رفضت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إعلان روسيا أن مهمة القضاء على "داعش" في سورية قد انتهت.

وقال المتحدث باسم البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط إريك باهون، إن الإعلان الروسي مثير للاهتمام، لكنه يختلف معه تماماً، مؤكداً أن من المبكر جداً القول، إنه جرى القضاء على التنظيم، الذي مازال يحتفظ بآلاف المقاتلين، مما يتطلب مزيداً من جهود مكافحة الإرهاب داخل الاراضي السورية.

Ad

وأضاف باهون، أن القوات الأميركية في سورية تعلم أنه مازالت هناك جيوب للتنظيم ينبغي إزالتها، فضلاً عن التنظيمات الجهادية الأخرى كتنظيم القاعدة وجبهة النصرة وغيرها، والتي لا تزال تحتفظ بسيطرة تامة على العديد من المناطق في سورية، مما يعني أن القول بهزيمة داعش أمر خاطىء.

وقالت أوساط أميركية مطلعة، إن قادة "البنتاغون" مستاؤون من تراجع موسكو عن الاتفاقات التي عقدت معها حول سورية، خصوصاً في مناطق الحدود الشمالية الشرقية مع العراق عند نقطة البوكمال، لمنع وصل خط طهران - بيروت مروراً ببغداد ودمشق، و"مشاغبتها" على الاتفاق حول الحدود الجنوبية مع إسرائيل.

وربطت الأوساط الإعلان الروسي الأخير بإنجاز المهمة بمحاولات موسكو الاستئثار بالعملية السياسية الجارية حول سورية، لتحقيق انتصار سياسي يمكّن النظام السوري من توظيف الفوضى السائدة لتكريس بقائه، مشيرة إلى سلوك وفده في مفاوضات جنيف وتعطيله الحوار المجدي مع المعارضة، بتغطية روسية كاملة.

وأضافت أن موسكو، التي ساءها إعلان وزير الدفاع جيم ماتيس عن بقاء القوات الأميركية في سورية حتى ما بعد انتهاء داعش، تحاول الظهور بمظهر من "أنجز المهمة"، فيما هي لم تطلق عملية جدية ضده منذ تدخلها عام 2015، وبأن انسحاب قواتها صار أمراً حتمياً فيما القوات الأميركية ستتحول قوة احتلال، للتأليب عليها في كل من سورية والعراق وخصوصاً بعد تداعيات قضية الاعتراف بالقدس.

إلى ذلك، عدل منشق من قادة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي انتزعت بقيادة الأكراد السيطرة على مدينة الرقة من تنظيم "داعش" عن روايته السابقة عن سقوط المدينة، وقال إن آلافاً من مقاتلي التنظيم، أي عدد أكبر بكثير من التقديرات السابقة، غادر المدينة بموجب صفقة سرية وافقت عليها الولايات المتحدة.

وقال طلال سلو المتحدث السابق باسم "قسد" وهو تركماني فر إلى تركيا في ظروف ملتبسة، إن "قسد" تولت الإعداد لنقل جميع المسلحين الباقين من "داعش" من الرقة، رغم أنها قالت حينذاك، إنها تقاتل المتطرفين الأجانب المستميتين في الدفاع عن المدينة.

ووصف مسؤولون أميركيون تصريحات سلو بأنها "زائفة ومختلقة" غير أن مسؤولاً أمنياً في تركيا، التي فر إليها سلو قبل ثلاثة أسابيع روى أحداثاً مشابهة.

وترددت تقارير أن تركيا أجبرت سلو على الانشقاق من خلال احتجاز أفراد من عائلته.

وكان سلو قال لوسائل الإعلام في منتصف أكتوبر عندما تم التوصل للصفقة إن أقل من 300 مقاتل غادروا الرقة مع عائلاتهم بينما واصل آخرون القتال.

إلا أنه قال لـ"رويترز" في مقابلة حديثة، إن عدد المقاتلين، الذين سمح لهم بالمغادرة أعلى بكثير، وإن ما رُوي عن معركة أخيرة كان محض خيال يهدف إلى إبعاد الصحافيين لحين إتمام عملية الإجلاء.

وأضاف أن مسؤولاً أميركياً في التحالف الدولي المناهض للتنظيم لم يذكر اسمه وافق على الصفقة.