ضمن الموسم الثقافي الأول لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وفي حفل الخميس الأول من كل شهر المخصص لأغنيات كوكب الشرق أم كلثوم تحت عنوان «كلثوميات»، أحيت المطربة رحاب مطاوع من دار الأوبرا المصرية، أمسية طربية بامتياز، على مسرح الشيخ جابر العلي، مع الفرقة الموسيقية المكونة من 20 عازفاً، بقيادة المايسترو د. عماد عاشور.

Ad

برنامج الحفل

تضمن برنامج الحفل خمس أغنيات، قسمت إلى فترتين، الفترة الأولى بدأت الساعة الثامنة مساءً، مع أغنية «الورد جميل» التي غنتها أم كلثوم عام 1947 فى آخر أفلامها السينمائية «فاطمة»، من كلمات بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد، كما غنى هذا العمل الجميل الكثير من المطربين والملحنين بينهم زكريا أحمد الذي سجلها بصوته للتليفزيون المصري عام 1960، أي قبل وفاته بعام واحد، ومحمد عبدالمطلب وسيد مكاوي وعائلة بندلي وغيرهم، يقول مطلعها: «الورد جميل... جميل الورد/ الورد جميل وله أوراق، عليها دليل من الأشواق/ إذا أهداه حبيب لحبيب، يكون معناه وصاله قريب/ شوف الزهور واتعلم، بين الحبايب تتكلم/ شوف، شوف، شوف الزهور واتعلم».

كما تضمن أغنية «مادام تحب بتنكر ليه» من كلمات أحمد رامي وألحان محمد القصبجي، وهي من مقام نهاوند، غنتها أم كلثوم عام 1940، يقول مطلعها: «مادام تحب بتنكر ليه/ دا اللي يحب يبان في عينيه/ تصد عني وتهجرني واكلمك تهرب مني/ وإن غبت يوم تسأل عني/ واعرف هواك ساعة لقاك من طول جفاك».

لتنتقل إلى إحدى روائع السيدة أم كلثوم التي غنتها عام 1964، وهي بعنوان «سيرة الحب» من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان بليغ حمدي، الذي لحن لها أيضاً «أنساك ده كلام»، «ألف ليلة وليلة»، «الحب كله»، «حكم عيلنا الهوى»، وفي إحدى المقابلات الصحافية عام 1968 قال بليغ إن «سيرة الحب» هو أجمل لحن قدمه لأم كلثوم، ونقتطف من كلماتها: «وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي/ ما أعرفش إزاي أنا حبيتك/ ما أعرفش إزاي يا حياتي/ من همسة حب لقيتني بحب/ لقيتني بحب وأدوب في الحب/ وصبح وليل على بابه».

الفترة الثانية

أما الفترة الثانية، التي استهلت في تمام الساعة التاسعة وعشر دقائق، من خلال الأغنية الروحانية والدرة الصوفية الرائعة «القلب يعشق كل جميل» التي غنتها أم كلثوم عام 1971، وقد اجتمعت فيها كل عناصر النجاح والفن الجميل، وهي من أروع ما كتبه الشاعر بيرم التونسي من عذوبة الكلمات وعبقريتها، والتي ترتبط بموسم الحج وشعائره، وقد تصدى لتلحينها المبدع رياض السنباطي لتغدو من الأعمال الخالدة: «القلب يعـشق كـل جميل/ وياما شفت جمال يا عين/ واللي صدق في الحب قليل/ وإن دام يدوم يوم.. ولا يومين/ والـلـي هـويته اليوم/ دايـم وصاله دوم/ لا يعاتب اللي يتوب/ ولا في طبعه اللوم/ واحــد مفيـش غيره / ملا الوجود نوره/ دعاني لبيته/ لحد باب بيته/ لما تجلالي بالدمع ناجيته».

وأخيراً، مسك الختام والسلطنة مع أغنية «هذه ليلتي» من كلمات جورج جرداق وألحان محمد عبدالوهاب، حيث تجلت مطاوع إبداعاً وألقاً في أداء لافت ومتميز لهذا العمل الغنائي، ما استدعى تفاعل الجمهور، معبراً عن تقديره لتلك الإمكانات الصوتية الرهيبة بالتصفيق بعد كل كوبليه من هذه الأغنية.

حور... مفاجأة الأمسية

وتخلل الحفل، مشاركة طفلة مصرية تدعى حور في أغنيتين لكوكب الشرق أم كلثوم، التي كانت مفاجأة الأمسية، بصوتها الجميل وتمكنها من أداء الأعمال الغنائية الصعبة، فقد غنت في البداية خلال القسم الأول من الأمسية «عن العشاق سألوني» التي غنتها أم كلثوم في فيلم «سلامة» من كلمات بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد، وأخيراً في القسم الثاني من الحفل أدت حور «افرح يا قلبي» لأم كلثوم كلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطي، وصفق لها الجمهور كثيراً معبراً عن اعجابه بصوت حور، فطلب منها المايسترو د. عماد عاشور إعادة مقطع من الأغنية.

رحاب مطاوع

الفنانة رحاب مطاوع خريجة المعهد العالي للموسيقى العربية، التابع لأكاديمية الفنون، وتحضر حالياً رسالة الماجستير. التحقت بفرقة أم كلثوم الأكاديمية خلال فترة الدراسة، ومثّلت مصر مع الفرقة، بقيادة المايسترو سامي نصير، في العديد من الحفلات في مصر وأنحاء مختلفة من العالم.

شاركت مطاوع في حفل عن السيدة أم كلثوم في معهد العالم العربي في باريس عام 2000، وفي حفل على مسرح اليونيسكو (في باريس أيضا) مع المايسترو ناير ناجي وكورال القاهرة الاحتفالي (2013)، إضافة إلى مشاركتها في مهرجانات جرش (الأردن 2014)، وموازين (المغرب 2015)، والقرين (الكويت 2016).

الفرقة الموسيقية

تتضمن الفرقة الموسيقية مجموعة من أمهر العازفين، من بينهم عازف الكمان المشهور سعد محمد حسن الذي اشترك مع عدد كبير من مطربي ومطربات العالم العربي، وله الكثير من مقطوعات العزف المنفرد (صولوهات)، وكذلك عازف الكمان محمود الوراقي الذي اشترك مع عدد كبير من مطربي العالم العربي، وعازف الكمان والموزع الموسيقي المعروف يحيى الموجي، إضافة إلى أكبر عازفي التشيللو في الوطن العربي د. محمود فرج.