مؤتمر باريس يقدّم دعماً لـ«التسوية الجديدة» في لبنان

• الحريري: الإجماع ضمانة الالتزام بـ«النأي»
• ماكرون لعدم تدخل المجموعات المسلّحة في الأزمات

نشر في 09-12-2017
آخر تحديث 09-12-2017 | 00:04
الحريري ولودريان يتوسطان المشاركين في مؤتمر باريس أمس (أ ف ب)
الحريري ولودريان يتوسطان المشاركين في مؤتمر باريس أمس (أ ف ب)
بعد أيام من التسوية الجديدة في لبنان، التي أمنت عودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن قرار استقالته، حازت حكومة الحريري دعماً سياسياً دولياً في اجتماع عقد بباريس، وتمسك بضرورة إبعاد لبنان عن أزمات المنطقة.
افتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، أعمال الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية للبنان في مبنى الخارجية الفرنسية «الكي دورسي»، في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ومشاركة كل من وزراء خارجية الولايات المتحدة الاميركية والصين وروسيا وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي وممثلين عن جامعة الدول العربية ومفوضية الامم المتحدة لشوون اللاجئين وبرنامج الامم المتحدة الانمائي والبنك الدولي ومكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لشوون لبنان. ومع انعقاد الاجتماع يكون لبنان أخذ جرعة دعم سياسية جديدة، بعد أزمة كان يترنّح على حبالها منذ اكثر من شهر.

ويبدو أن هذا الدعم السياسي، الذي منح لبنان مظلة دولية واقليمية رسمت حوله خطوطاً حمراء يُمنع تخطّيها، سيتواصل على مستويات عدة، من خلال عقد مؤتمرات لاحقة مخصصة لدعم مؤسساته الشرعية واقتصاده، تبدأ مطلع العام المقبل، منها: مؤتمر «روما 2» بمبادرة من ايطاليا وبدعم من الامم المتحدة مخصص لتعزيز قدرات الجيش، مؤتمر «باريس 4» الذي يُعقد في شهر مارس لدعم الاستثمار، ومؤتمر «بروكسل 2» لمساعدة لبنان على تحمّل عبء اللاجئين.

وأكّد الحريري أنّ «سياسة النّأي بالنفس التي أعادت الحكومة التأكيد عليها، وتبنتها كلّ مكوناتها السياسية، ستسمح لنا بالحفاظ على وحدتنا الوطنية في إطار احترام الإجماع العربي»، مشيرا إلى أن «الجميع واعٍ للتحديات والمخاطر التي نعيشها في المنطقة، ومصلحة لبنان تقتضي أن يحترم الجميع قرار النأي بالنفس بشكل واضح وصريح. أي خرق لهذا القرار يضع لبنان في دائرة الخطر في المنطقة».

وشدّد الحريري على أنّه «على الحكومة الآن أن تكرّس نفسها لمهمة الحفاظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية ومع المجتمع الدولي، على أساس احترام قرارات مجلس الأمن، وبخاصة القرار 1701».

ماكرون

في السياق، أكّد الرئيس ماكرون أنّه «ينبغي ألا تتدخّل قوى خارجية في شؤون لبنان، وينبغي تطبيق سياسة النأي بالنفس بشكل كامل».

وقال ماكرون إن «لبنان مرّ بفترة ارتباك، وقد استعاد الحريري منصبه كرئيس حكومة، وهذا القرار اتخذه بدعم من الرئيس عون».

ورأى أنّ «الانتقال السياسي في سورية سيسمح بعودة النازحين»، محيياً «الجيش اللبناني على ما قام به في صيف 2017 من الانتصار على داعش».

وداعى المجتمع الدّولي إلى «الوقوف إلى جانب لبنان»، لافتاً إلى أنّ «الجيش اللبناني هو مفتاح السلام والامن في لبنان».

وأضاف أن «لبنان يتمتّع بدعم كامل من المجتمع الدولي وعليه تطبيق سياسة النأي بالنفس بشكل كامل. الاحتياجات كبيرة في لبنان والدعم الموجود حالياً غير كاف، وفرنسا تنوي تعزيز هذا الدعم مع ألمانيا والسلطات اللبنانية على برنامج تعزيز البنى التحتية في لبنان عن طريق البنك الدولي».

وختم ماكرون: «استقرار لبنان مهم للمنطقة بأكملها، ومن الأساسي أن يحترم مبدأ عدم تدخل المجموعات المسلحة اللبنانية في الازمات».

إلى ذلك، أكّد وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان الحرص على سيادة لبنان، داعياً الفرقاء اللّبنانيين إلى «عدم التدخل في النزاعات الخارجية والالتزام بسياسة النأي بالنفس».

وأوضح لودريان، في ختام اجتماع المجموعة الدولية للبنان في باريس، أنّ هناك «علاقات ثقة مع السعودية»، لافتاً إلى أنّ «اجتماعاً سيعقد في روما لحشد الامكانات لتعزيز دور الجيش اللّبناني والأمن الداخلي».

والتقى الحريري ظهر أمس، في مقر وزارة الشؤون الأوروبية والخارجية الفرنسية وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون بحضور وزير الخارجية جبران باسيل ومدير مكتبه نادر الحريري، وتم استعراض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.

وأفادت مصادر متابعة بأن «الاجتماع بين تيلرسون والحريري كان جيدا، والجميع تحدث في الاجتماع عن ضرورة قيام حوار وطني لحل مشكلة حزب الله».

وقال تيلرسون، في مؤتمر صحافي مشترك مع لودريان أمس، إنّ «الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة المخولة بالدفاع عن لبنان»، حاثاً السعودية على أن تكون «أكثر ترويا وتدبرا فيما يتعلق بالسياسة في اليمن وقطر ولبنان».

في موازة ذلك، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أمس، أن «من المعيب حقا ان يستدعى النائب السابق فارس سعيد امام قاضي التحقيق انطلاقا من خطأ مطبعي ارتكبته آلة الطباعة عنده»، مشيرا إلى أن «ما يحصل يجعلنا نشك جدا في أن لمثوله امام قاضي التحقيق أسبابا ومرامي وغايات اخرى».

ولفت جعجع إلى أنه «اذا كان أي واحد منا او اي مجموعة منا بحاجة إلى من يدافع عنها، فإن الذات الإلهية ليست بحاجة حكما إلى ذلك، خصوصا ممن يدعون اليوم انهم يدافعون عنها».

استراتيجية أميركية للتصدي لـ «حزب الله»

أعلن نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفين، أن «إدارة الرئيس دونالد ترامب تطور استراتيجية خاصة للتصدي لنفوذ حزب الله»، معرباً في جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، أمس الأول، عن قلقه من «امتداد نفوذ الحزب ووصوله إلى جنوب أميركا». واعتبر أن «حزب الله أصبح يشكل مجموعة حاكمة محلية في جنوب لبنان، إضافة إلى كونه منظمة إرهابية تؤثر على الأحداث في سورية»، لافتاً إلى أن «الحزب يسعى كذلك إلى بسط نفوذه في مناطق أخرى».

back to top