يوجد الكثير من التفاوت الاجتماعي الذي يؤثر على مصادر الابتكار، بحسب دراسة جديدة صدرت عن مشروع تساوي الفرص.

وقال الاقتصادي في جامعة ستانفورد راج تشيتي، الذي قاد البحث "توجد فجوات كبيرة في الابتكار من حيث الدخل والعرق والجنس، ولا يبدو أن هذه الفجوات تتعلق بالفوارق في القدرة على الإبداع، وهي تبدو ذات صلة مباشرة بالبيئة المحيطة".

Ad

وعمل تشيتي مع أليكس بيل من جامعة هارفارد وزافير غارافل من كلية لندن للدراسات الاقتصادية، ونيفيانا بتكوفا من وزارة الخزانة الأميركية، وجون فان رينر من معهد ماساتشوستس للتقنية، بغية ربط الملايين من سجلات الضرائب وبراءات الاختراع وسجلات الاختبار المجهولة المصدر، بهدف خلق عينة من 1.2 مليون مبتكر بقصد دراستها.

وقام الباحثون بفحص هذه العينة لتقرير المؤشرات الدالة على أفضل التنبؤات حول طفل لديه إمكانية النمو ليصبح مبتكراً. وتبين لهم أنه رغم أن الطلبة من خلفيات متعددة كانت لديهم سجلات عالية في الرياضيات والعلوم فإن دخل العائلة كان المتنبئ الأفضل إزاء الأطفال الذين مضوا الى ضمان براءات اختراع. وكان الطلاب الذين ينتمون الى ذروة الـ1 في المئة من توزيع الدخل أكثر احتمالاً بعشر مرات لأن يصبحوا مبتكرين من الأطفال الذين يبلغ دخلهم أقل من المتوسط.

وهذا يعني أن الولايات المتحدة تغيب عن إمكانية تحقيق اختراقات من "شريحة اينشتاين المفقودة" في العائلات ذات الدخل الأدنى.

وأبلغ ستيف كيس، وهو مؤسس ايه او ال AOL، صحيفة نيويورك تايمز في تعليق على هذه الدراسة "ان الإبداع موزع على نطاق واسع ولكن الفرصة ليست كذلك".

وكان الأطفال البيض أكثر احتمالاً أن يصبحوا من حملة براءات الاختراع مقارنة بالأطفال السود، كما كانت نسبة 18 في المئة فقط من المبتكرين من النساء. وحتى في هذه الحالة يحصل العديد منهن على براءات الاختراع بصحبة رجال. وكانت نسبة 8 في المئة فقط من براءات الاختراع تخص نساء منفردات.

قد ترجع هذه الفجوات إلى الفارق في الوصول إلى المبتكرين والباحثين في سن الشباب. وتبين للدراسة أن الأطفال الذين نشأوا قرب نوع معين من الابتكار أو المبتكرين كانوا أكثر احتمالاً لأن يتبعوا المسار ذاته.

وأظهر البحث أن الفتيات اللواتي كبرن في مناطق ذات عدد أكبر من المبتكرات مثل نيوجيرسي أو هونولولو كن أكثر احتمالاً لأن يصبحن مبتكرات من نظيراتهن في أنحاء أخرى من البلاد.

ويشير هذا إلى أن ربط الشباب بالمبدعين والباحثين في سن مبكرة يمكن أن يحل قضية النمو الاقتصادي الغائبة في الوقت الراهن عن الولايات المتحدة نتيجة التفاوت في الفرص.

وقال تشيتي إن "الفرصة قد تكون حيوية بالنسبة الى النمو الاقتصادي حتى إذا كنت لا تكترث بالتباين أو مشاغل المساواة، وإذا وفرت الى الأطفال من أسر ذات دخل أدنى تدريباً وفرصاً أفضل فإنهم قد يسهمون بقدر أكبر في المستقبل في الاقتصاد، وذلك سيساعد الجميع بصورة أساسية".