وصل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى ايران السبت للدفع باتجاه الافراج عن الإيرانية-البريطانية نازانين زاغاري-راتكليف وسط اتهامات في بريطانيا بأن «زلة لسان» منه أدت إلى تعقيد قضيتها.

وزيارة جونسون هي الأولى لدبلوماسي بريطاني رفيع المستوى منذ 2015، ومن المقرر أن يتناول خلالها الاتفاق النووي الإيراني الموقع بين ايران والدول الكبرى، والذي أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب شكوكاً حول مستقبله.

Ad

وقبيل الزيارة قال جونسون «سوف أبدي قلقي البالغ حيال القضايا القنصلية المتعلقة بمزدوجي الجنسية، وسأسعى لإطلاق سراحهم حيث تسمح أسباب إنسانية بذلك».

واعتقلت زغاري-راتكليف في مطار طهران في الثالث من أبريل 2016 بعد زيارة لعائلتها، وكانت بصحبتها طفلتها غابرييلا البالغة حالياً ثلاث سنوات.

وحكم على نازانين زغاري-راتكليف بالسجن خمس سنوات في سبتمبر 2016 لمشاركتها في تظاهرة ضد النظام في 2009 وهو ما تنفيه، ولا تعترف ايران بازدواج الجنسية.

وتأتي الزيارة بينما يفترض أن تمثل زاغاري-راتكليف الأحد أمام القضاء الإيراني للرد على اتهامات «بنشر دعاية» يمكن أن يحكم عليها بسببها بالحبس 16 عاماً، كما قال زوجها ريتشارد راتكليف لوكالة فرانس برس.

وتم تسييس القضية إلى حد بعيد، لا سيما بعد «زلة لسان» لجونسون في مطلع نوفمبر عندما قال إن زغاري-راتكليف كانت تدرب صحافيين في ايران، وهو ما استندت إليه السلطات الإيرانية لتبرير التهمة الجديدة.

وكان ريتشارد زوج زاغاري-راتكليف مارس ضغوطاً لمرافقة جونسون في الزيارة، وأعرب عن مخاوف حيال الصحة الذهنية لزوجته، كما ومدة الاعتقال في سجن ايفين الذائع الصيت في طهران.

ويقوم جونسون بجولة في المنطقة تستمر ثلاثة أيام، بدأها الجمعة بزيارة سلطنة عمان، وينهيها الأحد في الإمارات.

وتتزامن الزيارة مع موجة احتجاجات حاشدة في العالم الإسلامي ضد قرار ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

وقال جونسون إن «إيران دولة فاعلة في منطقة ذات أهمية استراتيجية ولكن مضطربة وغير مستقرة، لديها أهميتها بالنسبة لأمن وازدهار المملكة المتحدة»، وأضاف وزير الخارجية البريطاني «رغم تحسن علاقاتنا مع ايران بشكل كبير منذ 2011، إلا أن سلوكها ملتبس ولا نتفق على العديد من القضايا».

وقطعت بريطانيا علاقاتها الدبلوماسية مع ايران في 2011 بعد أن هاجم حشد من الطلاب السفارة البريطانية ومزقوا العلم البريطاني وصور الملكة اليزابيث الثانية وخربوا المكاتب.

وجاء الحادث بعد أن صوت البرلمان الإيراني لطرد سفير بريطانيا وخفض العلاقات التجارية رداً على العقوبات النووية.

وفي 2015 أعيد فتح السفارة، واستؤنفت العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل في 2016.