلك أفضل حالا من أميركان اكسبرس فهو يقف بعد جي بي مورغان وسيتي بمسافة ملموسة.

واللافت أن "بنك أوف أميركا" طرح في الآونة الأخيرة برنامج جوائز وان جاء متأخرا. ورغم أن هذه الخطوة مكلفة فإنها قد تنشط العمل وتعكس مساره في الآونة الأخيرة: وعلى شكل نسبة مئوية من الحجم واجه ذراع البنك في بطاقات الائتمان المصير ذاته الذي واجهته أميركان اكسبرس، مما أفضى الى هبوط حصته السوقية بحوالي 50 في المئة، وهذا حال يختلف تماما عن وضع جي بي مورغان، فهذا البنك الذي يقوده جيمي ديمون يملك ميزانية قيمتها 141 مليار دولار ويقف الآن في مركز يحسد عليه خاصة من قبل من يعتقدون أن أي زيادة محتملة في خسائر القروض ستكون تحت السيطرة.

ويستحوذ "بنك أوف أميركا" في الوقت الحاضر على قاعدة عملاء بطاقات ائتمان قيمتها 90 مليار دولار، أي نحو 11 في المئة من إجماليمبالغ البطاقات الائتمانية وهي نسبة لا يستهان بها. وبإدارة أفضل ومزيد من الاهتمام تستطيع وحدة الائتمان أن تعزز ربحية البنك خصوصا في ظل ارتفاع معدلات الفائدة.وقد يرغب المستثمرون في الصفح عن تخلف البنك في هذا الحقل طالما استمرت توزيعاته في وضع صحي.

وأعلن البنك بشكل منفصل في الأسبوع الماضي موافقته على إعادة شراء أسهم إضافية بقيمة خمسة مليارات دولار جديدة، وهي خطوة قد تعوض تخارج صاحب بيركشاير هيثواى وارن بافت من أسهم الملكية، وهو الآن من بين أكثر المساهمين الداعمين لتلك الخطوة.

وفي نهاية المطاف، فان المكاسب الرأسمالية التي قد تجنى من ارتفاع سعر السهم ليست الهدف الأساسي.