شهد هذا الأسبوع ثلاثة أحداث مهمة: الأول، يتعلق بنجاح الكويت في استضافة القمة الخليجية الـ38 التي كانت الشكوك تدور حول انعقادها على خلفية الأزمة التي نشبت منذ 6 أشهر بين عدد من دول مجلس التعاون، ولكن حنكة وحكمة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، نجحتا في الوصول بهذه القمة إلى بر الأمان، حيث إن جلوس جميع الوفود الخليجية على طاولة واحدة في ظل هذه الظروف الدقيقة والحساسة وفي ظل وجود اختلافات في وجهات النظر يعد مكسباً حقيقياً، ويؤكد أن ما يجمعنا كقادة وشعوب في دول الخليج أكبر بكثير مما يفرقنا، وهذا ما أكده سمو أمير البلاد بضرورة الحفاظ على هذا الكيان موحداً خصوصاً في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها المنطقة من أحداث جسام.ومن يتحدثون عن ضعف التمثيل من بعض دول مجلس التعاون في القمة حديثهم مردود عليهم، إذ إن هناك الكثير من القمم على مستوى العالم تعقد بمستويات تمثيل منخفضة لأسباب كثيرة، ربما لا تكون الخلافات السياسية أولها، فالمهم أن تعقد القمة وأن من يشارك فيها تحت علم بلاده يمثل دولته ويعبر عن موقفها، كما أن تقليص فترة عمل القمة إلى يوم واحد ليس بالأمر الجديد، فهناك عدة دورات للقمة الخليجية نفسها اقتصرت فعالياتها على يوم واحد، فالخلاصة أن القمة عقدت ونجحت ويستحق صاحب السمو كل تقدير واحترام على محاولاته الصادقة للمّ الشمل الخليجي، ونتمنى أن يتجاوز الأشقاء الخلافات في الفترة المقبلة.
الموضوع الثاني الذي أريد أن أتحدث عنه يتعلق بمقتل الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح على أيدي الميليشيات الحوثية، وهي نهاية متوقعة لهذا الرجل الماكر المتناقض الخائن لتعهداته الناكر للجميل والدكتاتور الذي تشبث بالسلطة حتى النفس الأخير، ونهاية متوقعة أيضاً من جماعة الحوثي المجرمة التي تنفذ أجندات خارجية، وتقوض كل فرص إحلال السلام في اليمن، وتعمل جاهدة من خلال معاركها مرة ضد قوات التحالف العربي، ومرة ضد أتباع المقبور صالح على مضاعفة الأزمة الإنسانية وآلام اليمنيين ليستمر الأبرياء وقوداً لهذه الحرب التي يرقص فيها الجميع على جثث الأبرياء من النساء والأطفال والعجائز. الموضوع الثالث والأخير الذي أريد الحديث عنه يتعلق بهذا القرار الكارثي الذي اتخذه ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وهذا يعد إعلاناً صريحاً بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ضارباً بكل القرارات والقوانين الدولية عرض الحائط، ومتجاهلاً غضب ملايين المسلمين حول العالم والذين تمثل لهم هذه القضية حياة أو موت، ولعل هذا القرار سيكون له تبعات خطيرة على المنطقة والعالم أجمع، وسيفتح علينا أبوابا جديدة من التطرف وردة الفعل التي لا تحمد عقباها، وكأن المنطقة تحتاج إلى مزيد من الاشتعال، فهذا القرار قضى تماماً على فرص إحلال السلام.
مقالات - اضافات
القمة والاغتيال والاحتلال
09-12-2017