كتاب "داغستان بلدي" أيقونة هذا الكاتب الذي وُلد وأمضى الجزء الأكبر من حياته في فترة حكم الحزب الشيوعي أثناء الاتحاد السوفياتي، والذي قرأته أكثر من مرة، لتفرده بما أورده هذا العبقري من إلماعات باهرة التصوير الصادق لحياة الإنسان، الذي يدخلك إلى عالمٍ خالٍ من أي مساحيق لفظية، وبالذات الإنسان الذي كُتب له أن يطرق أبواب الفكر والأدب والشعر!تميز حمزاتوف بسخرية يندر أن يجاريه فيها أحد من أقرانه، وبلغت شهرته ما جعله يشارك في الكثير من النشاطات الأدبية والفكرية في العديد من دول العالم، وقد التقيته أكثر من مرة في أكثر من بلدٍ، وأحياناً يكون بصحبة زوجته الجميلة واللطيفة فاطمة هانوم.
وما دفعني إلى الكتابة عنه اليوم أنني بصدد الانتهاء من إعداد الجزء الثالث من كتابي "شخصيات عرفتها وحاورتها"، وكان حمزاتوف ضمن تلك الشخصيات، فوجدت أنه من المناسب أن أسلط قليلاً من الضوء لقراء "الجريدة" على هذا الأديب الفذ، خصوصاً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، حيث التقيته في التسعينيات في أبوظبي، وحاورته عن الحكم الديمقراطي بعد أكثر من سبعين سنة من الحكم الشيوعي في روسيا!***• هل أنت سعيد بالديمقراطية؟- بصراحة لست سعيداً بالحرية الراهنة أو هذه الديمقراطية على الإطلاق!• لماذا؟- القضية ليست أنني حينما أرى قصوراً في تجربة الاشتراكية ألجأ إلى الرأسمالية، أو حين أعرف الرأسمالية على حقيقتها أهرب منها إلى الاشتراكية... لا... لا... ما هكذا تؤخذ الأمور، فالموضوع ليس أن أشتري مأكولات من المخزن أو من السوق!... إن ما يجري في بلادي الآن، بكل سهولة، مزيج من الفوضى المتشابكة.• هل هذه نظرتك للديمقراطية؟- يا سيدي نتيجة للديمقراطية هناك أعداد كبيرة من الشعب الروسي تعيش الآن في فقر مدقع، وهناك قلة قليلة من المليارديرات ومن أصحاب الملايين يعيشون كالأباطرة، بينما عمال المناجم يتسلقون على القضبان، ويقطعون السكك الحديدية، وكل هذا بفضل الديمقراطية!• أستاذ حمزاتوف لماذا تغمض عينيك عن مساوئ الماضي؟- طبعاً كانت هناك سلبيات كثيرة في الماضي، ولكن كانت كرامة المواطن الروسي مصونة من حيث ضمانته الاجتماعية على الأقل.• أنت الآن ليست لديك ضمانة؟- أنا الآن أعمل بصعوبة، ودخلت عالم الشيخوخة، ولكنني لا أشتكي على صعيد شخصي، فأنا مازلت أتمتع بشهرتي إلى حد ما، وأنا معروف والناس يزورونني ويسعون إليّ، ولكن يؤسفني أنني لا أستطيع أن أقوم بدوري مثلما كنت في الماضي! • أستاذ حمزاتوف أنت كثير الزيارات خارج روسيا، فما الذي تراه اختلف عند الناس فيما بين روسيا الشيوعية وروسيا الديمقراطية؟- شيء مخجل.• ما هو؟- عندما كانت روسيا دولة اشتراكية كانت تصدر للعالم فكراً أيديولوجياً، فماذا تصدر روسيا الآن؟• ماذا تصدر؟- يا سيدي إن روسيا الديمقراطية أصبحت تصدر للعالم والبلدان التي زرتها جميعاً... تصدر لهم للأسف «الرقيق الأبيض».
أخر كلام
رسول حمزاتوف!
09-12-2017