ما سبب عدولك عن قرار الاعتزال؟

لم أعتزل كي أعود. سعى بعض وسائل الإعلام إلى إحداث ضجة حول تصريحي الأخير الذي أكّدت فيه أنني اعتزلت تقديم أعمال بلا فائدة، كالتي عرضت عليّ خلال الفترة الأخيرة. في الواقع، تعاني السينما كما الدراما مستوى سيئاً لا يرضي أحداً، وكثير من المشاريع يُعرض من دون أن يحمل أي مضمون أو فكر، ما جعلني أبتعد عن الساحة. كذلك أرفض الموافقة على مشروع درامي من دون أن أعرف دوري فيه، فما معنى أن تصلني حلقات لا تتجاوز أصابع اليد ويفترض من خلالها أن أوافق وأبدأ بالتصوير بينما بقية الحلقات ما زالت قيد الكتابة؟ هذه الأمور كافة جعلتني أبتعد، لكن لدي طاقة للعمل في انتظار المسلسل الذي يمكن أن أنطلق من خلاله.

Ad

«بالحب هنعدي»

ما سببب عودتك بمسلسل «بالحب هنعدي»؟

أبديت موافقة مبدئية عليه في انتظار تسلم النسخة الأخيرة من السيناريو والمعالجة الدرامية التي يكتبها السيناريست يوسف معاطي. عقدنا جلسات عمل عدة وتعرفت إلى كثير من الملامح الخاصة بالدور والطريقة التي تسير بها الأحداث، ولدي ثقة في نوعية الأعمال التي يقدمها معاطي، خصوصاً أنه مؤلف مهم لديه مشاريع جيدة ليس الهدف منها الحضور فحسب، ولا تضمّ إسفافاً على عكس أعمال عدة نشاهدها راهناً.

لكن هل أعلنت موافقتك على العمل نهائياً؟

ثمة فريق عمل محترم أبديت ترحيبي بالتعاون معه، وبطلة المسلسل سميرة أحمد فنانة لا يمكن رفض العمل معها، فهي ممثلة مخضرمة لديها قدرة على اختيار أعمال جيدة وتاريخها الفني مشرف، وكنا تعاونا سوياً في مجموعة من الأعمال المميزة، وأتمنى أن تكون تجربتنا الجديدة على المستوى نفسه. يبقى أنني مسؤول عن تصريحاتي وليس عن أي أمر آخر، ولا أطلب سوى محاسبتي على ما أقوله، لا سيما أننا نعيش في عالم يضمّ مئات وسائل الإعلام التي يسعى بعضها إلى فرقعات إعلامية.

أدوار

كيف تختار أعمالك؟

أتعامل مع أي عمل يُعرض عليّ باعتباره أول تجربة أقدّمها للجمهور. أبدأ بقراءته للحكم عليه والنظر إلى دوري ومعرفة ما إذا كان يناسبني، وهو ما أسعى إلى الحفاظ عليه في كل تجربة أدخلها. عموماً، يشغلني البحث عن مشروع جيد أطل من خلاله وإلا سأظل بعيداً.

يعتبر البعض أن إعلان فنان قدير الاعتزال يرتبط بتراجع العروض التي يتلقاها.

غير صحيح. تلقيت عروضاً عدة واعتذرت عنها خلال الفترة الماضية، وثمة تجارب لم أوافق على المشاركة فيها لأنها لم تكن مكتملة بعد، إذ ليس من المقبول بالنسبة إلي التعاقد على عمل من دون أن أقرأه.

لكن ثمة أدوار مهمة تكون مشاهدها قصيرة.

لا مشكلة لدي في عدد المشاهد بدليل أنني ظهرت بمشهد واحد في «الهرم الرابع» لإحساسي بأنه فيلم جيد يحترم المشاهد منذ قراءة السيناريو. من ثم، لا تهمني مساحة الدور بل تأثيره في الأحداث، وهو السبب الرئيس لموافقتي على أي عمل أو رفضه.

تغيّر ودعم

كيف ترى التغير الذي يشهده الوسط الفني؟

للأسف، أصبحت الأوضاع أسوأ من أي وقت مضى بسبب حالة الاستهتار لدى كثيرين وعدم إدراك قيمة العمل الفني، وعدم دراسة الشخصية التي يفترض تقديمها، إذ غاب احترام موقع التصوير والتحضير للعمل ليخرج بصورة جيدة، على عكس أيام زمان.

هل ترى أن الدولة يجب أن تقوم بدور لدعم الفن؟

بالتأكيد. ثمة تقصير في التعامل مع الفن وعدم قدرة على دعم الدراما والسينما بشكل جيد، خصوصاً أن الدولة عندما كانت تتولى قطاع الإنتاج كانت تقدم أعمالاً جيدة. أما انسحابها الكامل في الوقت الراهن فانعكس سلباً على المحتوى.

هل لديك مشاريع جديدة في السينما؟

ليست لدي أية ارتباطات حتى الآن سينمائية أو درامية بخلاف مسلسل «بالحب هنعدي» الذي أوقع التعاقد الخاص به قريباً.

شادية

جمعت أعمال عدة بين يوسف شعبان والفنانة الراحلة شادية، يقول في هذا السياق: «كان أول عمل تعاونت فيه مع شادية فيلم «المعجزة» مع المخرج حسن الإمام، وقدمنا أعمالاً أخرى لاحقاً. وبقيت شادية بالنسبة إلي صاحبة مكانة خاصة وتحظى بتقدير في داخلي لما لمسته من طيبتها وقدرتها على التعامل مع الجميع بحب حقيقي غير مفتعل. ورغم أن علاقتنا انقطعت تقريباً منذ اعتزالها وابتعادها عن الوسط الفني، فإن مكانتها في قلبي لم تتغير، فهي كانت سبب ظهوري مثلاً في فيلم «معبودة الجماهير» بعدما رفض عبد الحليم ذلك، وساعدتني كثيراً ولا يمكن أن أنسى ذلك».