• كيف قرأت قرار ترشح رئيس الوزراء الأسبق الفريق أحمد شفيق لمنصب رئاسة جمهورية مصر العربية؟

Ad

- المشهد الذي أحاط بترشح شفيق مركب ومعقد، وهو كمواطن مصري وسياسي ومسؤول سابق له كامل الحق في إعلان ترشحه، ويجب أن تتاح له حرية القرار ومساحات الظهور الإعلامي للتسويق لنفسه وممارسة حقوقه المكفولة بالقانون والدستور، لكن وجه الاعتراض هنا على الطريقة التي أعلن بها القرار، والتي كانت من خارج البلاد، وهو نهج وطريقة لم تعرفها مصر في ممارسة أبنائها للسياسة، فبدا شفيق وكأنه معارض من الخارج.

• لكن الفريق شفيق تعرض لهجوم شديد لأسباب أخرى ربما وصلت إلى التشويه، ما تعليقك؟

- هذا أمر مرفوض، وعلى الجميع أن يتراجع عن "شيطنة شفيق"، فليس معقولاً على الإطلاق أن يكون من يذبح شفيق حالياً هم الأشخاص ذاتهم الذين كانوا من أشد مؤيديه، على الأقل خلال الفترة، التي اعتبروه فيها رئيساً شرعياً أمام الإخواني محمد مرسي، وبالتالي لا مبرر لهذا التحول الرهيب.

• هل ترى أن الفريق شفيق مؤهل لقيادة البلاد والوصول إلى هذا المنصب؟

- يجب التأكيد على أن ذلك حقه كأي مواطن مصري، حال استيفائه الشروط الدستورية اللازمة، لكن بالنظر إلى خطاب شفيق وعند تقييمه لن نجد إلا شخصاً تبدو عليه علامات التقدم في العمر، ولا أظن أن شخصاً تجاوز 76 عاماً، يستطيع أن يجاري متطلبات المنصب الذي أعلن استعداده للدخول في تنافس عليه العام المقبل، فالشيخوخة البادية عليه تقلل -برأيي- من فرصه ولا تجعله الشخص الملائم.

• بعد تصريحاته الأخيرة في القاهرة هدأت حدة الانتقادات لشفيق، لكن هل يمكن أن تتصاعد مجدداً من وجهة نظرك؟

- يجب الالتفات إلى أمر مهم جداً في هذا الصدد، وهو أنه ليس من مصلحة الدولة المصرية أبداً أن يتم تشويه شفيق مجدداً، وعلى الإعلام أن يتوقف في أي من المرات القادمة عن ذلك، فما هي الانتخابات إن لم تكن منافسات محتدمة بين قامات كبرى تصنع معركة انتخابية تليق باسم مصر، وبالتالي وجود شفيق في المشهد يصب في صالح الرئيس السيسي إلى حد كبير.

وتشويه شفيق والإجهاز عليه بهذا الشكل يسيء إلينا أمام مختلف دول العالم، التي لا تغمض عينيها أمام تلك الأحداث، بل تراقبها وتتابعها بشغف، وتهتم إلى أبعد مدى بالاستحقاقات الانتخابية الحقيقية والبناء الديمقراطي، وما إلى ذلك من معانٍ ستتناقض مع عدم وجود منافس قوي للرئيس السيسي في الانتخابات، وبخلاف شفيق لا أرى شخصية قادرة على تهيئة الأجواء لتنافسيات حقيقية.

• ما تعليقك على قرار الرئيس الأميركي ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس، وهل من تحرك للنواب في هذا الصدد؟

- القرار مرفوض جملة وتفصيلاً، وستكون له عواقبه الوخيمة، وبالنسبة إلينا كنواب، فإن التحالف البرلماني المستقل "25-30"، وقبل أن يصدر القرار رسمياً عقدنا مؤتمراً رسمياً عاجلاً داخل أروقة البرلمان لإعلان موقفنا الرافض للقرار، ولم ولن نكتفي بالإدانات العابرة، إذ قمنا بتجهيز مشروع قانون استوفى جميع المتطلبات الدستورية والقانونية لمقاطعة المنتجات الأميركية، ونحن نعلم جيداً أن هذه المسألة تؤثر على أميركا، وقد تمثل مدخلاً جيداً لمعاقبتها، وفي النهاية يجب أن يكون هناك تحرك على مستوى الحدث، ونتعشم ألا يكون صوت الشعوب في هذه القضية أعلى من صوت حكام البلاد.